31 مايو 2009

متى نتحول من بقر إلى جاموس؟

لا تحوي هذه المقالة سباب أو قذف لأي فرد أو جماعة، و لكنها فقط نظرة مجردة ذات طابع مقارن تستند إلى الاستعارة من عالم الحيوان و علاقة ذلك بدنيا الإنسان و البشر.

الفيلم السابق يبين شيء جدير بالملاحظة، و هو الفارق السلوكي بين البقر و الجاموس. نرى الجاموسة الوحيدة في المشهد وسط عدد من الأبقار و الجميع يشتركون في أنهم يتناولون الطعام و أمامهم كمية من عشبة البرسيم. مشهد التصوير عبارة عن دورة كاملة حول مجموعة الحيوانات النهمة التي تتناول طعامها و نلاحظ بشدة عدم اكتراث البقر بما حولها، سوى فقط التركيز في تناول و قضم البرسيم الذي أمامها؛ أما الجاموسة فتركت تناول الطعام و لم تنتبه إليه و ركزت بنظراتها تجاه المصور الذي يدور حولها؛ حتى أن عينها تأتي دائماً محدقة في عدسة الكاميرا.

يا ليتنا نتعظ و نتعلم من الجاموس، كما تعلم من قبل بن آدم كيفية دفن جثة أخيه من الغراب، أنه في أحيان كثيرة يكون ترقب و متابعة الوسط المحيط و التصرفات و الحركات الناشئة فيه على قدر أهم و أثمن من أغلى المصالح أو الاهتمامات الآنية أو المحدودة. إن تصويري لهذا الفيلم و متابعتي له فسرت لي لماذا يدعوا الناس في مصر أي مجموعة من البشر لا تكترث بما حولها و ما يدور فيه بأنهم " بقر ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص