إنه دعاء يدعوه في الغالب الآباء و اﻷمهات ﻷبنائهم المقدمين على سفر أو أمر عظيم الشأن. هذا الدعاء من كثرة تكراره قد يفقد البعض كنه و قيمته و يتجرد معهم ليصل حد كونه مرادف لكلمة صحبتك السلامة. قد رأيت من المناسب التمعن في هذا الدعاء، اﻷمر الذي سوف يقودنا في النهاية إلى قيمة ثمينة و هدف غال قد يعز تحقيقه.
هذا الدعاء ينطق بالعامية المصرية، عادة، بصيغة " ربنّا يوقّفلك ولاد الحلال "؛ و عند إسناد ذلك لإصله بالفصحى نرى أن ربنّا ترادف اللهم، يوقّفلك، ترادف يوقف لك و هي هنا من معنى الوقف أي الشيء أو الكيان الذي يوقف صاحبه ريعه أو فائدته إلى وجه أو أكثر من أوجه الخير، أما ولاد الحلال فهي تعني الناس ذوي اﻷصل الطيب الذين لا يجحدون جميل أو معشر و يراعون الحق لإهله.
نجد بعد هذا كله أن هذه الدعوة تعني الرجاء من الله إن يهب للشخص أناس بمثابة وقف له، أي يلازمونه و يعاونونه دون فراق و هؤلاء الناس من الطيبين اﻷخيار. حقيقة اﻷمر أن الواحد منا قد لا يحتاج دعاء مستجاب أكثر من هذا ليسعد في الدنيا و الآخرة. إن أولاد الحلال المذكورين في هذا الدعاء هم الذين يحفظون اﻷمانة و ينهون عن المنكر و يأمرون بالمعروف وما شابه من كافة تلك الصفات و السمات التي قد توسم الشخص بصفة حامل المسك و تبعده كل البعد عن كونه نافخ الكير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق