قد يخطئ البعض خطئاً فادحاً إذ يتصور أن هذا التقسيم كان مجرد خطوط وعلامات يتم رسمها على الخريطة بناءاً على أوضاع جغرافية معينة، والذي تجلى في اتفاقية سايكس بيكو، لقد تعدى ذلك بإجراءات واقعية لتوطيد وتوطين أنظمة حاكمة لهذه الدول تكون في المجمل والجوهر ذات تبعية و ولاء للقوى الاستعمارية، ولا يمكنها شق عصى الطاعة والولاء لهذه القوى وفقا لآليات معتمدة ومؤكدة الفاعلية.
ظهر ذلك جليا، فيما سمي الثورة العربية الكبرى، عندما كان يتحالف رعايا دولة الخلافة الإسلامية مع الإنجليز، وكنت ترى الشريف حسين يقاتل جند خليفة المسلمين لصالح الإنجليز، وبعدها في مصر ترى عميلاً بيناً للإنجليز مثل سعد زغلول هو زعيم اﻷمة والذي يفاوض الإنجليز لنيل مصر استقلال مزعوم، وهكذا
كل هذه الكيانات استمدت سلطتها وشرعيتها من سلطات الاستعمار وسيطرته، وتم السيطرة على النخب الحاكمة سيطرة محكمة، وتحسبا ﻷي طاريء كان يوضع لكل حاكم في نظامه فزاعة أو عفريت علبة، لكي يتم اطلاقها عليه فور انقضاء دوره او نشوزه عن السياق المرسوم، ففي مصر ظهر ذلك واضحا في الإخوان المسلمين، و الشيوعيين، و حتى تنظيم الضباط اﻷحرار، الذي قام بانقلاب يوليو او ثورة يوليو.
هذا يوضح ويفسر سبب التأثيرات الخارجية المقيد بها الحكام والتي يعدون لها ألف حساب، وقد تكون تفسيرا منطقيا لما يسمى اصطلاحا الضغوط الخارجية.
لن تنال شعوبنا حرية او زدهار ورخاء طالما كانت محكومة بحكام سايكس بيكو، ﻷن ببساطة دورهم الذي لايمكنهم تجاوزه هو وضع الشعوب والدول التي يسيطرون عليها في مثل هذا المستوى المتردي، ضمانا ﻷمن وسلامة المشروع الصهيوني. أتمنى في ذات يوم أن أشعر بأن زمرة من اﻷوفياء المخلصين اﻷحرار من تلك الارتباطات و التسلسلات المشبوهة قد تمكنوا من تطهيرنا من أتباع سايكس بيكو!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق