سمعنا خبراً يفيد بأن إمارة دبي احتفلت بإطلاق أكبر سيارة إسعاف في العالم، و تم ادراج ذلك في موسوعة جينس العالمية للأرقام القياسية؛ حيث تعتبر هذه السيارة بمثابة مستشفى ميداني متنقل يمكن من خلاله إجراء جراحات معقدة و رعاية أعداد كبيرة من المرضى قد تصل إلى 40 مريض في وقت واحد.
بالرغم من إعجابي الشديد بتجربة الإمارات عموماً و إمارة دبي خصوصاً في مجال التطوير و تنمية الموارد الذاتية و إحداث نهضة مدنية شاملة؛ إلا أن هذا الخبر لا يمكنني إدراجه سوى تحت ما أدعيه حماقة الترف.
كان يمكن أن نصفه على عكس ذلك لو كان الحدث يتناول إطلاق أصغر سيارة إسعاف في العالم، فلا يعقل أن تستثمر بلد في أكبر سيارة إسعاف و في نفس الوقت تعاني من أزمة مرورية طاحنة و ازدحام لا يمكن تخيله يشكل سمة أساسية من سمات الحياة. كيف ستتمكن مثل هذه السيارة الضخمة من التنقل بسهولة و في الوقت المناسب لمن يحتاجون إليها؟ أعتقد أن الهدف اﻷساسي من وراء هذه السيارة هو هدف دعائي محض لإبراز و إظهار دبي إعلامياً على الساحة العالمية.
حتى اعتبارانا ذلك بمثابة هدف دعائي مشروع؛ لا ينفي عنه كونه حماقة ترف؛ ففي مثل هذه اﻷمور الضخمة و عند استخدامها في الدعاية؛ يجب حساب جدواها و مدى قابليتها للنفع في مقابل عائدها الدعائي.
كلامك صح
ردحذفالعالم من حولنا يتطور يوما بعد يوم، أصبح الجميع يتنافس في مقدار وجودة الخدمة التي يمكن تقديمها للغير.
ردحذف-> أحمد فرج...
ردحذفنعم اتفق معك في التنافسية وضرورة التطوير و جودة الخدمات، لكن السؤال اﻷهم هو ما مدى عائد تلك الخدمات او الطفرات في مقابل التكلفة، وهل هي تزيد عن الحد المطلوب أم لا.
جميعنا يحتاج إلى الماء، إذا زادت المياه عن الحد المطلوب إنقلبت إلى طوفان مهلك، حتى إذا زاد مقدار نظافتها عن الحد المطلوب، الماء المقطر مثلا، فإنها قد تهلك أيضاً. ما طرحته هنا هو وجوب تحديد المقدار في مقابل العائد حتى تتحقق الاستفادة المرجوة دون إفراط.