19 أبريل 2009

الثورة و العمل الثوري

وجهة نظري الخاصة و التعريف البسيط للثورة هي استنهاض همة للانتقال من وضع معين إلى وضع آخر يغترض فيه أنه يكون الأفضل من سابقه. إن لم تكن ثائراً فليتأكد الجميع أنك ميت. كل الأحياء ثوار.

ببساطة شديدة إن قيامك في الصباح الباكر من فراشك و نزولك متجهاً إلى مقر عملك، ما هو إلا ثورة و عمل ثوري. إنك بهذا القيام من راحة النوم إلى شقاء الاستيقاظ و التوجه إلى العمل لا تقم بشيء سوى بثورة على وضعك الحالي راغباً في تحسينه حتى تتمكن من تأمين دخل أكبر و أوفر لك و لأسرتك.

إن قيامك للصلاة ما هو إلا ثورة، و هي تحسين وضعك في الآخرة من أن تكون من أصحاب النار أو العذاب لكي تكون من أصحاب الجنة و النعيم.

حت الجماد فإنه ثائر و من الثوار، لا يحدث التفاعل بين الذرات و الجزيئات إلا لتحسين أوضاعها في سبيل الوصول إلى وضعيات أكثر استقراراً.

عندما يلقبك أحد بلقب " ثورجي " فلا تحرج و اخبره انه ايضا ثورجي مثلك و لكن كل على طريقته.

خلوها تصدي

" خلوها تصدي و موديلها يعدي " حملة انطلقت بداية من المملكة العربية السعودية، و خرجت منها و من ثم استشرت في مصر. هذه الحملة باختصار تدعو إلى الامتناع و التوقف عن شراء السيارات الجديدة و حتى المستعملة. السبب الرئيسي في انطلاق هذه الحملة هو البرهان الدامغ على جشع و طمع وكلاء السيارات، و ذلك في إطار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية و ما التحق بها من تخفيضات حادة و كبيرة في اسعار السيارات عالميا و في دول منشئها.

قد كان تمسك الوكلاء المحليين بعدم تخفيض الأسعار في ظل ما يحدث في باقي انحاء العالم، بل و توعدهم بأن الاسعار سوف تزيد، بمثابة الشرارة التي ايقظت دوافع الداعين إلى هذه الحملة من الزبائن و الناس الراغبين في شراء سيارات. إن ذلك الفعل من قبل هؤلاء الوكلاء كان بمثابة استفزاز و استخفاف لعقول الزبائن، أعطى هذه الحملة زخماً و قوة منطق يصعب مواجهتها رغماً عن سيل الدعاية المأجورة التي دبرها هؤلاء الجشعين من الوكلاء تحطيما في عضد هذه الحملة و تسفيهاً لها و لأهدافها. الحمد لله كانت كل مجهوداتهم التضليلة تلك لا تعدو سوى حرثاً في الماء بل على العكس كانت في اجزاء كبيرة منها تؤتي بنتائج عكسية عما يهدفون اليه و كانت مجهودات عبثية لا تزيد إلا تمسك المنضوين في نطاق خلوها تصدي إلا تمسكاً بحملة خلوها تصدي .

بالرغم من أن الأزمة الاقتصادية العالمية كانت بمثابة الكاشف الفعال لجشع هؤلاء الوكلاء، إلا أنه كان من الواجب على الزبائن و العملاء تدعيم خلوها تصدي و انشائها من قبل هذه الأزمة. إن التجار و جشعهم في بلدنا مصر ليس مرتبط بالتخفيضات التي حدثت بناء عن الأزمة فقط. إنه جشع متأصل و راسخ الدعائم. الوكلاء يتخزون من نظام الجمارك في مصر غطاءاً و زريعة لجشعهم و نهبهم الوضيع لمقدرات المواطنين و الناس. حتى بدون أزمة إذا ما تم احتساب تكلفة السيارة الواردة من الخارجة الجديدة و اضافة قيمة الجمارك فإنك سوف تجد هوامش ربح خيالية.

يحب ملاحظة أن الجمارك على السيارات مقسمة إلى فئات و ليست كلها بقيمة واحدة ثابتة. قيمة الجمرك تحسب بناء على سعر المصنع و تكلفة الشحن، و يجب ملاحظة أن الوكيل يتكلف شحن أقل من الأفراد، لأنه يشحن بكميات كبيرة و عنده اثباتات سعر المصنع.

أرجو من الجميع الدعوة إلى حملة خلوها تصدي حتى نقاوم هذا الجشع و الافتراء على مقدرات الناس و نهبها. إذا لم تكن في حاجة ماسة و نعني بالحاجة الماسة هي أن تكون مسالة أكون أو لا أكون إلى سيارة، فيرجى الانتظار و التمهل، حتى يتم الضغط على هؤلاء الجشعين بشكل مناسب يثنيهم عن هذا الضلال و البغي على الناس.