لا شك أن دور الفرد في المجتمع أو الوسط الذي يتعاطى معه يشكل اللبنة الأساسية في إتمام حركة و نمو ذلك الوسط بشكل صحيح متعاف. يمكن تعميم ذلك لأبعاد أوسع للتتعدى العلاقات الاجتماعية المجرة لتصل إلى علاقات أكثر خصوصية من قبيل نظم الإدارة و تسيير الأعمال في المؤسسات و ما على شاكلتها.
كنت في زيارة لأحد الأصدقاء، حيث يقيم في كفرصقر، يعمل بإحدى المؤسسات الإقتصادية في مدينة المنصورة و أثناء تجاذبنا أطراف الحديث، تطرق إلى حكايته من الماضي و الحاضر حول مشاكل و صعوبات العمل التي يواجهها بصفة متكررة. حكى لي عن مديره السابق الذي اضطهده و غبنه حقه في التقارير السنوية؛ رغماً عما وصفه بإدائه المتميز و اجتهاده، كما أورد عن مواقف حرجة تعرض لها بسبب إهمال الساعي المسئول عن نقل المراسلات ، و عرج نحو ذكر بعضاً من ضغوط العمل المتزايدة و بشكل خرافي على عاتقه، و العديد من الحكايات المشابهة.
أثناء استماعي له تذكرت فحوى كلمات العالم المصري احمد زويل أثناء إحدى مرات حديثه عن اكتشافاته العلمية و جائزة نوبل التي حصل عليه، و إقراره أن تلك الاكتشافات ليست ثمرة خالصة مخلصة له وحده؛ و إنما هي نتاج عمل فريق عمل متكامل من أول رئيس مركز الأبحاث الذي جرت فيه تجارب و دراسات تلك الاكتشافات مروراً بالعلماء الآخرين و مساعديهم و انتهاءاً بعمال النظافة و ما شابههم، و أن كل عضو من هذا الفريق يعلم و بوضوح الدور و المهمة التي على عاتقه و يؤديها على أكمل وجه و بكل دقة ممكنة.
كانت هذه الفحوى هي تعليقي الوجيز على ما ذكره صديقي من مشاكل عمله، و هي باختصار فقدان الدور و المهمة؛ فلو أن الساعي على علم بالدور و المهمة التي على عاتقه و حرص على تنفيذها دون تراخ او كسل لما حدث ما ترتب عليه من احراج، و لو توفر من قادة الإدارة في مؤسسته على علم بالدور و المهمة التي على عاتقهم؛ لقاموا بتوزيع مهام و أدوار العمل بشكل منطقي و عقلاني و ما عانى صاحبي مما يعانيه من ضغوط فوق العادة في وقت يجد له زملاء آخرين لا يجدون ما يعملونه. للأسف نحن في مصر و بصفة عامة في مختلف مناحي حياتنا نفتقد إلى الدور و المهمة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق