يحكي لي والدي أيام ما كان طالباً في كلية العلوم جامعة الأسكندرية و كان يسكن هو و خالي في شقة مستأجرة، عن يوم زارهما فيه صديق. بعد أن جلس الصديق و قدموا له واجب الضيافة، و أثناء الدردشة و الحديث بدأوا في شم رائحة غريبة و كريهة تفوح في الشقة؛ فاعتقد الجميع أن السبب قد يكون في جثة فأر ميت داخل الشقة. قضى الجمع ما تبقى من الليلة في رحلة بحث و تفتيش و تمشيط داخل الشقة و بين ثنايا الأثاث بحثاً عن جثمان ذلك الفأر المسكين الذي عكر عليهم صفو الليلة برائحته البشعة. بعد إنقضاء ساعات من البحث دون جدوى، صمت صديقهم لبرهة و نطق قائلاً " أعتقد أنه شرابي! " و الشراب لمن لا يعلم و في هذا السياق يعني زوج الجوارب الذي يرتدى في القدم.
ذكرني بهذه الواقعة التي قد تعتبر ظريفة رغم رائحتها الفجة، فيلم على موقع Youtube يعرض إعلاناً ظريفاً عن إحدى أنواع الأحذية و التي تبدو مزودة بآلية ما في فرشها الداخلي لتهوية القدم، و ذلك في سبيل التغلب على تراكم العرق الناشيء من احترار الأقدام داخل الأحذية و الذي يعد السبب الأول و الأهم لظهور رائحة كريهة للقدم. يصور هذا الإعلان و بشكل ساخر لأبعد مدى، حذاء بطل الإعلان على أنه شيء شبيه بالأسلحة الفتاكة، فكلما خلع بطل الإعلان حذاؤه حدثت حالات إغماء للمحيطين به و هرج و مرج.
أترككم الآن مع إعلان الحذاء الفتاك