13 مارس 2008

نظرية المؤامرة... لماذا ؟

نجمة الشر العديد من الناس قد يرون سواء عن حسن نية او سوء أن نظرية المؤامرة المسيطرة على الفكر العربي تعتبر نقيصة و قصور فكري بعيد. يتم التعاطي مع قواعد نظرية المؤامرة و المؤيدين لها على انها نوع من المرض و العته و الاغراق في الخيال؛ هروباً من الواقع نتيجة للعجز المطبق الملتف حول أعناق أفراد هذه الأمة و المجتمعات المنطوية في كنفها. على كل الأحوال فأنا أختلف مع هؤلاء الجاحدين لنظرية المؤامرة و أعتبر موقفهم هذا هو موقف النعامة التي تدفن رأسها في رمال الصحراء عند شعورها بالخطر الداهم.
يا سادة يا أفاضل، هل يمكن أن تتخيلوا أمة يُستزرع في قلبها كيان مسخ دميم، و ذلك إحتلالاً و اغتصاباً لجزء غال من أراضيها و إهداراً لدماء العديد و العديد من أبناءها على مدى عقود طوال و الأكثر من ذلك أن يقوى هذا الكيان الإسرائيلي الصهيوني و تطود ركائنه ليجثم على كاهل المكان و الزمان في هذا الجزء من العالم، دون أن تكون هناك مؤامرة قد حيكت من زمان فات و تحاك في حاضر العذابات و ستحاك في مستقبل آت !!!
إن ما تتعرض له أمتنا من إضعاف و خنق لهو تيسيراً و تسهيلاً لهذا الكيان الغاصب على نهب مقومات الحياة ليظل بظله الثقيل على أرض تلفظه و سماء تمقته. قد يكون الحديث بنظرية المؤامرة في أي سياق او مكان آخر من العالم نوعاً من القصور الفكري او العرض المرضي من الوساوس و الهواجس، و لكن في مكاننا هذا هو حق العقل و منتهى المنطقية. المؤامرة ما هي إلا خطة و ذلك بالمنظور المجرد للأشياء، مع العلم أنها تتميز بنوع ظاهر من التعقيد و التشابك حتى لا يتبين الطرف الآخر او يستشعر نية الطرف المحرض و القائم على المؤامرة ماهية خطواته ويظل في غفلته متجاوباً مع ما تفرضه من أوضاع بل و الأكثر أن يساعد دون وعي على تحقيق نقلات إستراتيجية هامة في مسار سلسلة المؤامرة.
الخلاصة إلى كل المشككين في نظرية المؤامرة التي تتعرض لها أمة العرب و المسلمين، يكفيكم فقط النظر و التتبع لكيف نشأت و أقيمت الدولة الصهيونية إسرائيل و كيف استمرت في البقاء خلافاً لمسلمات الجغرافيا و الديموغرافيا و الخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص