تنتشر في هذه الآونة أقاويل غريبة ترقى لمستوى المغالطات - بل هي مغالطات بالفعل -، وهي أن المؤقت لا يمكن أن يضع الدائم، وهذا في سياق الاشارة إلى مجلس الشعب ودوره في صياغة الدستور، وكل تلك المغالطات تصب في محاولة جعل الدستور صنماً ننحته بأيدينا لنعبده أبد الآبدين والعياذ بالله.
قد نتفهم ، وإن لم نوافق، صناعة أصنام من البشر، حيث أنهم بشر يعيشون معنا ويتفاعلون بما يحيط بنا من أحداث؛ أما أن نجعل عقد مثل الدستور بمثابة صنم، فهذا لا يمكن تفهمه بأي صورة من الصور.
الدساتير في كل بلاد العالم، ومصر ليست استثناءا، تحتوي على آليات تعديلها ومن ثم تغييرها، مما يبرهن على أن الستور ليس صنماً جامدا، وإنما يمكن للشعوب التي تحيا حياة ديموقراطية، أن تعدل دستورها كلما دعت الحاجة إلى ذلك التعديل، وأن دعاوى ديمومة الدستور وجموده ما هي إلا مغالطات مكشوفة هدفها اﻷول والاخير هو ان يغتنم من لم يحز على قدر يعجبه من تأييد الشعب، نصيب أكبر مما يستحق في أحقية تشكيل وجه دستور مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق