14 يوليو 2009

انتظار السيارة

لاشك أن إيقاف سيارتك في مكان مناسب داخل المدن و الأحياء المزدحمة أمر لا هوادة فيه و يرتقي إلى فئة المهام فائقة الصعوبة. كنت في زيارة بالأمس إلى مدينة القاهرة و تحديداً منطقة العجوزة و عانيت الأمرين حتى أجد مكاناً بعيداً عن مقصدي كي أترك سيارتي فيه، و هو عبارة عن جوار رصيف في شارع مزدحم بالسيارت المتوقفة في صفوف و التي تكون في أحيان كثيرة صفوفاً مزدوجة.

بعد انتهائي من المهمة التي كنت بقصدها، توجهت إلى سيارتي؛ لأجد سيارة أخرى تنتظر بجوارها غالقة علي أي منفذ للمرور إلى نهر الشارع، حتى أني لا استطيع ركوب السيارة من باب السائق. توجهت إلى صاحب محل صغير في الجوار آملاً أن يكون عارفاً بصاحب تلك السيارة و الذي أوضح عدم علمه بصاحبها. حاولت دفع السيارة و كن دون جدوى، عبثت محاولاً حث جهاز الانذار الخاص بها على اصدار صياحه و صراخه، و بعد صراخ و صياح طويل من الجهاز، لم يظهر أي صاحب للسيارة. بدأت أمر على كافة المحال و البوابين في مكان الانتظار لعلي أجد عندهم اهتداء و لم أفلح. بالصدفة البحتة مر علي شاب وقال أن هذه السيارة تتبع مكتب تأجير سيارات و اشار لي عليه. دخلت إلى المكتب و لم يبدو عليه أنه آهل بأي حياة، فقد كان مظلماً، و بعد مناداة و قرع للأبواب أطل علي شاب يرتي بنطالاً قصيراً و قميصاً رياضياً، فأخبرته بالأمر فبادر آسفاً و توجه ليحرك سيارته مفسحاً لي مجال الخروج.

خلال سيري أنا و صاحي تلك السيارة، اقترحت عليه في مثل هذه الظروف أن يقوم بترك شيء يدل على صاحب السيارة، مثل ورقة أو بطاقة مكتوباً عليها رقم هاتف او وصفاً لمكان تواجده. أعتقد أن مثل هذا المقترح من الجدير تنفيذه و تبنيه في مثل هذه المناطق المزدحمة، لأنه و كما قدمت، فالحصول على مكان مناسب لانتظار السيارة في مثل هذه الأماكن يعتبر ضرباً من العذاب، و عليه فقد يضطر صاحب سيارة تركها في مكان غير مناسب يمكن أن يحجب مرور سيارة منتظرة أخرى و يكون عندك ذلك و كحل وسط أن يقوم صاحب السيارة بتعريف وسيلة اتصال حتى يمكنه افساح الطريق دون المزيد من المعاناة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص