ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل خلال الحلقة التي أعيدت إذاعتها اليوم من برنامجه على قناة الجزيرة " مع هيكل " و التي كانت تدور حول أجواء ما بعد هزيمة يونيو 1967 أن جمال عبدالناصر كان يعيش وقتها أمجد لحظات حياته!، و للحق، فقد أردف الرجل بأن هذا الوصف يبدو غريباً بعض الشيء.
طوال ما تبقى من الحلقة ظللت متابعاً كيف سيوضح الأستاذ محمد حسنين هيكل المجد الذي أصاب عبدالناصر أيام النكسة و الهزيمة المرة. المنطق البديهي لا يمكن أن يتخيل مهزوماً مدحوراً يعيش أمجد لحظات حياته. لا يمكن أن يقترن المجد بذل الهزيمة و مرارة الانكسار. نحن في هذا السياق لا نتحدث عن شخص يمكن اعتباره نكرة في ميزان التاريخ، و لكن نتحدث عن شخص، رغماً عن مصائبه و أخطائه الفادحة، كان له وزن و شأن في بلده و محيطها؛ فلا يعقل إطلاقاً تخيل شكل المجد بعد ما انحدر الوضع و الحال مما يمكن تسميته قمة العنفوان إلى قاع الانكسار و الذي تجسد بخطاب التنحي المزعوم.
للأسف لم ينجح الأستاذ هيكل في إفهامي و توضيح المجد الذي كان يعيشه عبدالناصر في هذه الأيام القاسية على حياة مصر و الذي كان عبدالناصر نفسه سبباً ـو مسئولاً رئيسياً عنها. كافة مداخلات الأستاذ هيكل لإيضاح ذلك المجد تحددت في النظرة للجوانب النفسية و الشخصية لجمال عبدالناصر، و هذا من وجهة نظري كمواطن مصري، لا يعنيني في شيء الذي يعنيني هو المجد الذي يعود على الشعب المهزوم بسبب قيادة فاشلة. قد يكون في تلك الأيام نواة الاعداد و العدة لما جاء مستقبلاً، و لكن لا يمكن وصف تلك الأيام بأنها أمجد أيام عبدالناصر.
لا يمكن النظر إلى وجهة نظري المتواضعة هذه، على أنها تشكيك في كفائة و حنكة الأستاذ هيكل، و الذي يعتبر الآن بمثابة عين حية لمعايشة تاريخ يرجع إلى أكثر من نصف قرن مضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق