20 يونيو 2008

إحتكار الطاقة النووية

المعلوم من الحياة بالضرورة هو انها لا تسير بدون طاقة؛ فالطاقة هي القلب النابض لكافة مناحي الحياة و ما يلزم لبقاء و استمرار الجنس البشري على وجه الخصوص و ما يترتب عليه من احتياج لبقية الكائنات الحي منها و الجماد.

إن أي دولة او أي تجمع بشري يمتلك بصيص نور يتطلع به على مستقبله - الذي يفترض أن يكون مستقبل قابل للحياة بكرامة - ينظر إلى عملية توفير مصادر طاقة على أنها من أول و أهم الأولويات التي يجب التركيز و السعي الجاد الحثيث طلباً في تحقيقها؛ حتى تكون تلك المصادر معدة و جاهزة للاستخدام وقت العوز و الاحتياج إليها؛ ضماناً للاستقلالية و الحرية و الرخاء.

هنا تقفز في الواجهة الطاقة النووية و أهمية هذا المصدر الكامن و القابع داخل أنوية الذرات منذ أن خلق الله الكون و ما فيه. تلك الطاقة مارد جبار ينتظر من يسعى إليه و يجتهد في الحصول عليه حتى يتمكن من الارتواء بهذا المصدر الرخيص و المتجدد و الآمن من الطاقة.

قد يعترض البعض على كلمة رخيص و آمن، و لكن في الحقيقة الواقعة ان الطاقة النووية ، و بالرغم من المعوقات التي تضعها القوى الإمبرالية في سبيل حجب هذا الينبوع، فإنها رخيصة إلى حد بعيد. على سبيل المثال، الكيلو وات من الكهرباء الذي تستخدمه في بيتك و الناتج من محطة معتمدة على احتراق الوقود الحفري، إذا ما تتبعت عدد من عملوا حتى يصل إليك فستجد بكل ببساطة انه لو تم استبدال ذلك بمنظومة طاقة نووية، أن هذا العدد قد ينخفض الى أكثر من النصف. أما من ناحية الأمان، فتتجلى بالالتزام بالمعايير و القواعد العلمية الواضحة و الراسخة في التعامل مع الطاقة النووية و أن يكون هذا الالتزام التزام نزيه و صادق و حرفي لأبعد مدى.

إن فرنسا تعتمد على الطاقة النووية بقدر كبير جداُ منذ خمسينيات او ستينيات القرن العشرين و لم نسمع فيها على تشيرنوبل او ما شابه.

إحتكار القوى المهيمنة الكبرى لحق الشعوب في الرفاهية و امتلاك مقدرات نووية، يعتبر من ابشع و أقذر مظاهر المد الاستعماري الإمبريالي على طول مسيرة التاريخ. الحجة أن هذه الدول قد تستخدمها في تطوير سلاح نووي. بأي حق تمتلك تلك الدول السلاح النووي و تحجبه عن الآخرين. حتى إذا كان لهم الحق، فبأي حق يمنعوا هذا المصدر عن الشعوب المحتاجة إليه و يوجهوا اليها كافة سياط الإيذاء و المعاقبة.

الصورة و الجه الحقيقى لهذا الاحتكار هو ضمان التبعية. هذه الكيانات المهيمنة تعمل جاهدة ليل نهار على ضمان تباعية العالم بأسره لسيادتها الباغية و ذلك من خلال التحكم في مصادر أصل حياتها و هي الطاقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص