" خلوها تصدي و موديلها يعدي " حملة انطلقت بداية من المملكة العربية السعودية، و خرجت منها و من ثم استشرت في مصر. هذه الحملة باختصار تدعو إلى الامتناع و التوقف عن شراء السيارات الجديدة و حتى المستعملة. السبب الرئيسي في انطلاق هذه الحملة هو البرهان الدامغ على جشع و طمع وكلاء السيارات، و ذلك في إطار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية و ما التحق بها من تخفيضات حادة و كبيرة في اسعار السيارات عالميا و في دول منشئها.
قد كان تمسك الوكلاء المحليين بعدم تخفيض الأسعار في ظل ما يحدث في باقي انحاء العالم، بل و توعدهم بأن الاسعار سوف تزيد، بمثابة الشرارة التي ايقظت دوافع الداعين إلى هذه الحملة من الزبائن و الناس الراغبين في شراء سيارات. إن ذلك الفعل من قبل هؤلاء الوكلاء كان بمثابة استفزاز و استخفاف لعقول الزبائن، أعطى هذه الحملة زخماً و قوة منطق يصعب مواجهتها رغماً عن سيل الدعاية المأجورة التي دبرها هؤلاء الجشعين من الوكلاء تحطيما في عضد هذه الحملة و تسفيهاً لها و لأهدافها. الحمد لله كانت كل مجهوداتهم التضليلة تلك لا تعدو سوى حرثاً في الماء بل على العكس كانت في اجزاء كبيرة منها تؤتي بنتائج عكسية عما يهدفون اليه و كانت مجهودات عبثية لا تزيد إلا تمسك المنضوين في نطاق خلوها تصدي إلا تمسكاً بحملة خلوها تصدي .
بالرغم من أن الأزمة الاقتصادية العالمية كانت بمثابة الكاشف الفعال لجشع هؤلاء الوكلاء، إلا أنه كان من الواجب على الزبائن و العملاء تدعيم خلوها تصدي و انشائها من قبل هذه الأزمة. إن التجار و جشعهم في بلدنا مصر ليس مرتبط بالتخفيضات التي حدثت بناء عن الأزمة فقط. إنه جشع متأصل و راسخ الدعائم. الوكلاء يتخزون من نظام الجمارك في مصر غطاءاً و زريعة لجشعهم و نهبهم الوضيع لمقدرات المواطنين و الناس. حتى بدون أزمة إذا ما تم احتساب تكلفة السيارة الواردة من الخارجة الجديدة و اضافة قيمة الجمارك فإنك سوف تجد هوامش ربح خيالية.
يحب ملاحظة أن الجمارك على السيارات مقسمة إلى فئات و ليست كلها بقيمة واحدة ثابتة. قيمة الجمرك تحسب بناء على سعر المصنع و تكلفة الشحن، و يجب ملاحظة أن الوكيل يتكلف شحن أقل من الأفراد، لأنه يشحن بكميات كبيرة و عنده اثباتات سعر المصنع.
أرجو من الجميع الدعوة إلى حملة خلوها تصدي حتى نقاوم هذا الجشع و الافتراء على مقدرات الناس و نهبها. إذا لم تكن في حاجة ماسة و نعني بالحاجة الماسة هي أن تكون مسالة أكون أو لا أكون إلى سيارة، فيرجى الانتظار و التمهل، حتى يتم الضغط على هؤلاء الجشعين بشكل مناسب يثنيهم عن هذا الضلال و البغي على الناس.