إن لله و إن إليه راجعون، قد توفيت في ظروف غامضة شركة النصر للسيارات عن عمر يناهز الستين عاماً بعد صراع طويلاً مع المرض استمر ما يقارب الستين عاماً أيضاً. الشركة الكريمة قريبة و نسيبة جميع عائلات كفرصقر و مصر من أسوان و حتى الأسكندرية، و العشاء قاصر على من نهبوها و دمروها و استمروا بحقنها بملوثات مرضها العضال من الفساد و البيروقراطية و الإهمال.
إنه ليوم عسير في تاريخ الصناعة المصرية الهرمة، يوم إعلان قرار تصفية شركة النصر للسيارات. إنه قرار إغتيال إقتصادي لكيان أسس أصلاً لانشاء طفرة و نهضة حضارية في أحد المجالات الهامة في التصنيع و هو صناعة السيارات. إن ذلك القرار يسطر المتن الأخير من كتاب فشل ما يسمى ثورة يوليو 1952. إن ما أطلق عليه منجزات ثورة يوليو ينهار و بشكل متتابع كقطع الدومينو المتراصة؛ فيما يدل على هشاشة البنيان و ضحولة الأساس.
هذه الفاجعة تعد صيحة تحذير إلى كافة العاملين في كافة الشركات العامة لترك مبدأ انا و من بعدي الطوفان أو دع الملك للمالك، و ذلك بسكوتهم عن مظاهر الإهمال و التسيب داخل قلاع مصر الصناعية خوفاً على أعمالهم و مصالحهم المؤقتة. إن طوفان الفشل إذا هاجم أي مؤسسة؛ فإنه و بالتأكيد سوف يكتسح و لو طال الزمن كل شيء في المؤسسة بما فيه العمالة و المهارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق