30 يوليو 2009

التحقق من الألماس

الألماظ في اللهجة العامية هو الألماس او الماس. من الجدير بالذكر أن الماس معدن مكون من عنصر الكربون مثله في ذلك مثل الفحم المستخدم في الوقود و الجرافيت المستخدم في أقلام الرصاص و البطاريات الجافة.الفارق الوحيد بين هذا و ذلك هو التركيب البلوري الذي تتجمع فيه ذرات عنصر الكربون لتكوين المعدن. هذا الاختلاف في تجمع الذرات يؤدي إلى تباين كبير جداً في الخواص الفيزيائية و الكيميائية بين كل من الجرافيت الرخيص و الماس الغالي. على سبيل المثال يمكن أن يتم حرق الجرافيت بمجرد تعرضه إلى أي لهب عادي بينما لا يمكن ذلك مع الماس إلأ في درجات حرار مرتفعة للغاية، و ايضاً فإن الماس من أكثر المعادن صلادة و لا يمكن خدشه بأي معدن حيث أنه يتربع على قمة ترتيب مو و يتخذ الرقم 10 و هذا على عكس الجرافيت الذي يمكن لورقة أن تخدشه!

ببساطة و دون الدخول في تعقيدات، فإن ذرات الكربون في الجرافيت تتجمع على شكل مستويات سداسية الشكل فيما يشبه أقراص شمع العسل، بينما تتجمع تلك الذرات في حالة الماس على هيئة مكعبات يتوسط اوجهها المربعة ذرة من الكربون. الذي قد تستفيده من هذا في حياتك العملية، يتلخص عند رغبتك في شراء شبكة أو هدية إلى زوجتك تحتوي على الألماس. بالطبع التحقق من كون الماس حراً و أصلياً أمراً يعتمد على قياسات و اختبارات معقدة بعض الشيء. على كل حال هناك شيئين مبدأيين قد يساعدوك في التحقق من جودة ذلك الماس و كونه حقيقياً أو مزيفاً

  1. أولاً الماس موصل جيد للحرارة، و لهذا نرى في الأفلام القديمة، عندما يختبر شخصاً فصاً من الألماس، يقوم بوضعه أولاً على طرف لسانه، فإذا لم تشعر ببرودة مفرطة، فإن ذلك يعتبر دليلاً على أن ما بين يديك ليس ألماساً حقيقياً.
  2. الماس من أكثر المعادن صلابة و يمكنه خدش أي شيء، و ببساطة اطلب من التاجر أن يوفر لك قطعة زجاجية و مرر عليها فص الماس، فإن لم تخدش الزجاج، فهذا ليس ألماساً
نحب التنويه بأن ما ذكرناه سابقاً يعتبر أدلة نفي و لا يمكن استخدامها بطريقة عكسية لتكون أدلة اثبات على كون الألماس حقيقياً أم مزيفاً، فعلى سبيل المثال هناك أحجار مكونة من الكوارتز و تشبه الألماس و تستطيع خدش الزجاج. هذا يعني ان الاختبارات التي ذكرناها سابقاً و حال فشل المادة التي معك في تحقيق واحدة او اكثر منها، فلا يمكن أن تعتبرها ألماس على الاطلاق.

28 يوليو 2009

جهاز قياس الضغط المائي

اعتدنا على رؤية الطبيب و هو يجري قياساً لضغط المريض بواسطة جهاز قياس الضغط، و الذي يبدو كعلبة مثبت في غطائها أنبوب مدرج يرتفع و ينخفض بداخله الزئبق السائل بلونه الفضي، و موصلاً في مضخة تدفق هواءاً داخل كيس ملفوفاً حول عضد المريض.

فكرة عمل هذا الجهاز بسيطة و مبنية على تعريف قيمة الضغط الجوي و التي تقدر بالضغط الناشيء عن وزن عمود من الزئبق مساحة مقطعه 1مليمتر مربع و ارتفاعه 760 مليمتر و تساوي هذه القيمة وحدة تور و هي نسبة إلى العالم تورشيللي الذي اخترع جهاز البارومتر. السؤال المطروح، هو لما لم يتم استخدام سائل رخيص و متوفر في جهاز الطبيب لقياس الضغط مثل الماء. الإجابة تتلخص في سببين هما:

  1. أن الماء قابل للانضغاط حال توفر غازات ذائبة أو عالقة فيه، و عليه فقيمة ارتفاعه في الأنبوب قد لا تعكس تعبيراً دقيقاً عن الضغط.
  2. الطول الازم للأنبوب حال استخدام الماء سوف يجب أن يكون أطول بمقدار لا يقل عن 13.5 مرة عن الطول اللازم عند استخدام الزئبق، و ذلك حيث أن كثافة الزئبق النوعية تقدر بهذا المقدار.

جهاز قياس الضغطإذا افترضنا التمكن من تحييد السبب الأول و ذلك من خلال استخدام ماء منزوع الغازات و موضوع في وسط محكم و معزول، فلسوف نصطدم بالسبب الثاني و الذي سوف يجعل عندئذ عملية قياس الطبيب لضغط المريض أشبه بأعمال السيرك أو أعمال السباكة. إن الأنبوب المدرج في جهاز قياس الضغط الذي يستخدمه الطبيب لا يتجاوز طوله 300 مليمتر - 30 سنتيمتر - حيث أن ضغط الإنسان الطبيعي و القياسي لا يزيد عن 120 مليمتر - 0.18 تور - و ذلك عند انقباض القلب و لا يقل عن 80 مليمتر و في حالات المرض لا يمكن أن يتجاوز قيمة 300 مليمتر لأنه و ببساطة ستكون قد تفجرت الأوعية الدموية و حدثت الوفاة قبل الوصول إلى تلك القيمة.

بناءاً على ما سبق، فإن استخدام الماء بدلاً من الزئبق في ذلك الجهاز سوف يستدعي استخدام أنبوب يصل طوله إلى أكثر من 4 أمتار- (30 × 13.5)/100- مما قد يستوجب أن يفتح الطبيب غطاء جهازه في شرفة الحجرة الموجود بها المريض و أن يقوم عامل في الطابق الذي يعلوها بالإمساك بهذا الغطاء و إبلاغ القراءة للطبيب فور إشارة متفق عليها بينهما و ذلك بناءاً عما يسمعه من النبض بواسطة السماعة!

بقرة السودان

أحد أقربائي عاد من رحلة عمل في السودان، و قد قابلته بعد عودته و لاحظت عليه زيادة في الوزن؛ فخاطبته ممازحاً " هل كانوا يزبحون لك بقرة كل يوم في السودان لتأكلها؟!" ، فرد علي و أدهشني إذ قال فيما معناه، أن كلامي لا يخلوا من بعض الحقيقة، و ضرب مثلاً أن سعر كيلوجرام الطماطم - البندورة - يبلغ 15 جنيهاً سودانياً في حين أن كيلوجرام اللحم لا يتجاوز 14 جنيهاً، و أن أغلب طعامه هناك يعتمد على اللحوم!

بعد برهة وجيزة، زالت دهشتي؛ و ذلك عند تذكري دراستي في المرحلة الثانوية لجغرافية السودان، و معرفة مساحتها الكبيرة و التي تصل إلى أكثر من إثنين مليون و نصف المليون كيلومتر مربع و تتبوء بذلك المرتبة العاشرة بين أكبر دول العالم مساحةً. تشكل أغلب هذه المساحات أراضي خصبة موفورة المياه و تشكل مراعي سافانا شاسعة يمكنها تشكيل مورد غني لتربية حيوانات الرعي من ماشية و أغنام و خلافه.

تذكرت أيضاً وجوب تضافر كافة رؤوس الأموال العربية، و التي في أغلبها مهدر فيما لا قيمة و لا نفع حقيقي له، في المساهمة في تغيير وجه الحياة على أرض السودان الواعدة بالخير. بدلاً من أن يهتم أغلب رجال الأعمال بمحاولات الاحتيال و التدليس أو رعاية نشاطات هدامة للمجتمعات؛ عليهم النظر إلى السودان و اغتنام الفرصة الذهبية في هذا البلد تأميناً لغذاء و كساء أجيال المستقبل، و ذلك افضل من تأمين المراقص و الدفوف للراقصين و الراقصات.

25 يوليو 2009

غبور و كراكون في الشارع

فيلم كراكون في الشارع و الذي كان من بطولة عادل إمام و يسرى و الذي تدور قصته حول المهندس الذي انهارت العمارة الكائن بها شقته و يروي تفاصيل تعاطيه مع حالة التشرد التي تعرض لها هو و أسرته و الأساليب التي تطرق إليها باحثاً عن حل لمشكلته العصيبة.

يبدو أن المهندس رؤوف غبور، أصبح مهندساً في الهندسة العكسية، حيث ارتجع مشهد النصب على المهندس في فيلم كراكون في الشارع من قبل المقاول الذي أخذ منهم ثمن شقة وهمية باعها للعديد غيرهم و أعطاهم عند التعاقد كيس بلح، حيث كان المقاول النصاب يرتسم في شخصية رجل ورع و ذو تقوى.

جاء ذلك من خلال الخبر المنشور على موقع Contactcars و المعنون بـ هيونداي تهدي عملائها "ياميش" رمضان عند شراء "إلانترا"! و الذي جاء فيه:

... قال الشركة من خلال حملة إعلانية جديدة إنها قدمت عرضا جديدا خلال الصيف الحالي وحتى بداية شهر رمضان المقبل يقضي بحصول كل من يشتري "إلانترا" على لوازم الشهر الكريم.

وتشمل هذه اللوازم على "ياميش ، مسكرات ، بلح الشام ، قمر الدين ، فضلا عن تذاكر أتوبيس للسفر إلى أي مصيف يريده ، وحجز المصيف نفسه ، أو إيجار الشالية ، فضلا عن العوامات. ...

يوضح هذا الخبر علاقة ذلك بالفيلم، حيث أن كل من سوف يخدع بمثل هذا العرض الساذج، سوف يكون اشترى أغلى ياميش في حياته و استحوز على أثمن عوامة في التاريخ. وصفنا لهذا العرض بالساذجة، غير محتاج إلى توضيح أو تفصيل، و الخلاصة التي يجب أن يتأكد السيد رؤوف غبور، وكيل هيونداي في مصر، منها أنه يجب عليه التخلص من غلالة الجشع التي تفقد شركته صواب التوجه ونجاعة الحلول، و أنقل له فحوى أحد التعليقات التي وردت موقع Contactcars و هي أنه يتوجب بيع السيارات بسعر عادل و مناسب و يوفر على نفسه كل تلك الأفعال العبثية المضحكة. غير ذلك فأوفر شيء له و لأمثاله من الوكلاء الجشعين هي خلوها تصدي.

23 يوليو 2009

هوجة يوليو

قادة ثورة يوليو

على نسق ما كان يطلق على ثورة عرابي، بلفظ هوجة عرابي، وجدت من المناسب أن أطلق على ما يسمى تاريخياً ثورة يوليو تعبير هوجة يوليو و ذلك لذكرى حدوثها السابعة و الخمسين. أنا لا أعتقد أنها كانت ثورة، فقد كانت بمثابة انقلاب عسكري أو هوجة.

بعد مرور هذه السنوات لا أعتقد و لا أشعر أنها حققت شيئاً لمصر، فكل ما يقال عنه منجزات الثورة، و في حال كونها منجزات حقيقية، لا تعدو كونها النمو أو التطور الطبيعي أو حتى الأقل من الطبيعي، لأي كيان دولة حي و به شعب ينبض بالحياة، و لا أرى أو أشعر بأي شيء أو إنجاز خارق قدمته تلك الثورة إلى مصر، اللهم إلا المنجزات التي تم تحقيقها إصلاحاً لما أتت به من كوارث و مصائب.

إن أغلب ما نعانيه اليوم من مشاكل و صعوبات، ما هي إلا فروع إنبثقت من جذر الشجرة التي تم زرعها يوم 23 يوليو 1952 و التي لم يحسن زارعها اختيار الأرض أو الماء و لم يفلح بعد ذلك في رعايتها؛ حتى باتت شجرة شائكة هزيلة و مرتعاً للعيوب و الآفات. وجهة نظري هذه كونتها كما ذكرت بمشاهدة ما نحن عليه الآن، و الأهم هو متابعة روايات من عاشوا أحداثها و عاصروا أيامها، هذه الروايات يمكن أن تتلخص في جملة واحدة تصف ثورة يوليو و يمكن أن نقول أنها كانت كيان لكل شيء في غير محله.

22 يوليو 2009

خصائص شاشة اللمس في ويندوز 7

أتذكر أول مرة اطلعت فيها على حاسب يحتوي على شاشة لمس Touch Screen كانت منذ حوالي عامين، و كانت في أحد فروع كمبيومي المتواجد في مركز سيتي ستارز التجاري بمدينة نصر في القاهرة. كانت بالفعل تجربة مدهشة و ممتعة، و كان الحاسب من نوع HP و على حد علمي كان ثمنه آنذاك حوالي 16 الفاً من الجنيهات المصرية.

اليوم اطلعت على ملف فيديو يعرض لخواص شاشة اللمس المرتقب توفرها مع نظام تشغيل مايكروسوفت الجديد ويندوز 7 و التي سوف تتيح للمستخدمين الذي لديهم شاشات تدعم هذه الخاصية من استخدامها و الاستفادة منها. الملف مقدم باللغة الإنجليزية، و لكن موضوع اللغة هذا ليس بذلك القدر من الأهمية و لا يمنع أي شخص من الاطلاع و الاستفادة من عرضه و محتواه. أترككم مع العرض:

21 يوليو 2009

المانجو و الصيف

يفقد جسم الإنسان كميات كبيرة من الأملاح في أجواء الصيف الحارة من خلال العرق. يؤدي فقد الأملاح هذا إلى الشعور بالوهن و الهبوط و عدم القدرة على التركيز. تأتي هنا أهمية ثمرة و فاكهة المانجو، و التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح تعمل عند تناولها على تعويض ذلك النقص في الأملاح، و من ثم تقلل أو تمحوا آثاره السلبية على النشاط العام للفرد.

ثمرة المانجوأصل شجرة المانجو هو شبه القارة الهندية، فهي شجرة تنمو و تزدهر في المناخ المداري، و بالرغم من ذلك، فهناك مناطق في مصر تشتهر بزراعة المانجو مثل الإسماعيلية، ومن الجدير بالذكر، ونطقها بالعامية المصرية "مانجة" هو النطق المطابق لأصل تسميتها البرتغالية و المشتقة من لغة الملايا. قد ساهم الاستعمار البرتغالي في نشر هذه الشجرة في أنحاء متفرقة من العالم، و يذكر أن صنف الألفونس منها سمي على اسم القائد البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك.

عن تجربة شخصية، و عند شعوري بالهبوط و عدم التركيز في الصيف؛ فإن تناولي لثمرة مانجو واحدة يحول هذا الشعور و بشكل شبه فوري، من 5 إلى 10 دقائق بعد التناول، إلى النقيض، حيث استعيد حيويتي و نشاطي مجدداً. هذا يدفعني إلى وضع قاعدة خاصة بي، و قد توفقكم هذه القاعدة أيضاً، أن تناول ثمرة واحدة من المانجو صيفاً و خصوصاً في فترة الظهيرة، يعتبر أمر أساسي لحيوية و نشاط الجسم. هذا يدفعنا إلى الـتأكيد على أن الإسراف في تناولها له مخاطره و خصوصاً على المدى الطويل فيما يتعلقك بمشكلات المسالك البولية و الحصوات و ما شابه.

أتذكر رحلات شراء المانجو الصيفية ( نعم رحلات ) حيث لي أحد الأقرباء يمتلك مزرعة مانجو في زمام سنجها، و التي تشتهر بيساتين المانجو، التابعة إلى مركز كفرصقر، و عند قدومنا عليه يقدم لنا واجب الضيافة ما لذ و طاب من أصناف المانجو الشهيرة في مصر مثل الهندي، العويس، الألفونس، الزبدة، و إلخ و يتحول اليوم إلى ما يشبه كرنفالاً للمانجو حيث أصل إلى درجة التشبع منها و التلذذ بها.

رؤية حول جهاز حماية المستهلك

في مقالة سابقة على هذه المدونة تحت عنوان جهاز حماية الضرائب كتبت فيها الشكوك التي تراودني حول المستهدف الحقيقي من إنشاء جهاز يتمركز دوره حول قضية حماية المستهلكين في مصر، تحت مظلة حكومة أو فلوتة لم نعهد منها سوى التحايل على المواطنين و التهرب و التملص من التزاماتها تجاههم.

اليوم راودتني فكرة حول ما أعتقده أحد حقوق المستهلك، و خاصة فيما يتعلق بالسلع المستوردة، و هي فكرة تنبع من مبدأ الشفافية و الحق في الحصول على المعلومة المعمول به في كافة البلدان التي تحترم حقوق مواطنيها و من ثم المستهلكين فيها. الفكرة باختصار هي إتاحة بيانات و معلومات مصلحة الجمارك حول السلع المستوردة على العامة أو حتى على هيئة مثل جهاز حماية المستهلك. هذا العرض و التعريف، يعد اللبنة الأولى في سياق حماية حقيقة و فعالة للمستهلك من خلال اتاحة فرصة حقيقة و حرة له بالحكم على قيمة ثمن السلعة الذي يدفعه مقابلاً لها و هل هذا الثمن يتضمن جشعاً و استغلالاً من قبل التاجر أم لا؟

إحدى القنوات الفضائية المصرية أجرت حواراً، كان طرفاً فيه رئيس جهاز حماية المستهلك، و الذي أكد على أن دور الدولة يبتعد كلية عن تسعير السلع و الخدمات و أنه من حق كل تاجر نهج السياسة التسعيرية التي يراها مناسبة له. انا أيضاً أؤيد هذا الرأي و أضيف أن مبدأ العرض و الطلب الحر في السوق هو السبيل الأقوم لضبط الأسعار و كبح كماح جشع التجار في حال وجوده. حتى لو تطلب الأمر تدخلاً من الدولة فيجب أن يكون في إطار آليات السوق.

اللأسئلة التالية مطروحة لدي، هل هناك ما يمنع قانوناً من أن تعلن مصلحة الجمارك عن القيم الفعلية التي حاسبت عليها المستوردين؟ أليس هذا حق بديهي للمستهلك في أن يتعرف على مثل هذه المعلومات حتى يتم حمايته بناءاً على ما يتخذه هو من قرار حر في ظل شفافية تغلق الباب على العبث و الاحتيال عليه؟ ألا من شأن تلك الشفافية أن تكون بمثابة جزء من حل أزمات جمود الأسواق و عدم الثقة فيها؟، و يتجلى ذلك مثالاً في أزمة سوق السيارات و حالة الجمود التي يمر بها و الحملات التي تبنتها شريحة عريضة من المستهلكين مثل " حملة خلوها تصدي " و التي راجت بناءاً على يقين لدى المستهلك بأن الوكيل أو التاجر يبالغ في أرباحه إلى حد يدعو إلى مقاطعة الشراء، و يمكن بنشر مثل هذه المعلومات بشكل موثق و مسئول تكوين حل سحري لمثل هذه الأزمة و هذا الاعتقاد لدى المستهلك.

الخلاصة، و من وجهة نظري، حتى يثبت جهاز حماية المستهلك فاعليته المزعومة، و حتى ينفي عن نفسه غبار سمعة الفلوتة المشبوه؛ يجب عليه التعاطي و التفاعل مع مثل هذه الاقتراحات بشكل من الجدية، حيث أن القانون الذي اعطاه الشرعية و الوجود، ينص في مادتيه الثانية عشر،و الحادية و العشرون على

مادة ( 12 )
ينشأ لتطبيق أحكام هذا القانون جهاز يسمى "جهاز حماية المستهلك" يهدف إلى حماية المستهلك و صون مصالحه ، تكون له الشخصية الإعتباريه العامة ، و يتبع الوزير المختص و يكون مركزه الرئيسى مدينة القاهرة و له فروع أو مكاتب بالمحافظات ، و للجهاز القيام بما يلزم فى سبيل تحقيق أهدافه و من ذلك :
( أ ) وضع الخطط و برامج العمل لحماية حقوق المستهلك وتعزيزها وتنميتها ووسائل تحقيق ذلك .
( ب) تلقى الشكاوى من المستهلكين و الجمعيات والتحقيق فيها
( ج ) التنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة لتطبيق أحكام هذا القانون على النحو الذى تحدده اللائحة التنفيذية ، وتلتزم هذه الأجهزة بتقديم البيانات والمشورة الفنية التى يطلبها الجهاز وذلك فيما يتعلق بشكاوى المستهلكين والجمعيات .
( د ) دراسة الاقتراحات والتوصيات التى ترد إلى الجهاز فيما يتصل بحقوق المستهلك ، وإعداد البحوث والدراسات الخاصة بها .

مادة ( 21 )
يكون للعاملين بالجهاز الذين يصدر بتحديدهم قرار من وزير العدل بالاتفاق مع الوزير المختص بناء على اقتراح مجلس إدارة الجهاز صفة الضبطية القضائية فى تطبيق أحكام هذا القانون . ويكون لهؤلاء العاملين الحق فى الإطلاع لدى أية جهة حكومية أو غير حكومية على الدفاتر والمستندات والحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لفحص الحالات المعروضة على الجهاز .

19 يوليو 2009

الأسطى عبده النجار

خلال السنة الماضية تلقيت العديد من المكالمات الخاطئة على هاتفي المحمول يسأل أصحابها عن الأسطى عبده النجار. بالطبع انا لست عبده و لست نجاراً، و لا أدري إن كان ذلك الرجل قريناً لي في فودافون أم ماذا؟! وصل بي الشك لدرجة أن ذلك الأسطى عبده و السؤال عليه يمكن أن يكون شيفرة تبع عصابة لتهريب المخدرات أو للجريمة المنظمة.

القصد أعلن لكل الراغبين و الطالبين للسيد الأسطى عبده النجار بأني لست عبده النجار و أن يتحروا الدقة في طلب رقم المحمول حيث أن رقمي يبدأ ب 63 و ينتهي ب 63 و ليس 36 .

15 يوليو 2009

غبور المسعور

طالب رؤوف غبور رئيس جي بي أوتو وكيل سيارات هيونداي في مصر الفلوتة متمثلة في الوزير الرشيد بن الرشيد راعي حمى حيتان الأعمال السفلية و الشعوذات الاقتصادية و شهبندر تجار مصر بضرورة تطبيق مشروع آخر مشبوه على سياق مشروع التاكسي و لكن على السيارات الملاكي هذه المرة.

جاء ذلك في سياق خبر ورد على موقع Contactcars و الذي كان ملهماً و مستفذاً لي لكتابة هذا الموضوع. الحمد لله وجدت هناك ما يشفي الغليل من تعليقات القراء التي دارت حول عدم مشروعية هذا الطلب و أنه في الغالب (مع أني قد أشك) سوف يلاقي رفض من الشهبندر الرشيد بن الرشيد.

أعتقد أن هذا الأمر لا يفرق كثيراً عن موضوع أبو غبورة الكذاب و الذي كان تعليقاً على ادعاءات كاذبة أطلقها السيد سالف الذكر - رؤف غبور - حول ارباح تجارة السيارات. نؤكد مجدداً على أن الجشع و الطمع قد يؤدي أيضاً إلى مثل هذه الحالات الفجة من السعار. إن التاجر أو رجل الأعمال السفلية من أمثاله، ما هو إلا شخص مسعور و أن ذلك المسعور لا يرى أمامه و لا يتضح في ذهنه سوى جمع المكاسب الخيالية و التي تتسم في طريقة جمعها بعدم الشرعية، حيث ترتكز على التضليل و بخس الناس و هضم حقوقهم بالاحتيال في إطار تعاون من مسئولين و منتفعين كبار يوفرون له الغطاء و التربة العفنة التي تمكن مثل هذه الطحالب الاقتصادية السامة من النمو و الانتشار و تلويث السوق و مصالح المستهليكن.

كفى يا كل مسعور بشهوة المال، و استيقظ من غشاوة الطمع و الجشع الذي يجردك من اي منطق أو أي مصداقية و تعاطف من المستهلكين، و الأخطر من ذلك أنه يزيد من الجفوة و عدم الثقة بين الفالت و المفلوت. الرد العملي المتاح و الأسهل هو الاستمرار في حملة خلوها تصدي و تأييدها و المضي قدماً حتى يفيق هؤلاء المسعورين من سعارهم و أن يكون الشعار حتى ذلك الحين خلوها تصدي و موديلها يعدي.

14 يوليو 2009

انتظار السيارة

لاشك أن إيقاف سيارتك في مكان مناسب داخل المدن و الأحياء المزدحمة أمر لا هوادة فيه و يرتقي إلى فئة المهام فائقة الصعوبة. كنت في زيارة بالأمس إلى مدينة القاهرة و تحديداً منطقة العجوزة و عانيت الأمرين حتى أجد مكاناً بعيداً عن مقصدي كي أترك سيارتي فيه، و هو عبارة عن جوار رصيف في شارع مزدحم بالسيارت المتوقفة في صفوف و التي تكون في أحيان كثيرة صفوفاً مزدوجة.

بعد انتهائي من المهمة التي كنت بقصدها، توجهت إلى سيارتي؛ لأجد سيارة أخرى تنتظر بجوارها غالقة علي أي منفذ للمرور إلى نهر الشارع، حتى أني لا استطيع ركوب السيارة من باب السائق. توجهت إلى صاحب محل صغير في الجوار آملاً أن يكون عارفاً بصاحب تلك السيارة و الذي أوضح عدم علمه بصاحبها. حاولت دفع السيارة و كن دون جدوى، عبثت محاولاً حث جهاز الانذار الخاص بها على اصدار صياحه و صراخه، و بعد صراخ و صياح طويل من الجهاز، لم يظهر أي صاحب للسيارة. بدأت أمر على كافة المحال و البوابين في مكان الانتظار لعلي أجد عندهم اهتداء و لم أفلح. بالصدفة البحتة مر علي شاب وقال أن هذه السيارة تتبع مكتب تأجير سيارات و اشار لي عليه. دخلت إلى المكتب و لم يبدو عليه أنه آهل بأي حياة، فقد كان مظلماً، و بعد مناداة و قرع للأبواب أطل علي شاب يرتي بنطالاً قصيراً و قميصاً رياضياً، فأخبرته بالأمر فبادر آسفاً و توجه ليحرك سيارته مفسحاً لي مجال الخروج.

خلال سيري أنا و صاحي تلك السيارة، اقترحت عليه في مثل هذه الظروف أن يقوم بترك شيء يدل على صاحب السيارة، مثل ورقة أو بطاقة مكتوباً عليها رقم هاتف او وصفاً لمكان تواجده. أعتقد أن مثل هذا المقترح من الجدير تنفيذه و تبنيه في مثل هذه المناطق المزدحمة، لأنه و كما قدمت، فالحصول على مكان مناسب لانتظار السيارة في مثل هذه الأماكن يعتبر ضرباً من العذاب، و عليه فقد يضطر صاحب سيارة تركها في مكان غير مناسب يمكن أن يحجب مرور سيارة منتظرة أخرى و يكون عندك ذلك و كحل وسط أن يقوم صاحب السيارة بتعريف وسيلة اتصال حتى يمكنه افساح الطريق دون المزيد من المعاناة.

06 يوليو 2009

ثقافة استخدام الطريق

يبدو أن مصر تعاني بوضوح شديد انعدام ثقافة و عادات استخدام الطريق بالشكل أو الأسلوب المناسب. المعروف بديهياً و منطقياً في كافة أنحاء العالم - أعني هنا العالم الذي يدعي الحضارة و المدنية في القرن الحادي و العشرين و ليست أدغال الأمازون في البرازيل أو أحراش السافانا في أفريقيا - حيث توجد تجمعات إنسانية ذات حقوق و واجبات، أن الطرق ما هي إلا قنوات اتصال و انتقال من مكان ما إلى مكان آخر؛ حيث يفترض فيها سهولة و أمان الانتقال و كذا سرعته.

في مصر تجد تعامل السواد الأعظم من الناس مع الطريق تعاملاً غريباً مضطرباً قد يرقى إلى درجة موغلة في الجهل و انعدام الوعي بتعريف ماهية الطريق و وظيفته الحيوية في حياة كل فرد في المجتمع. تجد الأصدقاء و الأحباء عند التقائهم بعد غياب، يحتضنون بعضاً في قارعة الطريق غير مكترثين بما هو آت من سيارت أو حافلات. ترى الأم تترك أطفالها الصغار أو طيورها سارحة في أرجاء الطريق، غير مكترثة بالمار من السيارت أو مقدرة الخطر من ذلك. تشاهد العاطلين و المختلين، و خصوصاً في الأرياف و الأقاليم، يقيمون مطبات عشوائية في كل مكان غير معنيين بما قد يسببونه من أضرار و حوادث للسيارات المارة.

كل ما سبق من مظاهر و غيرها كثير يدل دليلاً قاطعاً على غياب ثقافة استخدام الطريق في مصر. إن وجود ثقافة مثل تلك تخص الطريق قد تمثل أحد أوجه حل مثل هذه الأزمات. إذا علم هؤلاء تعريف الطريق الصحيح، لاستخدموه بشكل أفضل. بالتأكيد أن ذلك العاطل الذي يقطع طريق بواسطة مطب عشوائي غير مرخص و ليس مطابق للمواصفات و المعايير الفنية المرعية، و يقوم بذلك بمباركة من يدعون أنفسهم كباراً و حكماءاً في مناطقهم، لو يعلمون جميعاً أن ذلك الفعل فيه تعطيلاً لمصالحهم و مصالح أبنائهم؛ لما اقدموا على هذا الفعل الشنيع. إن وقفة منطقية للحساب و المراجعة تثبت أن هذه المطبات العشوائية تعود بهدر للوقت و الموارد، و ذلك لمن يعد للوقت الحساب و للزمن قيمة، و نحن في مثل هذه الأيام أشد حاجة لتقييم الزمن و الوقت.

قد يقول البعض أن هذه الأمور فيها ضرورة لحماية أرواح المشاة من السائقين المتهورين، و إليهم أقول، لو أن كل من يستخدم الطريق بما فيهم المشاة قدروا الطريق حق قدره و علموا ثقافة الطريق و استخدامه، لتجنبنا عديداً و مريراً من الحوادث المؤسفة و المؤلمة. أريد أن يجاوبني أحد عن رأييه في أم تترك ابنها الصغير الذي لم يتجاوز الخمسة سنين يلهو في عرض الطريق لتأتي سيارة لتصدمه! هل في هذه الحالة يكون قائد السيارة محقاً و مسئولاً؟ أم تلك الأم التي تجهل ثقافة الطريق و تجهل تعريفه على أنه قناة انتقال لقضاء حاجات الناس و مصالحهم. قد لا أبالغ إذ أقول، لو حسبنا الأوقات التي تضيع جراء جهل ثقافة استخدام الطريق، لوجدناها أوقاتاً قد تلاحف أعماراً! منذ أكثر من 1400 عام روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث التالي:

إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ " ، فَقَالُوا : مَا لَنَا بُدٌّ ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، قَالَ : " فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا " ، قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟ قَالَ : " غَضُّ البَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ

وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم : " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا ، فَ أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "

لا يمكن و بالرغم مما تقدم، إغفال مسئولية تقصير الدولة في هذا السياق، هذا التقصير يتجلى في عدة نواحي يمكننا ذكرها كما يلي:

  1. غياب مجهود منظم من حملات التوعية للمواطنين بدور و أهمية الطريق و سلوكيات التعامل معه، و قد سبق للدولة القيام بحملات توعية تخص أمور أخرى مثل البلهارسيا و تنظيم السكان و خلافه، و السؤال هنا لما يتركون الطريق و يركزون الآن على الجباية من خلال حملات الإعلانات على الفضائيات عن الضرائب؟! إنه غياب دور الدولة في خدمة المواطن و تحول الحكومة إلى فلوتة
  2. الاستهزاء بالقوانين من خلال عدم تنفيذها و ما يطلق عليه تفعيل القوانين. إن قانون المرور يحتوي على نصوص واضحة و عقوبات خاصة للمتعدين على الطرقات بالمطبات العشوائية غير المرخصة و كذا نزع او اتلاف العلامات الإرشادية و خلافه. ذلك الاستهزاء يؤكد على أن الهاجس الأهم في نظام عمل تلك الفلوتة هو كيفية الاحتيال على المواطن و جباية الأموال لتنفق هدراً خدمة لمصالح الأحباب و المحاسيب من أولي الحظوة.
  3. فساد و تلف منظومة المرور في مصر، الأمر الذي جعل أغلب بلدان العالم لا تعترف برخصة قيادة السيارات المصرية، و الذي عملياً يقود إلى سائق غير مسئول و غير متمكن بآداب و قواعد المرور. إن افترضنا غياب الفساد و الرشوة، فسيبقى لنا التلف مبتسماً متهكماً؛ فاختبارات القيادة التي يفترض أنها تعطي الإجازة بالترخيص لقيادة سيارة، اعتبرها من وجهة نظري، حمقاء و لا تعكس أي قدر من توفر آداب و سلوكيات قيادة سليمة على الطريق. بالله عليكم، ما هي حكمة أن يدور طالب الترخيص حول نفسه في زيجزاج إلى الأمام و إلى الخلف، قد يكون هناك حكمة لا أعرفها، و لكن من المنطق ألا يقتصر الأمر على ذلك فقط. أيضاً يشترط في المتقدم للترخيص الإلمام بالقراءة و الكتابة، و عند اختبار المتقدم بما يسمى اختبار الكمبيوتر، و هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة ذات الاختيارات المتعددة للأجوبة، تجد أن ذلك الاختبار اختباراً منطوقا بالصوت للأسئلة المطروحة! و يطلبون من المتقدم إن لم يكن من حملة المؤهلات، تقديم شهادة تفيد عدم الأمية! إنها الجباية ياسادة! كان يكفي فقط أن يغلقوا سماعات الحاسب ليعرفوا إن كان المتقدم يقرأ أم لا.

نرجوا من "حكومتنا" الموقرة أن تفكر و لو يوماً واحداً في مصالح الرعية، و ألا تجعل جل همها و اهتمامها في كيفية الاحتيال على المواطنين من أجل تمرير سياسات يكون أغلبها غير نظيف و غير رشيد، و تكون فقط من اجل خدمة جشع حفنة من المنتفعين ذوي القربى من أمثال قانون التاكسي الذي قدموه خدمة إلى وكلاء السيارات حتى ينعشوا حالهم المتردي من جراء وعي المواطنين و مقاطعتهم الشراء و تفاعلهم مع حملات مثل خلوها تصدي. في بعض الأحيان، يكون كيد الحكومة ضد مصالح المواطنين و خدمتها للأحباب من أولي الحظوة، غير رشيد و غير محقق لأهدافه، مثل ذلك المشروع المشبوه و المدعوا مشروع التاكسي.

الوزير رشيد و حكايته مع العبيد

كان يا ما كان في حاضر العصر و الأوان وزير اسمه رشيد، و كان رشيد يحب التجار و يكره العبيد، و من حبهم فيه و كرههم له، عينوه شهبندر التجار، و كان عليهم يغار و كل يوم في أمر العبيد له أسرار و أدوار، يفزع من فراشه الوثير متخذاً قرار خطير، مرة امنعوا الأرز و خلوه في الحضيض ذلوه، أو أن يقول لا تخفيض للمكوس على الركائب و التيوس، إلا وارد أوروبا المتعوس و فقط 10% يا منحوس.

لما سالوه العبيد، لما و كيف؟ رد و كله كيف أن يكفوا عن سؤال الكيف لأن احبائه التجار يرغبون في ذلك المسار، و علق ناظراً إن الأمن في أخطار، فشوارع البلدة و الحارة لن تتحمل مزيداً من البغال و الحمارة.

إذا فهمتم أعزائي شيئاً من القصة السابقة، فأرجوا أن يفهمني أحد ما يدور في ذهن الوزير الرشيد رشيد محمد رشيد و ما يريده من العباد في هذه البلاد؟ بعد أن تتطلعوا على ذلك الخبر من موقع contactcars. حيث أن ردي الوحيد هو خلوها تصدي.

03 يوليو 2009

جواز اتخاذ السن و الأنف من الذهب

يجوز للشخص، سواءاً كان ذكراً أم أنثى، أن يتخذ سناً من الذهب أو أنفاً منه إذا احتاج إلى شيء من ذلك. روى الترمذي عن عرفجة بن أسعد قال: " أصيب أنفي يوم الكُلاب فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن اتخذ أنفاً من ذهب "

قال الترمذي: روي عن غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب. وروى النسائي، قال معاوية و حوله من المهاجرين و الأنصار: " أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير؟ قالوا اللهم نعم. قال: و نهى عن لبس الذهب إلا مقطعاً؟ قالوا: نعم. مقطعاً تعني قطعاً صغيرة كالسن

منقول و بتصريف من كتاب فقه السنة تأليف السيد سابق، المجلد الثاني، نسخة دار الريان للتراث صفحة 53

01 يوليو 2009

التخابر الناعم

يمكن تعريف مصطلح التخابر الناعم، و ذلك حسب مفهومي الشخصي، على أنه عمليات مخابراتية تقوم بها دولة ضد دولة أخرى و لا تستهدف الجوانب العسكرية. إنها فقط تستهدف عمليات تقويض استقرار الدولة المستهدفة و سلامتها دون قتال مباشر، أي يمكن وصفها بعمليات أسفل المنضدة.

تقوم دول كثيرة بمثل هذه العمليات و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، و هو ما تدعيه الدول المستهدفة " تدخلاً في شئونها الداخلية ". إن التاريخ الأمريكي مفعم بأحداث التخابر الناعم، حيث دعم الانقلابات و تأجيج الانقسامات داخل الدول المستهدفة. قد تكون تقارير انتهاكات حقوق الإنسان التي تصدر عن الخارجية الأمريكية سنوياً إحدى وسائل التخابر الناعم؛ حيث يدل محتواها الذي لا يمكن أن يتم تجميعه صدفة على وجود عملاء و موردي معلومات مخلصين في الدول المستهدفة، و التي في بعضها قيود حديدية على حركة و تداول مثل هذه المعلومات.

تعجبني كثيراً التجربة الصينية في مجابهة عمليات التخابر الناعم الممارسة من قبل الولايات المتحدة عليها، حيث قامت بدورها باصدار تقرير سنوي خاص بها حول حقوق الانسان في العالم و ضمنته بالطبع أوضاع الولايات المتحدة. أيضاً تجربة كوريا الشمالية، تستحق الاعجاب، من خلال نجاحها في تزييف متقن للدولار الأمريكي و توزيعه عالمياً، الأمر الذي لا يمكن حدوثه ببساطة لولا وجود فعل التخابر الناعم.

البلدان العربية يبدو أنها فقدت القدرة على مقاومة زخم التخابر الناعم الممارس من قبل الولايات المتحدة و الغرب ضدها، و تبدو دائماً بصورة المتمترس العاجز خلف حصون آيلة للسقوط. الأكثر أهمية، أنه لربما ليس فقداناً للقدرة، بل يمكن وصفه بأنه فقداناً للرغبة في مجابهة التخابر الناعم بآخر في الاتجاه المضاد. إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست محصنة ضد نتائج التخابر الناعم من فرض القلائل و الاضطرابات داخل تركيبتها المتنوعة و المختلفة من الأعراق و الثقافات و الولايات و التي يمكن أن تمثل كلاً منها دولة كاملة بكافة المعاني لكلمة دولة. يجب البدأ في تنفيز ذلك قريباً حتى نستطيع مجابهة ذلك الزخم الهادم و عندها ينطبق القول الدارج في العامية المصرية " سيب و انا اسيب " أو كقول الشاعر النابغة الذبياني