28 مايو 2009

الكرة في الملاعب أم العقول؟!

مبدأياً انا من الأشخاص الغير مهتمين برياضة كرة القدم و لا تشد انتباهي مطلقاً و إذا حدث و شاهدت بعضاً من الدقائق في أي مباراة؛ فذلك يعتبر من الحوادث شديدة الندرة في حياتي. يجوز ذلك بسبب ترعرعي على مشاهد كرة القدم المصرية في الثمانينات و عندها كنت صغيراً و لا أستطيع فهم هذه اللعبة و لماذا يتبادل اللاعبون الكرة فيما بينهم و حتى أولئك الذين يرتدون الملابس المختلفة فكنت ألاحظ أنهم يتبادلونها فيما بينهم أيضاً. كنت أيضاً لا أستطيع تفسير مدى السعادة التي تحيط الناس ممن حولي و كذا اللاعبين عندما تستقر كرة داخل الشباك.

الآن أرى الناس و منهم من تبدو عليه ملامح الجدية و الاهتمام بتفاصيل الحياة؛ و لكن عندما يتجه الحديث نحو كرة القدم و الدوري و الكأس و ما شابه من تلك المدعوة بطولات، أرى عليهم تغيير كلي و جزأي فينبرون مدافعين عن الفريق فلان و اللاعب علان و يتندرون بتاريخ فرقة كذا و هكذا من مثل هذه الأمور. الأعجب من ذلك، أن مثل هذه النقاشات لا تقتصر فقط على أوقات السمر أو الفراغ، و لكن ممكن أن تأخذ مثل هذه المناحي حتى و لو كانت ظروف و وقت الحديث صعبة و بها مواقف عاتية مثل الوفاة أو المرض و ما شابه.

هل يمكننا اعتبار الكرة و أحداثها و ما ينضم في ركابها من تعليق و نقد و دراسات و أبطال، بمثابة مخدرات للوعي العام تلهيه عن تداعيات حياته و مشاكله الحقيقة من خلال إطار عام و مجتمعي من أحلام اليقظة التي يتشارك فيها كافة الناس من مختلف المشارب و المرجعيات الفكرية و المستويات الاجتماعية و الثقافية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص