22 يونيو 2008

هل شهدت زوراً هذا الأسبوع ؟

" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " إنها دعوة شهيرة يطلقها السواد الأعظم من الخطباء من على منابر يوم الجمعة الى جموع المصلين، و لا تكاد تخلو خطبة جمعة من هذه الدعوة. هل حاسبت نفسك يوم الجمعة؟

قضبان الزورهناك العديد من المهالك قد يقع فيها الفرد خلال ايام حياته المعدودة، و التي لا يضع لها أي بال او حساب و التي يعتبرها من الأشياء و التصرفات العادية جداً، بل و على العكس قد يعتبرها من الواجبات و الالتزمات الأخلاقية تجاه من يحيطوا به؛ فيدفع نفسه للقيام بها و يدفع الآخرين حذو حذوه في الإتيان بها أيضاً. من هذه الموبقات و المهالك شهادة الزور، و عليه يجب أن تسأل نفسك كم مرة شهدت فيها زوراً و ذلك بالرغم من تأكيد النبي محمداً صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه فيما معناه " ... ألا و شهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ... " و أردف الرواة قائلين و ظل يرددها حتى قلنا يا ليته سكت و كل هذا مع العلم أنه كان صلى الله عليه وسلم متئكاً و اعتدل و هو يرددها.

تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه العبارة و اعتداله و هو يقوله إنما يدل على شأن عظيم و أمر جلل يريد صلى الله عليه وسلم لفت انتباه و اللباب المسلمين له؛ حتى يتيقظوا من الوقوع في هذه الرذيلة المهلكة.

عند هذا الحد قد يحمد الكثير الله على انهم لا يشهدون زوراً و انهم في مأمن من هذا الوبال، معتقدين أن شهادة الزور هي مجرد قول الكذب أمام قاضي في محكمة بعد حلف اليمين او الادعاء الباطل على على أناس آخرين بوقائع لم يقوموا بها، و شبيه ذلك من الأمور. إلى كل هؤلاء، احترسوا كل الاحتراس و تنبهوا و تيقظوا قبل أن تحاسبوا؛ فشهادة الزور التي اعتدل الرسول الأعظم تحذيراً لها و التي ظل مردداً إنذاراًُ و نهياً عنها ليست بمثل تلك البساطة و السطحية فقط.

وقعت في دفتر الحضور و الانصراف نيابة عن زميلك الذي لم يحضر العمل؛ فأنت شاهد زور. سويت فواتير و همية ما انزل الله بها من سلطان؛ فأنت شاهد زور. وقعت على شيء لم يحدث في عملك بمدعاة انها اوراق روتينية و اعمال اعتيادية لاستكمال الشكليات؛ فأنت شاهد زور. سألك رئيسك عن أوضاع العمل و اجبت اجابات منافية للحقيقة؛ فأنت شاهد زور.

ان التوقيع في الأوراق بمثابة نطق اللسان في الكلام؛ فما وقعت عليه يفترض أن يكون قد حدث بالفعل أمامك و انت تعلم علم عين على انه حدث و لذا وقعت.

و الله لن نتقدم أبداً و لن تحل علينا البركات و نحن نزور و ندلس صباح مساء. لن تنهض صناعة فيها تزوير. لن يتطور تعليم فيه تزوير. لن و لن و لن و لن... الخ

عدم البركة هو انعدام قيمة الاشياء فيستوي فيها كبيرها و صغيرها كثيرها و قليلها و هذا هو لب و جوهر الزور و التزوير. ورقة موقعة بمثابة وثيقة يفترض الوثوق بها، تجدها مجرد إجراء روتيني كما يدعون و أنها لا تساوي حتى ثمن الحبر و الورق الذي كتبت عليه. أين تكون القيمة. منتج ما بمواصفات مكتوبة عليه و مدونة و موثقة في اوراق تصنيعه التي هي في الأصل عمل رويتني و مجرد توقيعات صوري (التوقيع الصوري شهادة زرو) ماذا تتوقع منه سوى الخراب و الانفلات و التسيب أثناء تصنيعه.

للأسف لا يشعر بهذا الا من كانوا أكباش الفداء و وقعوا مع الموقعين و تغافلوا مع المغفلين الذين كانت على ايديهم مصائب و خرائب جمة. يدانون و يسجنون و لا يستطيعون الدفع، لأنه ببساطة أليس هذا توقعيك؟!

تذكروا كله تمام ياريس 67.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص