01 يونيو 2009

كسر الزيرو و خلوها تصدي

منذ بداية حملة خلوها تصدي، تنبه بعض المنظرين للحملة؛ و نظراً لاشتداد عناد الوكلاء و جشعهم الطاغي و موجة التضليل الاعلامي التي يصنعونها دوماً دون كلل، إلى أن هؤلاء الوكلاء سوف يلجأون في النهاية إلى بعض الحيل التي من خلالها يتجاوبون مع أصول السوق و توجهاته مع اصطناع قناع لحفظ بعضاً من ماء الوجه الذي أراقوه هدراً في سبيل وئد وعي و نضوج المستهلك في عصر انتشار المعرفة و المعلومات.

كسر الزيرو كان من ضمن الفرضيات المطروحة ضمن اطار تمثيلية حفظ ماء الوجه، و يعرف كسر الزيرو عموماً، بأنها تلك السيارات الحديثة التي لم تقطع سوى عدد محدود من الكيلومترات، قد لا يتجاوز العشرة ألاف كيلومتر، و تكون في حالة ممتازة و تحت نطاق تغطية الضمان. قد قيل من قبل أن الوكلاء سوف يلجأون إلى هذه الحيلة من خلال اعطاء سيارات لمنتسيبيها لكي يستعملونها فترة محددة من الزمن و على إثر ذلك تتحول من سيارات جديدة زيرو إلى ما يمكن تسميته سيارات مستعملة. عند هذه النقطة يمكن أن يتم تسويق هذه السيارات بأسعار مخفضة دون التصريح عن ضرورة اتباعهم لسياسة تسعيرية جديدة.

مثال قد يشير إلى ذلك ما هو معلن على موقع سوبارو مصر و وكيلها أبوغالي موتورز، و الذي يعلن عن توفر سيارات مستعملة من ماركة سوبارو اليابانية من موديلات تبدأ من سنة 2003 و حتى سنة 2008 و كذا امكانية استبدال العملاء لسياراتهم القديمة بأخرى جديدة ضمن ذلك العرض.

كما قدمنا سابقاً حول تضليل الوكلاء و حملات التشويش المبتذلة من قبلهم؛ فقد يلاحظ المتابع للعرض المذكور أنه بالفعل توجد سيارات يمكن أن يقال عنها أنها مستعملة و بحق، فمثلاً سيارة موديل 2003 و قطعت مائة و ستين ألف كيلومتر حتى الآن لا يعقل أن تندرج تحت نطاق ما ادعيناه حول كسر الزيرو! الواقع مما بدر من هؤلاء الوكلاء حتى الآن يؤكد سوء نيتهم و استحلالهم لأموال الناس بالباطل و تفانيهم في الخداع دون أي رقابة أو ردع من الدولة؛ بل أكثر من ذلك؛ فإن فلوتة مصر تساعدهم و تدعمهم ضد المواطن الكادح، و من المنطقي أن يمعنوا في الخداع بواسطة ادراج بعض السيارات ذات الوضع الحقيقي، بل على الأكثر من ذلك، فقد يعطون لمستبدل سيارته المستعملة سعراً يتجاوز قيمتها الحقيقة و الذي في الواقع سوف يكون بمثابة التخفيض الذي يتملصون منه على السيارات الجديدة و هذا سوف يؤدي في النهاية إلى ما يسمى في لغة التجار " فرش السوق "، بمعنى أنك تشتري سلعة عندك منها مخزون متوفر بأسعار أكبر من قيمتها، حتى تحرك السوق بناءاً على هذه الأسعار و من ثم تبدأ في بيع مخزونك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص