14 نوفمبر 2009

ها! مين هناك؟

أتذكر في أيام الصبى في أواخر الثمانينات مظهر دورية الشرطة التي كانت تجوب شوارع كفرصقر ليلاً، و التي كانت مكونة من ضابط و اثنين من العساكر يركبون الخيل؛ حيث كانوا يسيرون في تشكيل ثلاثي يتقدمه الضابط بعض الشيء و يليه العسكريين الاثنين في محاذاة بعضهما. كانت لي تجربة شخصية مع هذه الدورية، ففي ذات يوم قررت انا و أحد ابناء الجيران أن نذهب لنصلي الفجر في المسجد، و في طريقنا للمسجد، و كانت لدي عادة سيئة في وقتها، و هي كثرة الالتفات حولي أثناء السير، لحقتنا الدورية، و بالرغم من كوننا صبية، إلا أن كثرة التفافي للنظر حولي، أو صغر عمرنا انا وصديقي قد أثار ريبة أفراد الدورية، و عليه فقد استوقفانا انا و صديقي ليسئلوننا بأسلوب مهذب عن موقع مكان في جوار المنزل، و أعتقد أن هذا السؤال كان بغية التأكد بشكل غير مباشر عن مكان سكننا، و لحسن الحظ؛ فإن صاحبي كان أكبر مني سنناً وكان يعلم ذلك المكان و أخبرهم أنه بن فلان و انا بن فلان و نسكن في منزل كذا، و عندها تركتنا الدورية للننصرف إلى حال سبيلنا.

كلما تذكرت ذلك الموقف، اشتقت أملاً لرؤية مثل هذه الدوريات مجدداً تجوب شوارع و طرقات كفرصقر و غيرها من المدن و القرى في مصر. لقد كانت بحق أحد صمامات الأمن و الأمان و التي افتقدناها في السنوات الأخيرة. أعتقد أن غياب هذا المظهر الأمني يرجع إلى اتشاح الحكومة بصفة فلوتة، و تهربها و تملصها الدؤوب من آداء الخدمات و الواجبات الأساسية نحو المواطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص