عند النظر على أغلب القطارات، و انا اتحدث هنا على ما اراه و يراه الآخرون على خط الشرق الواصل بين القاهرة و دمياط مروراً بمدينتي الزقازيق و المنصورة في مصر، يدهش أشد الدهشة من المظهر الخارجي المريع لعربات القطارات. إن أغلب تلك العربات بلا نوافذ!؛ فجميع النوافذ مخلوعة و لا حتى أدنى أثر لها.
يعزي المسئولون في سكك حديد مصر هذا إلى سوء استخدام المواطنين لمرفق سكك الحديد، و هذا تبريرهم السخيف الساذج الذي لا ينطوي على من كان له أدنى عقل او إدراك. إن هذا التبرير يكفي من وجهة نظري لرفع دعوى سب و قذف من قبل جماهير المواطنين ضد مروجي ذلك التبرير الأحمق. إن صدق هذا التبرير فهذا يعني أن المصريين همج و يهيمون في الأرض كالأنعام او أضل سبيل، و هذا لم يكن و لن يكون الا في مثل تلك العقول الخاوية المريضة من الناطقين بما لا يعون و وعوا لا يجرأون و إن جرأو يتقاعسون.
السبب في تدمير عربات القطار بهذا الشكل و هو واضح و منطقي و يتلخص في جملة مفيدة واحدة هي" إن عربات القطار تُسرق." . هذا هو المنطق فلا يعقل إطلاقاً أن يتمكن مسافر على رحلة قطار او حتى مجموعة من المسافرين مهما بلغ مقدار ما ينعمون به من جهل او يغرقون فيه من همجية من خلع و إخلاء نوافذ او حتى نافذة واحدة لعربة قطار مع العلم وجود عناصر أمن صناعي و أمن عام على كل قطار و في كافة المحطات الرئيسية. المكان الوحيد الذي يمكن للصوص خلع و اخراج هذه النوافذ و الاجزاء الأخرى من عربات القطار هي مخازن سكك الحديد الموجودة في المحطات الرئيسية.
من تم سؤاله من مسئولي تلك المخازن عن هذا الوضع المشين؟ يجب فتح تحقيق شامل في هذا الموضوع و عن إجراءات أمن و حراسة مخازن سكك حديد مصر و التي اشتهرت في افلام سينمائية عديدة بأنها وكر و مخبأ للضالين و الخارجين عن القانون. كيف تتم سرقة عربات هي ملك لكل المواطنين و مقدر من مقدرات هذا الوطن دون سؤال؟