اعتدنا على رؤية الطبيب و هو يجري قياساً لضغط المريض بواسطة جهاز قياس الضغط، و الذي يبدو كعلبة مثبت في غطائها أنبوب مدرج يرتفع و ينخفض بداخله الزئبق السائل بلونه الفضي، و موصلاً في مضخة تدفق هواءاً داخل كيس ملفوفاً حول عضد المريض.
فكرة عمل هذا الجهاز بسيطة و مبنية على تعريف قيمة الضغط الجوي و التي تقدر بالضغط الناشيء عن وزن عمود من الزئبق مساحة مقطعه 1مليمتر مربع و ارتفاعه 760 مليمتر و تساوي هذه القيمة وحدة تور و هي نسبة إلى العالم تورشيللي الذي اخترع جهاز البارومتر. السؤال المطروح، هو لما لم يتم استخدام سائل رخيص و متوفر في جهاز الطبيب لقياس الضغط مثل الماء. الإجابة تتلخص في سببين هما:
- أن الماء قابل للانضغاط حال توفر غازات ذائبة أو عالقة فيه، و عليه فقيمة ارتفاعه في الأنبوب قد لا تعكس تعبيراً دقيقاً عن الضغط.
- الطول الازم للأنبوب حال استخدام الماء سوف يجب أن يكون أطول بمقدار لا يقل عن 13.5 مرة عن الطول اللازم عند استخدام الزئبق، و ذلك حيث أن كثافة الزئبق النوعية تقدر بهذا المقدار.
إذا افترضنا التمكن من تحييد السبب الأول و ذلك من خلال استخدام ماء منزوع الغازات و موضوع في وسط محكم و معزول، فلسوف نصطدم بالسبب الثاني و الذي سوف يجعل عندئذ عملية قياس الطبيب لضغط المريض أشبه بأعمال السيرك أو أعمال السباكة. إن الأنبوب المدرج في جهاز قياس الضغط الذي يستخدمه الطبيب لا يتجاوز طوله 300 مليمتر - 30 سنتيمتر - حيث أن ضغط الإنسان الطبيعي و القياسي لا يزيد عن 120 مليمتر - 0.18 تور - و ذلك عند انقباض القلب و لا يقل عن 80 مليمتر و في حالات المرض لا يمكن أن يتجاوز قيمة 300 مليمتر لأنه و ببساطة ستكون قد تفجرت الأوعية الدموية و حدثت الوفاة قبل الوصول إلى تلك القيمة.
بناءاً على ما سبق، فإن استخدام الماء بدلاً من الزئبق في ذلك الجهاز سوف يستدعي استخدام أنبوب يصل طوله إلى أكثر من 4 أمتار- (30 × 13.5)/100- مما قد يستوجب أن يفتح الطبيب غطاء جهازه في شرفة الحجرة الموجود بها المريض و أن يقوم عامل في الطابق الذي يعلوها بالإمساك بهذا الغطاء و إبلاغ القراءة للطبيب فور إشارة متفق عليها بينهما و ذلك بناءاً عما يسمعه من النبض بواسطة السماعة!
جزاكم الله خيرا على الإفادة
ردحذفولكن لم تقل لنا
كيف يستخدم الشخص العادي جهاز قياس الضغط ؟
إن شاء الله سوف أسأل لكم أحد أصدقائي من الأطباء، و أبلغك. ما اتذكره أنه في ذات مساء حاول صديق لي تعليمي ذلك الأمر و لكن دون جدوى!
ردحذفالله عليك يابوسعده فكرتنا بايام زمان
ردحذف