31 مايو 2009

متى نتحول من بقر إلى جاموس؟

لا تحوي هذه المقالة سباب أو قذف لأي فرد أو جماعة، و لكنها فقط نظرة مجردة ذات طابع مقارن تستند إلى الاستعارة من عالم الحيوان و علاقة ذلك بدنيا الإنسان و البشر.

الفيلم السابق يبين شيء جدير بالملاحظة، و هو الفارق السلوكي بين البقر و الجاموس. نرى الجاموسة الوحيدة في المشهد وسط عدد من الأبقار و الجميع يشتركون في أنهم يتناولون الطعام و أمامهم كمية من عشبة البرسيم. مشهد التصوير عبارة عن دورة كاملة حول مجموعة الحيوانات النهمة التي تتناول طعامها و نلاحظ بشدة عدم اكتراث البقر بما حولها، سوى فقط التركيز في تناول و قضم البرسيم الذي أمامها؛ أما الجاموسة فتركت تناول الطعام و لم تنتبه إليه و ركزت بنظراتها تجاه المصور الذي يدور حولها؛ حتى أن عينها تأتي دائماً محدقة في عدسة الكاميرا.

يا ليتنا نتعظ و نتعلم من الجاموس، كما تعلم من قبل بن آدم كيفية دفن جثة أخيه من الغراب، أنه في أحيان كثيرة يكون ترقب و متابعة الوسط المحيط و التصرفات و الحركات الناشئة فيه على قدر أهم و أثمن من أغلى المصالح أو الاهتمامات الآنية أو المحدودة. إن تصويري لهذا الفيلم و متابعتي له فسرت لي لماذا يدعوا الناس في مصر أي مجموعة من البشر لا تكترث بما حولها و ما يدور فيه بأنهم " بقر ".

28 مايو 2009

الكرة في الملاعب أم العقول؟!

مبدأياً انا من الأشخاص الغير مهتمين برياضة كرة القدم و لا تشد انتباهي مطلقاً و إذا حدث و شاهدت بعضاً من الدقائق في أي مباراة؛ فذلك يعتبر من الحوادث شديدة الندرة في حياتي. يجوز ذلك بسبب ترعرعي على مشاهد كرة القدم المصرية في الثمانينات و عندها كنت صغيراً و لا أستطيع فهم هذه اللعبة و لماذا يتبادل اللاعبون الكرة فيما بينهم و حتى أولئك الذين يرتدون الملابس المختلفة فكنت ألاحظ أنهم يتبادلونها فيما بينهم أيضاً. كنت أيضاً لا أستطيع تفسير مدى السعادة التي تحيط الناس ممن حولي و كذا اللاعبين عندما تستقر كرة داخل الشباك.

الآن أرى الناس و منهم من تبدو عليه ملامح الجدية و الاهتمام بتفاصيل الحياة؛ و لكن عندما يتجه الحديث نحو كرة القدم و الدوري و الكأس و ما شابه من تلك المدعوة بطولات، أرى عليهم تغيير كلي و جزأي فينبرون مدافعين عن الفريق فلان و اللاعب علان و يتندرون بتاريخ فرقة كذا و هكذا من مثل هذه الأمور. الأعجب من ذلك، أن مثل هذه النقاشات لا تقتصر فقط على أوقات السمر أو الفراغ، و لكن ممكن أن تأخذ مثل هذه المناحي حتى و لو كانت ظروف و وقت الحديث صعبة و بها مواقف عاتية مثل الوفاة أو المرض و ما شابه.

هل يمكننا اعتبار الكرة و أحداثها و ما ينضم في ركابها من تعليق و نقد و دراسات و أبطال، بمثابة مخدرات للوعي العام تلهيه عن تداعيات حياته و مشاكله الحقيقة من خلال إطار عام و مجتمعي من أحلام اليقظة التي يتشارك فيها كافة الناس من مختلف المشارب و المرجعيات الفكرية و المستويات الاجتماعية و الثقافية؟

27 مايو 2009

أبوغبورة الكذاب

يجب قلب صورة غبور حتى يطابق حديثه الواقعتماشياً مع سياق الحملة المضادة التي يروجها وكلاء السيارات في مصر ضد حملة خلوها تصدي، و ذلك بغرض إضعاف همة الزبائن و المستهلكين المقاطعين شراء سيارات جديدة في هذه المرحلة، صرح المدعو دكتور رؤوف غبور المدير التنفيذي لمجموعة جي بي أوتو و كيل سيارات هيونداي في مصر بعدة أقوال من أبرزها أن خفض الأسعار مجرد أوهام و أن هامش ربح تجارة السيارات لا يتجاوز 2% - 4% !!!. جاء ذلك في سياق ما نقله موقع ContactCars عن المذكور أعلاه أثناء إلقائه لخطاب بمناسبة إطلاق هيونداي سوناتا الجديدة - ومن يدري إن كانت جديدة أم لا؟!!! - في مصر.

كما ذكرنا سابقاً أن حملات التضليل ضد المستهلك و ضد حملة خلوها تصدي، لا تعدو كونها حرثاً في الماء. إن وعي المستهلكين و حرية انطلاق المعلومات و المعرفة عبر العالم أجمع؛ حجم كثيراً و مديداً من كل الحيل البالية و الألاعيب المبتذلة التي تتعمد الاحتيال و الخداع من قبل حفنة من حفدة دراكولا ماصصي الأموال من الشعوب.

إن تصريحات غبور تلك، لم تنجح في صناعة شيء سوى أضحوكة من قائلها. لقد خانه الكذب و الادعاء إذ تمادى مشوشاً في الحديث و مدعياً بأن ربح تجارة السيارات، و يعني في باطن قوله أمثاله من الوكلاء الجشعين، لا يتعدى نسبة 4%، و أن هذا لا يؤكد سوى مدى ضرورة و حتمية وجود حملة خلوها تصدي لمقاومة مثل ذلك الاستخفاف بالعقول الذي لم و لن يحدث في أي مكان على كوكب الأرض سوى في بلادنا العزيزة.

عند دراستي للتاريخ الإسلامي، كنت أتعجب حول كيفية تجرأ شخص مثل أبومسيلمة الكذاب في ادعاء النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بفترة وجيزة. الآن و بعد تصريحات غبور تلك، بدأت في تفهم ذلك، من حيث كون الطمع و الجشع سواءاً في المال كما في السلطة و النفوذ يمكنه أن يغشي العقل و يغيب الحكمة و يظلم البصيرة، و يجعل من أقوال الطماع و أفعاله مساراً للتهكم و الاستعجاب. أدعوكم لقراءة تعليقات القراء على تصريحات غبور تلك من خلال رابط ContactCars المذكور أعلاه، و سوف تعلمون كيف وفق الرجال في ضحد ذلك العبث من أحد وكلاء الجشع البغيض.

26 مايو 2009

قناة منخفض القطارة... أين المصير؟

منخفض القطارةمنطقة القطارة هي منخفض عظيم المساحة حيث تبلغ مساحته حوالي 20,000 كيلومتر مربع و يبلغ أقصى انخفاض له تحت سطح البحر ما يقارب 145 متراً. يقع منخفض القطارة في الصحراء الغربية لجمهورية مصر العربية و تحديداً في الجزء الشمالي من هذه الصحراء و يقترب من البحر المتوسط في طرفه الشرقي قرب مدينة العالمين و يفصله عن البحر المتوسط عندها قرابة 100 كيلومتر فقط. تظهر قيمة الانخفاض الكبير عن مستوى سطح البحر لهذا المنخفض و عداً عظيم الفائدة لتوليد كهرباء نظيفة و رخيصة الكلفة قد تصل إلى 2500 كيلووات/ساعة في السنة. سوف تساهم البحيرة الصناعية المتكونة في تغييرات مناخية إجابية على البيئة المحيطة و ذلك من خلال زيادة معدلات هطول الأمطار و كذا إمكانات الاستزراع السمكي و انشاء مجتمعات عمرانية حول تلك البحيرة.
منذ عشرات السنين جرت دراسات متعددة حول إمكانية الاستفادة من مثل هذا المنخفض و موقعه المتميز إقتصاديا. كان أول من تطرق إلى هذه الفكرة الربوفيسور الألماني هانز بنك أستاذ الجغرافيا في جامعة برلين و ذلك عام 1916 من القرن العشرين. توالت بعد ذلك الدراسات و تعاقب طرح هذا المشروع على حكومات و أنظمة مصر الحاكمة منذ هذا التاريخ، و لم يتقدم هذا المشروع أي خطوة على أرض الواقع و ذلك نظراً لخضوع السلطات المصرية تحت الضغوط السياسية تارة أو تحت بعض المؤامرات التي من شأنها تعويق المضي قدماً نحو هذا المشروع الواعد في سبيل تنمية و رخاء مصر.
يبدو جلياً أن هذا المشروع لم يتم استكمال الدراسات التفصيلية الخاصة به حتى الآن، و الواجب على السلطات المصرية أن تسير قدماً و بجدية حاسمة في صدد استكمال هذه الدراسات و بخبرات مصرية خالصة و عدم استبقاء أو اصطناع اسباب تبدو واهية من قبيل التكاليف الباهظة لحفر قناة الربط بين البحر و المنخفض، أو كتهديد وجود قناة مفتوحة تقسم الصحراء الغربية إلى قسمين على الأمن القومي، أو حتى صعوبة الحفر في تضاريس الحجر الجيري او تلك المرتبطة بآبار البترول في تلك المنطقة؛ لأنه ببساطة كلها اسباب واهية و لا قيمة لها دون وجود دراسة شاملة كاملة و وافية حول هذا المشروع العملاق.
كتب إضافية يمكن الرجوع إليها في تناول هذا الموضوع:
صحراء مصر الغربية
رحلات جيولوجية فى صحراء مصر الغربية
مشروع منخفض القطارة صفحة تحوي معلومات قيمة عن المنخفض.

زرداري - نجاد - كرزاري

احمدي نجاد يتوسط كرزاري و زرداريتم في العاصمة الإيرانية طهران لقاءاً ثلاثياً جمع بين آصف علي زرداري رئيس وزراء باكستان و احمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حميد كرزاي رئيس أفغانستان. قد كان من الملفت للانتباه حول هذا اللقاء هذه الصورة الجامعة للثلاثة و الملتقطة أثناء مجريات ذلك اللقاء و الذي كان يتناول أساليب و تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب و المخدرات، و ذلك حسب ما أعلنته المصادر الرسمية. تم هذا اللقاء يوم الأحد 24 مايو 2009.

هذا المنظر الحميمي للغاية الذي بدى عليه الرجال الثلاثة يثير في نفسي بعض الشك و الريبة من حقيقة و جوهر العلاقة الأمريكية الإيرانية. إن كلا الرجلين المحيطين بالرئيس الإيراني نجاد من أخلص و أوفى الأتباع للولايات المتحدة الأمريكية، و ذلك بالقدر الذي يمكننا أن نعتبرهما جسدين في بلديهما و رأسين في واشنطن، و الصورة تلك يمكن أن نستبدل صورة أوباما أو بوش الغابر محل احمدي نجاد و سوف تبقى معبرة و في السياق.

انا من المعجبين بشدة بالتجربة الإيرانية ، وذلك من خلال نجاحتها المعلنة في المجالات الصناعية و الاقتصادية و العسكرية و حتى الدبلوماسية. هذا الاعجاب لا يمنعني من التفكير في هذه الصورة على ضوء وجهة النظر المشككة في أهداف و ولائات إيران الحقيقة. إن هذه الصورة تدفعني للتساؤل: هل يمكن لإيران أن تبيع القضايا التي تبدو كونها المدافع الأقوى و يجوز الأوحد عنها في سبيل مصالحها المحدودة؟ هل أصلاً المواقف و السياسات الإيرانية تلك لا تعدو كونها تمثيليات محكمة الأداء و الإخراج؟ بصراحة شديدة إن هذه الصورة تمثل لي صدمة!

فاجعة النصر للسيارات

إن لله و إن إليه راجعون، قد توفيت في ظروف غامضة شركة النصر للسيارات عن عمر يناهز الستين عاماً بعد صراع طويلاً مع المرض استمر ما يقارب الستين عاماً أيضاً. الشركة الكريمة قريبة و نسيبة جميع عائلات كفرصقر و مصر من أسوان و حتى الأسكندرية، و العشاء قاصر على من نهبوها و دمروها و استمروا بحقنها بملوثات مرضها العضال من الفساد و البيروقراطية و الإهمال.

إنه ليوم عسير في تاريخ الصناعة المصرية الهرمة، يوم إعلان قرار تصفية شركة النصر للسيارات. إنه قرار إغتيال إقتصادي لكيان أسس أصلاً لانشاء طفرة و نهضة حضارية في أحد المجالات الهامة في التصنيع و هو صناعة السيارات. إن ذلك القرار يسطر المتن الأخير من كتاب فشل ما يسمى ثورة يوليو 1952. إن ما أطلق عليه منجزات ثورة يوليو ينهار و بشكل متتابع كقطع الدومينو المتراصة؛ فيما يدل على هشاشة البنيان و ضحولة الأساس.

هذه الفاجعة تعد صيحة تحذير إلى كافة العاملين في كافة الشركات العامة لترك مبدأ انا و من بعدي الطوفان أو دع الملك للمالك، و ذلك بسكوتهم عن مظاهر الإهمال و التسيب داخل قلاع مصر الصناعية خوفاً على أعمالهم و مصالحهم المؤقتة. إن طوفان الفشل إذا هاجم أي مؤسسة؛ فإنه و بالتأكيد سوف يكتسح و لو طال الزمن كل شيء في المؤسسة بما فيه العمالة و المهارات.

25 مايو 2009

حكم التلفظ بالنية في العبادات

منقول من موقع بلغوا عني و لو آية اعلم أنه لا يشرع التلفظ بالنية في العبادات لأنه لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا فعله أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، وإنما هي بدعة حدثت في الأزمنة المتأخرة عن عصر السلف الصالح الذين زكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . ولأن حقيقة النية : القصد مطلقاً ، وهو إرادة الفعل ، ومحل ذلك بالقلب لا اللسان ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) ولم يقل بالألفاظ ، ويؤيد ذلك عدة أمور منها :

1 ـ قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم...) الآية . يعني : إذا أردتم القيام إلى الصلاة . ولما كان محل الإرادة القلب ـ وهي كما ذكرنا : القصد إلى الفعل ـ أمر بالفعل مباشرة فقال : ( فاغسلوا وجوهكم ) ولم يأمر بشيء من التلفظ بالنية .

2 ـ قوله صلى الله عليه وسلم للسيء في صلاته : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبّر ) الحديث . فلم يأمره بالتلفظ بالنية ، مع أنه في مقام تعليم الجاهل ، وأول لفظ أمره به : التكبير ، ولو كان التلفظ بالنية مشروعاً لبيّنه له صلى الله عليه وسلم . ولكن لما كان محل النية القلب ، و يحصل ذلك بالقصد إلى الفعل الذي عبّر عنه بقوله : ( إذا قمت إلى الصلاة ) أمره بعد ذلك بأول واجب لفظي وهو قول : الله أكبر .

ولذلك قال الإمام السيوطي رحمه الله : لا يشترط مع القلب التلفظ ، ثم قال : ولو اختلف اللسان والقلب ، فالعبرة بما في القلب ، فلو نوى بقلبه الظهر وبلسانه العصر صحّ له ما في القلب . [الأشباه والنظائر للسيوطي (47ـ48)] . ومن هنا : تعلم خطأ بعض من يتشدد في التلفظ بالنية فتجد أحدهم يقول : (نويت أن أصلي صلاة الظهر أربع ركعات لله تعالى فرض الوقت حاضراً مؤتماً).

وهذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وفي الحديث : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . [متفق عليه] ولمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

تبليغ

روي عن الرسول الأكرم خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بني إسرائيل وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". بناءاً على هذا الحديث الشريف، رأيت أنه من المناسب افتتاح تسمية جديدة في المدونة تحت اسم تبليغ و إن شاء الله سوف أدرج فيها من حين لآخر بعض الآيات و المواعظ من جهات و نواحي متنوعة.

الحث على العلم و العمل به

أرجو أن تكونوا حصلتم استفادة مما سبق و أن يكون لكم جزاء الاتباع و لي جزاء التبليغ.

23 مايو 2009

سندويتش بالعربية

في بعض المراحل احتار الناطقين بالعربية حول ايجاد تسمية عربية لمفردة سندويتش و هو ذلك الطعام الموجود داخل اي نوع من انواع الخبز. بعض الأحيان قالوا عنه " شاطر و مشطور و بينهما طازج " و من تلك التسمية يتبين مدى تعقيد المهمة لديهم و صعوبتها. الآن توجد تسمية شطيرة و أعتقد أنها أكثر مناسبة من تلك المتحزلقة سابقاً.

إسترعى انتباهي في بائعي الفول و الطعمية في مصر مقولة شُقة - بضم الشين - و التي يطلقونها على السندويتش، و التي أعتقد أنها التسمية الأنسب لما تنطبق عليه لفظة سندويتش الإنجليزية. حيث أن الشطر يعني تمام الفصل بين شيئين، و عليه فلفظة شطيرة لا تصف وضع السندويتش بالشكل الصحيح، لأنه في النهاية تكون محتويات السندويتش كلها مجمعة في كيان واحد.

على الصعيد الآخر، إذا نظرنا إلى لفظة شُقة، سنجد وصفها الدقيق و العملي و السهل للسندويتش؛ حيث أن فعل الشق لا يؤدي بالضرورة إلى انفصال و تباعد الأجزاء عن بعضها و يحدث أيضاً في ظل تمسك الشيء بكيان واحد. عند النظر عملياً في عملية تحضير السندويتش أو ما ينتج عنها، سوف نجدها ببساطة عن عملية شق للخبز و إحلال مواد غذائية أخرى و متنوعة في هذا الشق أو الشقوق المتكونة.

بناء على ما تقدم، أقترح على مجتمعنا العربي تبني كلمة شُقة و ذلك تعريفاً للمفردة الإنجليزية سندويتش حيث أنها تمثل المرادف الأسهل و الأكثر عملية و دقة في وصف تلك الطريقة من تناول الطعام.

19 مايو 2009

حي مبارك و الهواتف المفقودة

حي مبارك هو حي جديد في مدينة كفرصقر و يتميز هذا الحي عموماً بانعدام الخدمات العامة فيه و تتجلى عليه أعراض التملص الفلوتي من أعبائه تجاه المواطنين. إليكم قائمة أو معلقة توصف لكم حياة القرن التاسع عشر التي يحياها سكان حي مبارك في كفرصقر:

  1. لا يوجد أي شارع مرصوف على الإطلاق، ويمكنكم تخيل مدى الحالة المذرية للشوارع أوقات هطول الأمطار.
  2. لا يوجد صرف صحي على الأطلاق، و يتم استخدام الطرنشات و نزحها على نفقة المواطنين، و كل ما قامت الجهات التنفيذية هو مجرد مد خطوط الصرف لمشروع هرم كفرصقر الأكبر - محطة الصرف الصحي التي بدأوا في بنائها و مد الشبكات لها منذ ما يزيد عن 12 عاماً مضت و لم تعمل حتى الآن - و التي لا يعلم متى سوف ينتهون منه إلا الله سبحانه و تعالى و هل سوف تعمل هذه الخطوط بالشكل المطلوب أم سوف تتسب في غرق الحي بالكامل!
  3. الهواتف - التليفونات - متردية لأبعد حد، ففي الغالب توجد شوشرة في أغلب الخطوط و عدم توفر " بوكسات " التوصيل إلا على مسافات بعيدة، تعيد للأزهان مناظر الأسلاك الهوائية الممتدة على البيوت و كأننا نعيش في النصف الأول من القرن الفائت. هذا يمثل تهرب من الشركة المصرية للاتصالات، و التي تبدو أنها تطلق شعار مشاكل بلا حلول بدلاً عما تدعيه أنها خدمات بلا حدود، من أداء ما عليها من واجبات و التزامات تجاه المشتركين في نطاق تغطيتها الحصرية و الاحتكارية لشبكات الاتصالات الأرضية.

كان هذا سرد لأكثر النقاط حساسية و ظهوراً لغياب حي مبارك في مدينة كفرصقر عن الاعتبارات الفلوتية و أجهزة الفلت المحلي. و أحب أن أدعوا كل الجيران من سكان حي مبارك بتقديم شكاوى لمن يستطيعون من المسئولين أو الجهات الرقابية و في هذا الصدد أحب ذكر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر و الذي يمكنكم من خلاله الشكوى في حق الشركة المصرية للاتصالات عن تقصيرها المتعمد في توفير خدمات اتصالات مناسبة للمشتركين و ذلك من خلال رقم الجهاز و هو 155

الكهرباء في كفرصقر

يأتي كل صيف و مشاكل الكهرباء و ضعفها في ركابه كمتلازمة لا يمكن الخلاص منها في مركز و مدينة كفرصقر. السؤال المحير، لما تقف شركة الكهرباء عاجزة عن حل هذه المشكلة؟ إن مشكلة ضعف التيار هذه تظهر بوضوح في ساعة ذروة الاستهلاك المسائي و تحديداً في الوقت المحصور بين صلاتي المغرب و العشاء.

التيار الكهربائي في ذلك الوقت يكون من الضعف بحيث أن جهاز موائم الـ ADSL لدي يخفق في استمرار العمل، و تحدث له إعادة تشغيل متكررة و تلقائية في هذا الوقت، و على ذلك، فلكم أن تتخيلوا كيف سوف يعمل جهاز تكييف هواء أو حتى مصباح فلورسنت و ما سوف يترتب على ذلك من أضرار لكافة الأجهزة الكهربائية سواءاً على المدى الطويل أو المدى القصير.

قد يتسائل البعض حول سبب جلاء هذه المشكلة مع مغيب الشمس، و لي تفسيري الخاص و هو أنه مع غياب الشمس تتسع دائر و حجم الاستهلاك بحيث أن أصحاب المحلات و المنازل و كذا الشوارع تبدأ في استخدام مصادر الضوء من المصابيح الكهربائية و خلافه مع استمرار الورشات و معامل النشاطات الصغرى في تشغيل ماكيناتها من ثواقب و لحام و ماكينات خياطة و ما شابه. تلك الورشات و المعامل تتوقف عن العمل عند العشاء و عليه فيرجع معدل الاستهلاك إلى الانخفاض.

كل ذلك يشير إلى تقصير شنيع من شركة الكهرباء و تقاعس سواءاً في توفير القدرة الكهربائية للازمة للاستجابة لمتطلبات الاستهلاك، أو لضعف بنية الشبكات و المحولات. نرجوا من شركة كهرباء القناة و التي تتبعها مدينة كفرصقر أن تعمل باهتمام أكبر لتغطية هذا القصور الخطير في توفير كهرباء مناسبة إلى مدينة كفرصقر و غيرها. نرجوا أيضاً من فلوتتنا العزيزة المضي قدماً في مشروع توليد الطاقة الكهربائية من المصادر النووية و ذلك حفاظاً على مستويات معيشة مناسبة للمفلوتين تحت فلتانها.

14 مايو 2009

الاحتباس الحراري. من يدفع الثمن؟

تحت نفس العنوان و جدت مقالة على موقع وكالة الأخبار الإسلامية يتفق بشكل كبير للغاية مع ورد لي في مقال سابق عن الاحتباس الحراري بعنوان أسطور الاحتباس الحراري و الذي ركزت فيه على نقض الجانب العلمي مما يقال عن الاحتباس الحراري؛ بينما لم استطع التوصل فيه إلى جوهر الأسباب التي تدفع إلى ترويج هذه الأسطورة من الجانب السياسي، بالرغم من تطرقي إليه. أترككم الآن مع محتوى المقال المقتبس من الموقع المذكور و أنصحكم أيضا بالاطلاع على المقالة المذكورة في المدونة.

لايستطيع أي متابع للإعلام العالمي أن يهرب من مصطلح الاحتباس الحراري أو أن لا يلاحظ وروده بشكل مكثف في كل وسائل الإعلام وبصورة يومية وأيضا في سياقات متعددة ومتزايدة. وإذا كان المصطلح نفسه يعود الى فترة الثمانينات وربما الى ماقبلها بقليل فإن مايلفت النظر بجانب إنتشاره الواسع هو تعدد وتوسع السياقات التي أخذ يظهر فيها. ففي البداية كان المصطلح محصوراً في دائرة ضيقة باعتباره مسألة علمية بحتة يجري البحث في إطارها حول مفهوم الاحتباس ذاته ومسبباته واجراء التجارب لمعرفة معدل وعدد هذه الأسباب وكذلك البحث في النتائج المختلفة لهذه الظاهرة على مجال محدد هو مجال المناخ لكوكب الأرض ثم مجال البيئة الأوسع والحياة النباتية والحيوانية. إلا أن السياق توسع من هذه الحدود العلمية الضيقة وأخذ يكتسب أبعاداً سياسية وإجتماعية وإقتصادية.

كان توسع السياق أمراً طبيعياً في ظل ماكشفت عنه الدراسات العلمية البحثية والتجارب والإجتهادات من أسباب الظاهرة ثم وهو الأهم من نتائجها على حياة الانسان ووجوده وأشكال وأنماط الاقتصاد والثقافة والسياسة. وماوسع نطاق وخطورة التفكير في الظاهرة ثبوت أن السبب الأساسي فيها لم يكن أية ظاهرة أو تطور أو حدث كوني وطبيعي.. مثل زيادة النشاط الشمسي أو حدوث دورات مناخية تستغرق كل منها عشرات الآلاف من السنين أو ماشابه.. وإنما كان السبب هو ماوصف بالنشاط الإنساني. لكن عبارة النشاط الإنساني هي عبارة غامضة ومبهمة إتضح بعد ذلك أنها تخفي وراءها ليس مجمل النشاط الإنساني أو ذلك النشاط على إطلاقه، وإنما نوع معين من النشاط هو النشاط الإقتصادي للغرب في مراحل الرأسمالية المتعاقبة والمتسارعة ومرحلة ترسيخ المجتمع الإستهلاكي وإستنزاف الموارد الطبيعية كلها لتحقيق ذلك.

في هذا النوع من النشاط يتحول الاقتصاد بعملياته الإنتاجية والخدمية الى محرك مثل محركات الاحتراق الداخلي تتزايد حرارته مع تزايد حركته وقوته وعزمه. وقد حدث بالفعل أن هذه السخونة الناجمة عن فرط النشاط وتسارعه تحولت الى سخونة فعلية ملموسة من خلال عملية حرق الطاقة وأشكال الوقود الأحفوري.

إذن تبين أن النشاط الإنساني المسئول عن عملية الاحتباس الحراري الخطيرة ليس هو شي مبهم وغامض أو حتى محتوم.. لأنه ليس نشاطاً عادياً أو طبيعياً وإنما نشاط خاص مرتبط بنمط معين من أنماط الانتاج والاستهلاك، هو الانتاج الضخم.. وبنوع معين من أنواع الأنظمة الاقتصادية هو الاقتصاد الرأسمالي، وبفكر معين خاص بالغرب وحضارته في أحدث تطوراتها هو فكر العلمانية المادية ومجتمع الاستهلاك الشره.

هنا تحولت قضية الاحتباس الحراري من الجانب الفني العلمي البحت الى قضية سياسية بامتياز لأنها أصبحت ناجمة عن فكر ونظام سياسي معين محدد وليس عن سبب طبيعي لايد للبشر فيه أو سبب يعود الى النشاطات الإنسانية الضرورية التي لامحيص عنها.

وهكذا وصلت القضية الى بؤرة الاهتمام العالمي وتحولت الى قضية فرضت نفسها على المحافل السياسية المختلفة وعلى اجتماعات ونشاطات وتقارير وتوصيات شتى المنظمات الدولية وغير الدولية. وتحولت القضية الى نقطة صراع بين منظمات البيئة على شتى أنواعها وبين الحكومات المعبرة عن المصالح الاقتصادية الكبرى والى قضية صراع كذلك بين شعوب أو منظمات ما اصطلح على تسميته بالعالم الثالث وحكومة ومنظمات مايسمى بالدول الصناعية أو المتقدمة.

دار جوهر الصراع ومايزال حول المتسبب في حدوث الإحتباس الحراري والمسئول عن علاج الأمور بل حول ما إذا كان يمكن علاج هذه الأمور والآثار الضارة والمدمرة الناجمة عن الظاهرة. كذلك تعلق الأمر أكثر وأشد حرجاً بقضية من الذي يتحتم عليه دفع الثمن لما يحدث. وهنا وصلت الى بؤرة الاهتمام والطرح الإعلامي الجاري بقضية الاحتباس الحراري.

قد تلاشى المعنى الفني المباشر والمحدد للمصطلح، وترك مكانه ثقباً أسود ممتلئاً بمفاهيم ومصطلحات سياسية وإجتماعية وإقتصادية وفكرية شتى. أبرز هذه المفاهيم هو إزدواجية المعايير والتي تخفي وراءها بدورها التشبث بالمصالح المادية والسياسية الى حد الاستماتة.

الدول الغربية التي كانت أول من تسبب بعملية الاستهلاك الرهيب لمصادر الطاقة التي سخنت الكوكب هي أول من يشتكي الآن من الاحتباس وتدعو لعلاجه وتجنب آثاره. لكن هذه الدول في الوقت نفسه تلقي بالمسئولية الآن على الدول التي يمكن تسميتها بالصاعدة مثل الصين والهند واندونيسيا وروسيا وبعض بلاد أمريكا الجنوبية الكبرى مثل البرازيل.

بعد إلقاء المسئولية عن الاحتباس الحراري على تلك الدول تتنصل الدول الغربية من تحمل عبء العلاج وحدها بل وتعكس الأمور لتطالب بأن يقع العبء على تلك الدول الجديدة لأنها هي بالفعل الآن المستخدم الأكبر للطاقة الأحفورية ولأنها هي التي تملك التقليل من الاحتباس الحراري من خلال تقليل إنتاجها الصناعي.

بالطبع فإن الغرب يبرر هذه الدعوة بالإشارة الى أن تحوله من الانتاج الصناعي التحويلي الى القطاع الخدمي والمالي والمصرفي لم يعد يسبب استهلاكا ضخما يتسبب بدوره في زيادة الاحتباس.. وهنا ترد الدول الصناعية الناشئة بأن الموقف الغربي مخادع وأن الغرب الذي استنفد موارد الأرض وتسبب في إنهيار البيئة يحاول الآن أن يجعل الدول الواقعة خارجه تتحمل دفع الفاتورة للبضاعة التي اشتراها هو – بل بالأحرى سرقها – واستخدمها ليحقق النهضة والرفاهية لشعوبه، لكنه الآن وقد حان دفع فاتورة الحساب فالغرب يريد من الدول الأخرى أن تدفع، ويريد فوق هذا أن يوقف تجربتها في النهضة الصناعية.

هذا السجال معروف الآن من خلال الأجهزة الإعلامية، ولكن المغزى وراءه هو أن مصطلحاً إعلامياً يبدو بريئاً أو على الأكثر ذو معنى ومضمون فني قد تحول الى مناسبة لتجلية وإظهار مفاهيم أخرى مثل إزدواجية المعايير.وحتى الدول الصناعية الناشئة ليست بمنأى عن هذه الإزدواجية فهي في تشبثها بتحقيق نمط من التنمية والمعيشة يحاكي النمط الغربي المعروف لاتبالي بإهدار المزيد من موارد البيئة والتسبب في المزيد من الأضرار التي لا يمكن علاجها.

بجانب قضية إزدواجية المعايير فإن تداعيات وأبعاد مصطلح الاحتباس الحراري تشمل مسألة حيوية هي مدى الثقة في المنهج العلمي الذي كان حتى وقت قريب يطرح باعتباره الحق المطلق والحقيقة النهائية التي يجب أن تحل محل الدين وعقيدته.. لكننا في سياق مسألة المصطلح الاحتباسي نجد أن التجارب العلمية تعطي نتائج متضاربة أو مضطربة.ونجد الأرقام التي كان البعض حتى وقت قريب يقسم بصرامتها أصبحت مفتوحة للعديد من التفسيرات المتضاربة كذلك. بل ووجدنا أن العلم بمنهاجه وتجاربه ودقته، والذي كان يؤكد البعض أنه هو الفيصل والحكم في كل النزاعات قد أصبح هو ذاته موضع الخلاف والجدل والملاحاة.

مع انكشاف الإشكاليات المتضمنة في مصطلح المنهج العلمي ذاته إنكشفت مع أبعاد وتداعيات مصطلح الاحتباس الحراري إشكاليات مصطلحات كثيرة مثل النمو والتنمية ومجتمع الرفاهية والمجتمع الإستهلاكي والتجربة العلمانية ومفاهيم البيئة والصحة حسب التعريفات الغربية لها والقائمة على مذاهب فلسفية زعمت أنها الحقيقة المطلقة.

12 مايو 2009

حكومة... فلوتة

كلمة حكومة مشتقة من الفعل الثلاثي حكم و ذلك في لغتنا الجميلة اللغة العربية. من المعروف أن الفعل الثلاثي يكون على وزن فعل، و بالتالي فإن حكومة تكون على وزن فعولة. بناء على مجريات الأمور الحكومية في مصر و تفشي الاهمال و غروب سلطة الدولة و إرادتها في تقديم واجباتها نحو المواطنين؛ فإن هذا كله قد يوصف بمفردة واحدة، ألا و هي انفلات.

حيث أن الأصل في الحكومة هي الحكم و السيطرة من أجل منفعة الناس و في ظل غياب هذا الأصل في حكومة مصر الموقرة؛ فيجب علينا البحث و الفحص عن مصطلح جديد يصفها باختصار و في مفردة واحدة تستطيع جمع صفاتها الرديئة و سلوكياتها السيئة. كما ورد وصفاً لحال هذه الحكومة و هو حال الانفلات؛ فمن الأصلح و الأبلغ أن يكون هذا المصطلح مشتقاً من أصلها.

مفردة انفلات مشتقة من الفعل الثلاثي فلت و هو على وزن فعل، و بناء على سياق حكومة فإنه باستخدام الوزن فعولة على الفعل الثلاثي فلت، سيكون لدينا مفردة فلوتة. بناءاً على هذا أرجو من الصفوة و كذا مجمع اللغة العربية أن يقوم بتغيير كلمة مفردة حكومة إلى مفردة فلوتة.

أرجو أن نقرأ قريبا في الصحف عنوان خبر من قبيل " قام السيد رئيس الفلوتة بعقد اجتماع طاريء لوزراء فلوتته... " أو " إن فلوتة الحزب الحاكم هي فلوتة كل المصريين " و ايضاً ستتحول العلاقة بين الحاكم و المحكوم إلى علاقة بين الفالت و المفلوت !!!

طرق محافظة الشرقية

تعد محافظة الشرقية بوابة مصر الشرقية و من المحافظات ذات المساحة الجغرافية الكبيرة في مصر. رغماً عن هذا يظهر بوضوح شديد لدى الجهاز التنفيذي في المحافظة ،و ذلك بدءاً من المحافظ نفسه و انتهاءا بأصغر الموظفين المسئولين عن القطاعات الخدمية في المحافظة، إهمال و تسيب لا يمكن إغفاله أو التغاضي عنه و لا سيما الطرق.

إن الطرق في مصر عموماً و في محافظة الشرقية خصوصاً تبدو عليها مضاعفات ذلك التسيب و آثار التغريبة " الحكومية " عن مسئولياتها تجاه الوطن و المواطن. تمثيلاً للأمر بشكل واضح؛ فوجود و انشاء مطبات عشوائية على الطرقات على أهواء من اقومها، يثبت و بالدليل القاطع غيبوبة مزمنة تعيشها " الحكومة " و الجهاز التنفيذي في المحافظة. إنه من العجب العجاب أن يتم انشاء المطبات العشوائية حتى قبل ان يتم تسليم طريق مرصوف حديثاً. أضف لذلك ما تمثله هذه المطبات العشوائية من خطر عظيم على سلامة و أمن المارة و السيارات في وقت واحد؛ حيث انها مقامة دون ادنى ظوابط او معايير فنية معمول بها في مثل هذه الأمور.

تحقيقاً لوقائع و حتى لا يكون الحديث من باب السرد على عواهنه، سوف أذكر لكم أمثلة من هذه الآفة و ذلك العرض الذي لم يكن ليستشري لو غيبوبة الجهاز التنفيذي في محافظة الشرقية، كما ادعو القراء إلى إضافة المزيد من الأمثلة خلال التعليقات:

  • طريق كفرصقر أبوكبير و الذي لم يتم تسليمه حتى الآن من طرف المقاول، توجد عليه مستوطنة شيطانية من المطبات العشوائية في الجزء المار داخل بلدتي البوها البلد و البوها المحطة.
  • طريق البحر الواصل من كفرصقر و حتى الزقازيق مروراً بمدينة ههيا، أصبح جحيما لا يطاق من كثرة المطبات المنزلية و التي يقيمها كل من لا عمل له سوى تعطيل مصالح البلاد و العباد. إن هذا الطريق و بالخصوص يبين مدى التسيب من قبل المحافظة في رعاية مصالح الناس، لأنه دائما و ابدا و في أغلب أجزاؤه يوجد بحر مويس باعتباره الجهة الأخرى للطريق؛ و عليه فلا يوجد واعز منطقي لكون أماكن هذه المطبات مناطق لعبور المشاة، لأنه و ببساطة إلى أي سوف يعبرون؟!

إن الأمثلة عديدة و متنوعة في سياق هذا النوع من التسيب و الإهمال، و عليه فنرجوا من السيد الوزير الدكتور المحافظ التكرم و التخلي عن مقعده الوثير داخل مكتبه الفاره بضع ساعات في الأسبوع ليرى و يطلع بنفسه؛ حتى يتمكن اتخاذ ما يلزم حفاظاً على مقدرات هذا الشعب من وقت و مال و أمن ، و إضافة إلى ذلك و هذا هو في الواقع الأهم، هيبة الدولة و التي هي من اسن قوانين المرور و التي فيها بنود واضحة و صريحة حول المطبات العشوائية و عقوبات مقيميها و ذلك حتى يمكن تخليص ذلك القانون من شبهة الجباية و التي هي من الواضح للجميع أنها هي الهدف الأول من كافة القوانين؛ و إلا لكان الحال غير الحال و ما بدى القانون غائباً حبيساً في زنزانة الاهمال و التسيب في المحافظة.

أنفلوانزا الخنازير تتسبب في سعادة زوجتي

صباح يوم السبت الماضي الموافق 9 مايو 2009 توجهت انا و زوجتي إلى مدينة المنصورة و ذلك بغرض اتمام بعض الإجراءات الخاصة بتخرجها من الكلية و الحصول على شهادة التخرج من جامعة المنصورة. بعد أن قضينا وقتاً في هذا السياق، بدأنا نشعر بالجوع و عندها فكرنا مليا فيما سوف نأكله.

جرت العادة في مثل هذه الأمور التوجه إلى أحد مطاعم الوجبات السريعة لتناول وجبة طعام في مكان مكيف الهواء و نظيف في ظاهره و ماشبه ذلك. أنفلوانزا الخنازير هي التي دعتنا إلى التفكير ملياً في ماذا نأكل؟ و أين نأكل؟

تنتشر في مصر الآن موجة إعلامية عن أنفلوانزا الخنازير و علمنا أن " الحكومة " أصدرت إجراءات تنفيذية حول الخنازير و ذبحها - لا أنه ليس إعداماً لها - و ذلك كله دفعنا إلى التفكير و التمحيص فيما يجري و ما يحتمل أن يترتب عليه من نتائج. النتيجة الحتمية التي قفزت في محل الإدراك لدينا هو أن كل تلك الكميات من الخنازير يجب أن يتم تصريفها و أنه من الجائز جدا أن نحصل على قطعة من خنزير أثناء تناولنا ساندويتش او فطيرة في أحد مطاعم الوجبات السريعة أو غيرها. هذا دفعنا صوب تغيير ما جرت حوله العادة و التفكير في شيء، لن أدعوه سليم تماماً، و لكن أقل خطراً من الخنازير.

زوجتي من عشاق الكشري، و جرت العادة أيضاً اني ارفض تناولها مثل هذه الوجبات من خارج البيت و خصوصا أثناء الحمل، و لكن بناء على الضغط و حيث أن الخروج لا يحتسب كونه فسحة و ترفيه إلا بتناول " السموم " الطعام من مكان عام؛ فقد تنازلت عن عاداتي و اقترحت من تلقاء نفسي أن نأكل كشري! و قد كانت مفاجئة لها، أعتقد أنها توازي لأي منكم حصول مصر على كأس العالم او حتى مجرد تأهلها للاشتراك فيه دورتين متتاليتين. لقد احتسبت الأمر سريعا و بناءاً على نقطتين من نقاط المقارنة، و هما:

  1. أسوء ما قد يصيبني جراء وجبة الكشري هو بعض الإسهال و المغص أو حتى التايفود و هذا ما يمكن علاجه و الشفاء منه بشكل من الأشكال. أما الخنزير فلا يعلم مداه إلا الله.
  2. بفرض أن الكشري يحتوي على أنفلوانزا الكشري و التي يمكن أن تنتقل من صحن إلى آخر و أن هذه الإصابة قاتلة في الحال؛ فعلى الأقل سوف أموت دون ان يكون سبب الوفاة ارتكاب كبيرة من الكبائر - بالطبع لن تعتبر كبيرة تناولي لحم الخنزير، حيث أني أجهل طبيعة اللحم و لكن الخشية من الشبهات - بالاقتراب من أمر مشبوه.

بالفعل كانت فرصة عظيمة لإسعاد زوجتي سعادة كبيرة، و أكلنا الكشري و تمتعنا بمشروب بارد بعده و نحن نحاول احصاء كم خنزير أكلناه حتى الآن من مطاعم الوجبات السريعة.