12 مايو 2009

أنفلوانزا الخنازير تتسبب في سعادة زوجتي

صباح يوم السبت الماضي الموافق 9 مايو 2009 توجهت انا و زوجتي إلى مدينة المنصورة و ذلك بغرض اتمام بعض الإجراءات الخاصة بتخرجها من الكلية و الحصول على شهادة التخرج من جامعة المنصورة. بعد أن قضينا وقتاً في هذا السياق، بدأنا نشعر بالجوع و عندها فكرنا مليا فيما سوف نأكله.

جرت العادة في مثل هذه الأمور التوجه إلى أحد مطاعم الوجبات السريعة لتناول وجبة طعام في مكان مكيف الهواء و نظيف في ظاهره و ماشبه ذلك. أنفلوانزا الخنازير هي التي دعتنا إلى التفكير ملياً في ماذا نأكل؟ و أين نأكل؟

تنتشر في مصر الآن موجة إعلامية عن أنفلوانزا الخنازير و علمنا أن " الحكومة " أصدرت إجراءات تنفيذية حول الخنازير و ذبحها - لا أنه ليس إعداماً لها - و ذلك كله دفعنا إلى التفكير و التمحيص فيما يجري و ما يحتمل أن يترتب عليه من نتائج. النتيجة الحتمية التي قفزت في محل الإدراك لدينا هو أن كل تلك الكميات من الخنازير يجب أن يتم تصريفها و أنه من الجائز جدا أن نحصل على قطعة من خنزير أثناء تناولنا ساندويتش او فطيرة في أحد مطاعم الوجبات السريعة أو غيرها. هذا دفعنا صوب تغيير ما جرت حوله العادة و التفكير في شيء، لن أدعوه سليم تماماً، و لكن أقل خطراً من الخنازير.

زوجتي من عشاق الكشري، و جرت العادة أيضاً اني ارفض تناولها مثل هذه الوجبات من خارج البيت و خصوصا أثناء الحمل، و لكن بناء على الضغط و حيث أن الخروج لا يحتسب كونه فسحة و ترفيه إلا بتناول " السموم " الطعام من مكان عام؛ فقد تنازلت عن عاداتي و اقترحت من تلقاء نفسي أن نأكل كشري! و قد كانت مفاجئة لها، أعتقد أنها توازي لأي منكم حصول مصر على كأس العالم او حتى مجرد تأهلها للاشتراك فيه دورتين متتاليتين. لقد احتسبت الأمر سريعا و بناءاً على نقطتين من نقاط المقارنة، و هما:

  1. أسوء ما قد يصيبني جراء وجبة الكشري هو بعض الإسهال و المغص أو حتى التايفود و هذا ما يمكن علاجه و الشفاء منه بشكل من الأشكال. أما الخنزير فلا يعلم مداه إلا الله.
  2. بفرض أن الكشري يحتوي على أنفلوانزا الكشري و التي يمكن أن تنتقل من صحن إلى آخر و أن هذه الإصابة قاتلة في الحال؛ فعلى الأقل سوف أموت دون ان يكون سبب الوفاة ارتكاب كبيرة من الكبائر - بالطبع لن تعتبر كبيرة تناولي لحم الخنزير، حيث أني أجهل طبيعة اللحم و لكن الخشية من الشبهات - بالاقتراب من أمر مشبوه.

بالفعل كانت فرصة عظيمة لإسعاد زوجتي سعادة كبيرة، و أكلنا الكشري و تمتعنا بمشروب بارد بعده و نحن نحاول احصاء كم خنزير أكلناه حتى الآن من مطاعم الوجبات السريعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص