كان لي مقال سابق يتحدث عن علاقة الحاكم والمحكوم في كيانات سايكس بيكو والذي استنجت من خلاله أنه لا أمل لنا في التقدم أو الازدهار إلا إذا تخلصنا من ترسيبات وتبعات كيانات سايكس بيكو التى رزحنا تحت جورها سنيناً طوال مفعمة بكل اصناف الفساد وغياب المنطق والحرية.
اسمحوا لي أن اعتبر أن ما يجري في سوريا الآن مثالاً صارخا ودليلاً دامغا على ما اوردته حول كيانات سايكس بيكو المصطنعة. نرى جيشاً من المفترض أنه جيشاً وطنياً، يعيث في أرض الوطن فساداً وقتلاً وتخريباً، بينما قسمة أراضيه من كيانات سايكس بيكو محتلة من قبل عدو صهيوني بغيض، قد يكون هذا العدو أرحم على السوريين من جيشهم؛ هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على عصابة حاكمة عميلة ومرتزقة وصفت لعقود بأنها حائط ممانعة وأوصاف أخرى من العيار الثقيل اﻷجوف.
واهم من يظن أن مثل هؤلاء الخونة والمرتزقة من أمثال اﻷسد وعائلته قد يأتي على أيديهم أي حرية أو تحرير؛ فهم المتاجرون والمستيفيدون الوحيدون من وضعية الخدامة ﻷسيادهم الصهاينة. أكرر لمرة أخرى لن ننجوا من براثن تلك الآفات في أوطاننا إلا إذا تخلصنا تماما و نهائيا من تبعات كيانات سايكس بيكو المتمثلة في أنظمة الحكم العميلة او الموالية.