04 ديسمبر 2009

البحث العلمي و التكهن العلمي

بالرغم عن عدم إلمامي التام بجوانب و أصول البحث العلمي، غير معرفتي الأساسية بأنه يستند إلى الملاحظة ثم التجريب في ظل مراعاة شروط و قواعد معينة، و تلك الشروط و القواعد هي التي لا أعرفها تحديداً؛ إلا أنه يمكنني استنتاج أن البحث العلمي قد يبدأ بما يمكننا تسميته التكهن العلمي، و الذي من خلاله يكمن مبدأ الملاحظة التي يمكن أن تكون ذات ارتكاز على أصول علمية، و عندها يعتبر تلك التكهنات و بعد إخضاعها لأصول البحث العلمي و في حال تأكيدها، يتحول ذلك التكهن العلمي إلى بحث علمي و معرفة حقيقية.

دفعني للكتابة حول هذا الموضوع، تجربتي مع ولدي عمر و الذي لم يتجاوز سنه الآن 4 شهور كاملة، فمنذ فترة وجيزة لاحظنا عليه قلة في عدد مرات التبرز، حيث كان يتبرز كل يومين أو ثلاثة. حقيقة كان هذا الأمر يقلقني، من حيث حدود معرفتي الصحية العامة و التي تعتبر أن كمية براز الفرد تعكس مدى جودة صحته. المهم، في خلال الأسبوع الفائت لاحظت جدته - أمي - أنه لا يقيم رأسه بشكل جيد و عندها طلبت مني أن استشير الطبيب؛ فأخبرتها مازحاً و بدافع معرفتي بقلقها المبالغ فيه في بعض الأحيان على ابنائي، بأن قلت لها استشيري أنت الطبيب! بعدها مباشرة لاحظت زوجتي أن كمية رضاعته قليلة و شعرت أنه ليس على ما يرام، فذهبنا به إلى الطبيب طالبين نصيحة غذائية أو نوع من اللبن الصناعي يعمل بشكل تكميلي مع الرضاعة الطبيعية.

عندما كشف الطبيب عليه، أخبرنا عن شكوكه من معاناته من نقص في فيتامين د و وصف لنا مكمل غذائي يدعى فيتاكال، و الذي يتكون أساساً من كالسيوم و فيتامين د على أن يأخد 5 مم ثلاث مرات يومياً، كما طلب منا إجراء آشعة سينية على منطقتي الرسغ و أعلى القدم ليتأكد من وضع الحالة. حمداً لله بعد إجراء الآشعة أخبرنا الطبيب بأن الحالة جيدة و ليست خطيرة و أن التدخل بالفيتامين و الحليب الصناعي جاءا في الوقت المناسب.

نرجع إلى موضوعنا حول التكهن العلمي، فبعد أن بدأنا إعطاء عمر الفيتامين و الرضاعة الصناعية و اهتممنا بتعريض جسده إلى آشعة الشمس المباشرة، لاحظنا منذ أول أمس أنه بدأ في التبرز يومياً، مما قد يدفعني للتكهن بأن جرعات كافية من فيتامين د و الكالسيوم قد تعمل على تحسين مستوى الصحة العامة للفرد و خصوصاً الأطفال. إذاً حتى يتحول ذلك التكهن العلمي حقيقة علمية يجب إخضاعه إلى أصول و قواعد البحث العلمي؛ هذا في حال ما لم يكن تكهني هذا مثبت فعلياً و انا لا أدري!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص