خدمات

منطقة إعلانية للإيجار
 
لتوجيه أي اقتراح او تعليق عام على المدونة او محتواها؛ يسرني تلقيه من خلال هذا الرابط

خدمة جديدة. الدردشة مقدمة من المدونة لقرائها الأعزاء. إضغط هنا للدخول، و لا تنسى أن تواعد أصدقائك على دردشة المدونة.

عرض فاتورة التليفون من الشركة المصرية للاتصالات. يمكنكم عرض الفاتورة من هنا.


06 يوليو 2009

ثقافة استخدام الطريق

يبدو أن مصر تعاني بوضوح شديد انعدام ثقافة و عادات استخدام الطريق بالشكل أو الأسلوب المناسب. المعروف بديهياً و منطقياً في كافة أنحاء العالم - أعني هنا العالم الذي يدعي الحضارة و المدنية في القرن الحادي و العشرين و ليست أدغال الأمازون في البرازيل أو أحراش السافانا في أفريقيا - حيث توجد تجمعات إنسانية ذات حقوق و واجبات، أن الطرق ما هي إلا قنوات اتصال و انتقال من مكان ما إلى مكان آخر؛ حيث يفترض فيها سهولة و أمان الانتقال و كذا سرعته.

في مصر تجد تعامل السواد الأعظم من الناس مع الطريق تعاملاً غريباً مضطرباً قد يرقى إلى درجة موغلة في الجهل و انعدام الوعي بتعريف ماهية الطريق و وظيفته الحيوية في حياة كل فرد في المجتمع. تجد الأصدقاء و الأحباء عند التقائهم بعد غياب، يحتضنون بعضاً في قارعة الطريق غير مكترثين بما هو آت من سيارت أو حافلات. ترى الأم تترك أطفالها الصغار أو طيورها سارحة في أرجاء الطريق، غير مكترثة بالمار من السيارت أو مقدرة الخطر من ذلك. تشاهد العاطلين و المختلين، و خصوصاً في الأرياف و الأقاليم، يقيمون مطبات عشوائية في كل مكان غير معنيين بما قد يسببونه من أضرار و حوادث للسيارات المارة.

كل ما سبق من مظاهر و غيرها كثير يدل دليلاً قاطعاً على غياب ثقافة استخدام الطريق في مصر. إن وجود ثقافة مثل تلك تخص الطريق قد تمثل أحد أوجه حل مثل هذه الأزمات. إذا علم هؤلاء تعريف الطريق الصحيح، لاستخدموه بشكل أفضل. بالتأكيد أن ذلك العاطل الذي يقطع طريق بواسطة مطب عشوائي غير مرخص و ليس مطابق للمواصفات و المعايير الفنية المرعية، و يقوم بذلك بمباركة من يدعون أنفسهم كباراً و حكماءاً في مناطقهم، لو يعلمون جميعاً أن ذلك الفعل فيه تعطيلاً لمصالحهم و مصالح أبنائهم؛ لما اقدموا على هذا الفعل الشنيع. إن وقفة منطقية للحساب و المراجعة تثبت أن هذه المطبات العشوائية تعود بهدر للوقت و الموارد، و ذلك لمن يعد للوقت الحساب و للزمن قيمة، و نحن في مثل هذه الأيام أشد حاجة لتقييم الزمن و الوقت.

قد يقول البعض أن هذه الأمور فيها ضرورة لحماية أرواح المشاة من السائقين المتهورين، و إليهم أقول، لو أن كل من يستخدم الطريق بما فيهم المشاة قدروا الطريق حق قدره و علموا ثقافة الطريق و استخدامه، لتجنبنا عديداً و مريراً من الحوادث المؤسفة و المؤلمة. أريد أن يجاوبني أحد عن رأييه في أم تترك ابنها الصغير الذي لم يتجاوز الخمسة سنين يلهو في عرض الطريق لتأتي سيارة لتصدمه! هل في هذه الحالة يكون قائد السيارة محقاً و مسئولاً؟ أم تلك الأم التي تجهل ثقافة الطريق و تجهل تعريفه على أنه قناة انتقال لقضاء حاجات الناس و مصالحهم. قد لا أبالغ إذ أقول، لو حسبنا الأوقات التي تضيع جراء جهل ثقافة استخدام الطريق، لوجدناها أوقاتاً قد تلاحف أعماراً! منذ أكثر من 1400 عام روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث التالي:

إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ " ، فَقَالُوا : مَا لَنَا بُدٌّ ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، قَالَ : " فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا " ، قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟ قَالَ : " غَضُّ البَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ

وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم : " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا ، فَ أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "

لا يمكن و بالرغم مما تقدم، إغفال مسئولية تقصير الدولة في هذا السياق، هذا التقصير يتجلى في عدة نواحي يمكننا ذكرها كما يلي:

  1. غياب مجهود منظم من حملات التوعية للمواطنين بدور و أهمية الطريق و سلوكيات التعامل معه، و قد سبق للدولة القيام بحملات توعية تخص أمور أخرى مثل البلهارسيا و تنظيم السكان و خلافه، و السؤال هنا لما يتركون الطريق و يركزون الآن على الجباية من خلال حملات الإعلانات على الفضائيات عن الضرائب؟! إنه غياب دور الدولة في خدمة المواطن و تحول الحكومة إلى فلوتة
  2. الاستهزاء بالقوانين من خلال عدم تنفيذها و ما يطلق عليه تفعيل القوانين. إن قانون المرور يحتوي على نصوص واضحة و عقوبات خاصة للمتعدين على الطرقات بالمطبات العشوائية غير المرخصة و كذا نزع او اتلاف العلامات الإرشادية و خلافه. ذلك الاستهزاء يؤكد على أن الهاجس الأهم في نظام عمل تلك الفلوتة هو كيفية الاحتيال على المواطن و جباية الأموال لتنفق هدراً خدمة لمصالح الأحباب و المحاسيب من أولي الحظوة.
  3. فساد و تلف منظومة المرور في مصر، الأمر الذي جعل أغلب بلدان العالم لا تعترف برخصة قيادة السيارات المصرية، و الذي عملياً يقود إلى سائق غير مسئول و غير متمكن بآداب و قواعد المرور. إن افترضنا غياب الفساد و الرشوة، فسيبقى لنا التلف مبتسماً متهكماً؛ فاختبارات القيادة التي يفترض أنها تعطي الإجازة بالترخيص لقيادة سيارة، اعتبرها من وجهة نظري، حمقاء و لا تعكس أي قدر من توفر آداب و سلوكيات قيادة سليمة على الطريق. بالله عليكم، ما هي حكمة أن يدور طالب الترخيص حول نفسه في زيجزاج إلى الأمام و إلى الخلف، قد يكون هناك حكمة لا أعرفها، و لكن من المنطق ألا يقتصر الأمر على ذلك فقط. أيضاً يشترط في المتقدم للترخيص الإلمام بالقراءة و الكتابة، و عند اختبار المتقدم بما يسمى اختبار الكمبيوتر، و هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة ذات الاختيارات المتعددة للأجوبة، تجد أن ذلك الاختبار اختباراً منطوقا بالصوت للأسئلة المطروحة! و يطلبون من المتقدم إن لم يكن من حملة المؤهلات، تقديم شهادة تفيد عدم الأمية! إنها الجباية ياسادة! كان يكفي فقط أن يغلقوا سماعات الحاسب ليعرفوا إن كان المتقدم يقرأ أم لا.

نرجوا من "حكومتنا" الموقرة أن تفكر و لو يوماً واحداً في مصالح الرعية، و ألا تجعل جل همها و اهتمامها في كيفية الاحتيال على المواطنين من أجل تمرير سياسات يكون أغلبها غير نظيف و غير رشيد، و تكون فقط من اجل خدمة جشع حفنة من المنتفعين ذوي القربى من أمثال قانون التاكسي الذي قدموه خدمة إلى وكلاء السيارات حتى ينعشوا حالهم المتردي من جراء وعي المواطنين و مقاطعتهم الشراء و تفاعلهم مع حملات مثل خلوها تصدي. في بعض الأحيان، يكون كيد الحكومة ضد مصالح المواطنين و خدمتها للأحباب من أولي الحظوة، غير رشيد و غير محقق لأهدافه، مثل ذلك المشروع المشبوه و المدعوا مشروع التاكسي.

الوزير رشيد و حكايته مع العبيد

كان يا ما كان في حاضر العصر و الأوان وزير اسمه رشيد، و كان رشيد يحب التجار و يكره العبيد، و من حبهم فيه و كرههم له، عينوه شهبندر التجار، و كان عليهم يغار و كل يوم في أمر العبيد له أسرار و أدوار، يفزع من فراشه الوثير متخذاً قرار خطير، مرة امنعوا الأرز و خلوه في الحضيض ذلوه، أو أن يقول لا تخفيض للمكوس على الركائب و التيوس، إلا وارد أوروبا المتعوس و فقط 10% يا منحوس.

لما سالوه العبيد، لما و كيف؟ رد و كله كيف أن يكفوا عن سؤال الكيف لأن احبائه التجار يرغبون في ذلك المسار، و علق ناظراً إن الأمن في أخطار، فشوارع البلدة و الحارة لن تتحمل مزيداً من البغال و الحمارة.

إذا فهمتم أعزائي شيئاً من القصة السابقة، فأرجوا أن يفهمني أحد ما يدور في ذهن الوزير الرشيد رشيد محمد رشيد و ما يريده من العباد في هذه البلاد؟ بعد أن تتطلعوا على ذلك الخبر من موقع contactcars. حيث أن ردي الوحيد هو خلوها تصدي.

03 يوليو 2009

جواز اتخاذ السن و الأنف من الذهب

يجوز للشخص، سواءاً كان ذكراً أم أنثى، أن يتخذ سناً من الذهب أو أنفاً منه إذا احتاج إلى شيء من ذلك. روى الترمذي عن عرفجة بن أسعد قال: " أصيب أنفي يوم الكُلاب فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن اتخذ أنفاً من ذهب "

قال الترمذي: روي عن غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب. وروى النسائي، قال معاوية و حوله من المهاجرين و الأنصار: " أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير؟ قالوا اللهم نعم. قال: و نهى عن لبس الذهب إلا مقطعاً؟ قالوا: نعم. مقطعاً تعني قطعاً صغيرة كالسن

منقول و بتصريف من كتاب فقه السنة تأليف السيد سابق، المجلد الثاني، نسخة دار الريان للتراث صفحة 53

01 يوليو 2009

التخابر الناعم

يمكن تعريف مصطلح التخابر الناعم، و ذلك حسب مفهومي الشخصي، على أنه عمليات مخابراتية تقوم بها دولة ضد دولة أخرى و لا تستهدف الجوانب العسكرية. إنها فقط تستهدف عمليات تقويض استقرار الدولة المستهدفة و سلامتها دون قتال مباشر، أي يمكن وصفها بعمليات أسفل المنضدة.

تقوم دول كثيرة بمثل هذه العمليات و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، و هو ما تدعيه الدول المستهدفة " تدخلاً في شئونها الداخلية ". إن التاريخ الأمريكي مفعم بأحداث التخابر الناعم، حيث دعم الانقلابات و تأجيج الانقسامات داخل الدول المستهدفة. قد تكون تقارير انتهاكات حقوق الإنسان التي تصدر عن الخارجية الأمريكية سنوياً إحدى وسائل التخابر الناعم؛ حيث يدل محتواها الذي لا يمكن أن يتم تجميعه صدفة على وجود عملاء و موردي معلومات مخلصين في الدول المستهدفة، و التي في بعضها قيود حديدية على حركة و تداول مثل هذه المعلومات.

تعجبني كثيراً التجربة الصينية في مجابهة عمليات التخابر الناعم الممارسة من قبل الولايات المتحدة عليها، حيث قامت بدورها باصدار تقرير سنوي خاص بها حول حقوق الانسان في العالم و ضمنته بالطبع أوضاع الولايات المتحدة. أيضاً تجربة كوريا الشمالية، تستحق الاعجاب، من خلال نجاحها في تزييف متقن للدولار الأمريكي و توزيعه عالمياً، الأمر الذي لا يمكن حدوثه ببساطة لولا وجود فعل التخابر الناعم.

البلدان العربية يبدو أنها فقدت القدرة على مقاومة زخم التخابر الناعم الممارس من قبل الولايات المتحدة و الغرب ضدها، و تبدو دائماً بصورة المتمترس العاجز خلف حصون آيلة للسقوط. الأكثر أهمية، أنه لربما ليس فقداناً للقدرة، بل يمكن وصفه بأنه فقداناً للرغبة في مجابهة التخابر الناعم بآخر في الاتجاه المضاد. إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست محصنة ضد نتائج التخابر الناعم من فرض القلائل و الاضطرابات داخل تركيبتها المتنوعة و المختلفة من الأعراق و الثقافات و الولايات و التي يمكن أن تمثل كلاً منها دولة كاملة بكافة المعاني لكلمة دولة. يجب البدأ في تنفيز ذلك قريباً حتى نستطيع مجابهة ذلك الزخم الهادم و عندها ينطبق القول الدارج في العامية المصرية " سيب و انا اسيب " أو كقول الشاعر النابغة الذبياني

29 يونيو 2009

ما يدعى أزمة إيران!!!

تمت الانتخابات الرئاسية الإيرانية و اعقبها ما يدعى " أزمة الانتخابات "، و الذي أشكك في كونه أزمة من الأساس، و أعتقد اعتقاداً شبه يقينياً بأنها شيء لا جذور قوية أو مبررات منطقية، و لا يعدو كونه اصطناع إعلامي متداعي الأركان بشكل مكشوف. إن دعوة ما حدث في إيران بعد الانتخابات على اعتباره أزمة يعتبر خطئاً و تقديراً بعيداً عن الواقع.

إن الدليل في ذلك، بسيطاً و واضحاً في ذات الوقت. إنه ببساطة التعاطي الإعلامي من خلال قنوات و وكالات الأنباء. عندما تلاحظ سرد الأحداث و الوقائع حول ما يحدث في إيران - مصدري الرئيسي في ذلك قناة الجزيرة - تجد هناك تساؤلات الأصل فيها إنها بديهية و لا تجد لها إجابات. مثال لذلك موقف المرشح الخاسر موسوي و الذي - حسب الروايات الإعلامية - يتسم بالغموض، فكل ما تنقله وسائل الإعلام عنه يعتبر اعتماداً لنهج التكرار المتواصل لخلق حقيقة من لا شيء - لا أعرف المصطلح بدقة - أو كما يقال بالعامية المصرية " الزن على الودان أمٌر من السحر "، أو كما ورد عن رائد الدعاية النازية جوبلز " إكذب إكذب حتى يصدقك الآخرون ". فقط ينقلون عنه مطالبته بإلغاء نتائج الانتخابات و طلبه إعادتها من جديد، دون أي سرد لتفاصيل عن أصل هذه المطالبات و التي تعتبر مادة إعلامية خصبة لإثراء الموضوع في التعاطي الإعلامي الطبيعي.

إن غياب التدقيق الإعلامي و ابتعاده عن تفاصيل جوهرية في الموضوع يشير إلى مؤامرة إعلامية خبيثة الغرض لخلق حالة معينة من الشوشرة " العيار اللي ما يصبشي يدوش - مثل عامي مصري " من خلال التعلق بالسطح و ترك الأصل توضيحاً و تقريراً.

28 يونيو 2009

نظرة في التحرش

نقصد هنا التحرش الجنسي، و الذي دعاه البعض بظاهرة خطيرة تنم عن تخلف المجتمع و اضمحلال وعي الشباب، باعتباره الشريحة الأكبر التي يدور حولها و بسببها هذا الموضوع. من وجهة نظري أعتبر قضية التحرش هذه تنبع من جهة تعاطينا - كمجتمع - الخاطئة لكافة أمور حياتنا، و ليست حكراً فقط على الأمور الجنسية و الغريزية.

نحن في العادة كمجتمع نهمل منطق و فلسفة الأمور، و نميل إلى البعد عن الفواصل و الحدود بين الأشياء، كما يميل من لا يعشق الفواكه إلى الكوكتيل. عند متابعة كافة، أو على الأقل أغلب، أمور حياتنا و تصرفاتنا فيها، قد نجد انفسنا كمن يقرأ سطر و يترك الآخر، و لا نأخذ ما ورد في صفحات كتاب الحياة و منطقها بكامل محتواه.

قد يتحدث المتحدثون عن الحرية و عن عدم تقييد المرأة و كذا الرجل، كما تتحدث عنها المجتمعات الغربية. طيات هذا الحديث تحمل قراءة لسطر و ترك لآخر؛ ففي مجتمع غربي، إذا رأى ذكر أنثى و أثيرت غرائزه بها؛ فبكل بساطة و بدون حرج أو لوم، له أن يعرض عليها و بشكل مباشر، ممارسة الجنس معه، و لها أن تقبل أو ترفض بكامل حريتها. هذا ما يحدث و لو حتى بمنظور مجرد. أما هنا في مجتمعنا، فمجرد أن تنظر إلى فتاة ارتضت أن تعرض ما يمكن النظر إليه يعد عيباً! و الأكثر من ذلك، أن جنحة هتك العرض ممكن أن تكون مصيرك المحتوم كرجل لو تقدمت، و بكل أدب و ذوق، إلى هذه العارضة بعرض ممارسة الجنس.

أتعجب كثيراً ممن يطالبون بتشريع قانوني خاص حول التحرش، و هناك تشريع قائم بالفعل- هتك العرض-، و يتركون و لا ينظرون إلى الفعل الفاضح في الطريق العام، و الذي تقدم عليه إناث كثيرة و بصفة اعتيادية، بواسطة تلك الملابس الفاضحة. أتعجب أكثر ممن يمترأون ملابس أولئك النسوة المخالفة للشرع، و ينكرون حق من يثيرونه في عرض طلب مهذب لهن بالزنا، يرفضونه أو يقبلونه بكامل حريتهن!

نحن في مجتمع مسلم محافظ، و نفخر بذلك، ومن الواجب أن نعمم أصول الأشياء و نمارسها بموضوعية، دون انتقاء أو كيل بمكاييل متعددة. قد أمر الإسلام المرأة بستر جسدها بطريقة معينة، إذا فمن الواجب الالتزام. قد أمر الإسلام الرجل بغض بصره، إذا فمن الواجب التنفيذ أيضاً؛ لكن أن نترك كل يسير على هواه، و بعد أن تخلط الأمور و تتلف التصرفات، و نرجع ذلك الأمر لفساد أو تلف شخص أو شريحة بعينها، فهذا تسطيح و بعد عن جوهر المشكلة، و هو فساد منطق المجتمع ككل.

25 يونيو 2009

كودجين كودجين

بعد أن حصلت على أول جهاز كمبيوتر خاص بي و كان ذلك في شهر سبتمبر من العام 1997 و أتذكر وقتها أجواء حادث الأميرة ديانا، المهم، هو أني عكفت على اكتشاف مشاكل هذا الكمبيوتر، و قد كان بحق خير معين لي في استكشاف عالم عتاد الكمبيوتر؛ لأنه كان عبارة عن صندوق من المشاكل، و كان أيضاً بمواصفات أساسية جداً في وقتها يعني ذلك عدم وجود امكانية تشغيل صوت او اسطوانة أقرص ضوئية او حتى موائم اتصال - مودم - إختصاراً لم يكن هناك إلا لوحة المفاتيح و الشاشة و الفأرة و نظام تشغيل ويندوز 3.11 المنطلق من دوس.

كثرة المشكلات و تعددها، حقق مقولة " الحاجة أم الاختراع " و دفعني للسؤال و الاستفسار لدى الأصدقاء و المعارف ممن يملكون كمبيوترات قبلي، و قد كانوا وقتها معدودين إلى حد بعيد، بحيث كان أقرب صديق ارتاح إليه في السؤال يسكن في أبوكبير و أنا في كفرصقر، و كان هذا الصديق و يدعى عاطف يمثل مصباح التقنية و منارة تنجدني في كثير من الأحيان من متاهات مشاكل كمبيوتري، هو الآن يعمل صيدلاني في المملكة العربية السعودية. أدى كل ذلك إلى تكون حصيلة من المعارف حول عتاد الكمبيوتر و حل مشاكلها بجانب اطلاعي و مداومتي على إصدارات مجلة بي سي مجازين العربية، جعلت مني في اعتقاد جيراني و اصدقائي في كفرصقر، خبيراً مبجلاً في الحاسب و الكمبيوتر!

طبقاً لهذا السياق، كان يسألني من يريد شراء كمبيوتر من الأصدقاء عن أفضل مواصفات يمكنه الحصول عليها و أفضل أنواع من العتاد حتى يتمكن من تجميع كمبيوتر ممتاز. حيث أني قد توصلت إلى قاعدة مفادها أن أغلب مشاكل الكمبيوتر الذي يعمل، تنبع من مشاكل مرتبطة بمصدر الطاقة Power Supply حيث أنها تؤثر مباشرة على كفائة القرص الصلب و سلامته وكذا اتزان نظام الحاسب ككل حال وجود خلل او ضعف من امدادات مصدر الطاقة إلى أجزاء الكمبيوتر. ربطاً للعديد من مشكلات أصدقائي، توصلت أيضاًأن أغلب من لديهم مشكلات في أجهزتهم و خصوصاً تلك التي يكون فيها مصدر طاقة من نوع يدعى كودجين Codegen حيث أن أغلب أقراصهم الصلبة معيبة و الأجهزة غير مستقرة، فقد اصدرت توصية حينها تنص على " اشتري لكمبيوترك أي مصدر طاقة غير كودجين "فيسألون أي مصدر طاقة افضل منه، فأجاوب قائلاً " لا أعرف، و لكن ذلك الكودجين اثبت انه سيء ".

دارت الأيام و السنون استوفى كمبوتري الأول الأجل و حانت ساعة شراء حاسب جديد. وقتها قررت أن يكون مبني على معالجات AMD و ذلك على عكس النسق السائد وقتها و الذي كان يحبذ معالجات Intel و لكني آثرت AMD لتوفر لوحاتها الأم في ذلك الوقت - الربع الأول من عام 2002 - في مصر على امكانية تشغيل ذاكرات من معيارية DDR و التي كانت حديثة في ذلك الوقت و كانت تبشر بأن مصنعي الحواسب سوف يتجهون إليها في المستقبل القريب، و بالفعل هذا قد نفعني لاحقا عندما اردت ترقية سعة الذاكرة، فلم أعاني بحثا عن المعيارية الأقدم SDRAM.

أثناء تحاورنا مع البائع في ذلك اليوم و بعد اتفاقنا على كافة أجزاء الحاسب الجديد، جاء دور مصدر الطاقة؛ و كان جالسا معي صديق يرافقني في جولة الشراء، تحدث البائع عن مصادر الطاقة المتوفرة عنده و عندما نطق بكلمة كودجين، استدعيت القاعدة التي رسمتها، و انطلق الرفض من حنجرتي سريعاً بقولي " كودجين لا لا " فرد البائع مستعجباً " لما لا ، انه نوع جيد و استخدمه في كافة الأجهوة التي أجمعها، و أشار إلى جهز يجمع حديثا لزبون آخر و يقومون بتنصيب نظام التشغيل عليه، وقال هذا مثلاً فيه كودجين " دقيقة واحدة و نحن نتحاور، و إذ بذلك الجهاز الذي قد أشار إليه تنبعث منه أدخنة كثيفة، فما كان مني و من صديقي إلا أن أشرنا إلى بعضنا صائحين " كودجين كودجين ... هها هها..." و بالطبع هرع البائع إلى ذلك الحاسب المسكين ليطفيء الحريق.

طبعاً قد تكون هذه الحكاية بمثابة صدفة بحتة حدثت، و لكنها تعكس بصدق كلمة " محاسن الصدف " و قد لا يكون سبب هذا الدخان عيب في مصدر الطاقة، بل يمكن أن يكون خطأ في التوصيلات أو ما شابه، و لكنها و بحق كانت من أظرف المواقف و الصدف التي قابلتها في حياتي، و قد تمت في نهاية عملية الشراء من ذلك البائع، و ذلك هو الحاسب الذي أكتب من خلاله هذه السطور.