على نسق ما كان يطلق على ثورة عرابي، بلفظ هوجة عرابي، وجدت من المناسب أن أطلق على ما يسمى تاريخياً ثورة يوليو تعبير هوجة يوليو و ذلك لذكرى حدوثها السابعة و الخمسين. أنا لا أعتقد أنها كانت ثورة، فقد كانت بمثابة انقلاب عسكري أو هوجة.
بعد مرور هذه السنوات لا أعتقد و لا أشعر أنها حققت شيئاً لمصر، فكل ما يقال عنه منجزات الثورة، و في حال كونها منجزات حقيقية، لا تعدو كونها النمو أو التطور الطبيعي أو حتى الأقل من الطبيعي، لأي كيان دولة حي و به شعب ينبض بالحياة، و لا أرى أو أشعر بأي شيء أو إنجاز خارق قدمته تلك الثورة إلى مصر، اللهم إلا المنجزات التي تم تحقيقها إصلاحاً لما أتت به من كوارث و مصائب.
إن أغلب ما نعانيه اليوم من مشاكل و صعوبات، ما هي إلا فروع إنبثقت من جذر الشجرة التي تم زرعها يوم 23 يوليو 1952 و التي لم يحسن زارعها اختيار الأرض أو الماء و لم يفلح بعد ذلك في رعايتها؛ حتى باتت شجرة شائكة هزيلة و مرتعاً للعيوب و الآفات. وجهة نظري هذه كونتها كما ذكرت بمشاهدة ما نحن عليه الآن، و الأهم هو متابعة روايات من عاشوا أحداثها و عاصروا أيامها، هذه الروايات يمكن أن تتلخص في جملة واحدة تصف ثورة يوليو و يمكن أن نقول أنها كانت كيان لكل شيء في غير محله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق