05 يونيو 2009

معرض أوتوماك

معرض أوتوماك هو معرض سنوي تحت رعاية جريدة أخبار اليوم يهتم بشئون السيارات و تسويقها في مصر. يأتي المعرض هذا العام في ظل موجة الركود الاقتصادي العالمي و أجواء حملة خلوها تصدي من قبل المستهلكين في مواجهة جشع الوكلاء المحليين. قد حاول البعض افتعال قضية و دور لهذا المعرض في سبيل انعاش سوق السيارات في مصر و اخراج الوكلاء من كبوتهم و ثني الزبائن عن قيمة و تجمع خلوها تصدي.

معروف أن المعارض و التجمعات التي على سياقها لا يمكن أن تقدم وحدها حلولاً لأزمات السوق و المبيعات. حتى من اسمه " معرض "؛ فإن كل دوره هو عرض و تبيان الوضع الحالي و السائد للسوق. إن آلاف المعرض لا يمكنها أن تحرك ساكن السوق أو تخرج كامن المستهلكين دون وجود خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، دون أي تحايل أو تدليس، من قبل الوكلاء و ما يسمون أنفسهم مصنعي السيارات - في الحقيقة هم مجمعين و ليسوا مصنعين - تتلخص في خفض حقيقي للأسعار و بنسب لا تقل عن 30% من قيمها الحالية.

إن حملة خلوها تصدي لم تنشأ، و يكون من الخطأ فهمها على أن دورها هو، محاربةً أو تحطيماً للوكلاء المحليين؛ إنما نشأت لإيجاد نوعاً مما يسمى التجارة العادلة ذات هوامش ربح معقولة و في إطار منطقي. تخفيض الوكلاء للأسعار بالنسبة المقترحة لا يمكن أن يؤدي إلى إفلاسهم أو خرابهم، إنما فقط يؤدي إلى زيادة المبيعات و رواج السوق مع تقليل الربح دون تحول تجارتهم إلى الخسارة. إنه من الخطأ أيضاً ربط ما يحدث من خلال حملة خلوها تصدي بما يجري من تطورات أزمة مالية عالمية، بل يجب مداومته و متابعته؛ حتى و لو انقضت الأزمة المالية، لا نريد نسيان المبدأ في زخم الأحداث الطارئة. المبدأ هو أن الوكلاء يبالغون في الربحية بحد جنوني لا يمكن لمجتمع مستهلكين واعي أن يصمت أو يقف مكتوف الأيدي إذائه.

نقول إلى وكلاء السيارات في مصر، و فروا أموالكم و مجهوداتكم و كفوا أيديكم عن محاولات خداع المستهلكين بواسطة حملات دعائية مأجورة أو من خلال معارض هشة لا تعدو كونها مسرحية مبتذلة سخيفة. تنازلوا عن بعض الطمع و تذكروا أن الطمع يقل ما جمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص