تحوي العامية المصرية على مفردات قد يكون بعضها ذا أصل عربي فصيح و الآخر مشتق من العربية او خليط بينها و بين لغات أخرى مثل الفرنسية و الإيطالية و اليونانية و حتى يكون دون خلط فيكون لفظ أجنبي صرف. من المفردات المنتشرة على لسان المصريين لفظة عويل و هي في الغالب صفة يوسم بها من لا يمكن الوثوق فيهم لإنجاز او إتمام مهمة او عمل ما. كلمة عويل تشتق في اللغة العربية من الأصل عول و منها اسم الفاعل عائل و الفعل يعول و يعوٍل تعويلاً اي يستند و يعتمد على شيء ما، مثل القول " إن مدير الشركة يعول على ارتفاع قيمة الأسهم لكي تتحسن الأوضاع ". عند التأمل في هذا الكلمة " عويل " اكتشفت اكتشافاً ( لا أدري ان كان غيري سبقني اليه ام لا ) أن عويل لا تعني بالضرورة العجز او السلبية على طول الخط. قد تتطور صفة ان تكون عويلاً من كونك عاجزاً إلى كونك قادراً و لكن كسلاناً متخاذلاً. على سبيل المثال ان تكون رجلاً غنياً ميسوراً في كامل صحتك و قدراتك الذهنية و لديك سيارة و تستطيع قيادتها دون اي مشاكل و لكنك تصبح عويلاً بإصرارك على قيام سائق بقيادتها لك حتى في اقرب و اسهل الزيارات و أن تتنازل عن ميزة الخصوصية في سيارتك مع افراد عائلتك بوجود رجل غريب في وسطكم قد يسمع ما تتحاورون فيه او حتى تفكرون. الخلاصة هي انه في الغالب يكون العويل شخص كسول لا يحاول التحرر من التبعية و يكون ذلك طبع أصيل من طباعه و خصلة اساسية من خصاله لا يؤثر عليها او يلغيها مقدار ما هو عليه من قوة او مقدرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق