تعد أحلام اليقظة من الوسائل التي قد يلجأ إليها الفرد بغية التقليل من التوتر و القلق الناشيء عن كم كبير من الضغوط و المشاكل الحياتية. تنشأ هذه الأحلام بواسطة الإغراق في الخيال و بناء حالة افتراضية يتقمصها الشخص لفترة معينة من الزمن و تكون في الغالب مصاحبة بأحاسيس إيجابية تقلل التوتر و القلق.
حقيقة مؤكدة أن أغلب - إن لم يكن جميع - الأشخاص الأسوياء يمرون بفترات من أحلام اليقظة سواءاً على فترات عشوائية أو كنمط يومي؛ لكن المشكلة تكمن في مقدار الفترات التي قد يقضيها الشخص مستغرقاً داخل عالم الحلم الافتراضي و الخيالي؛ فإن ازدياد هذا الاستغراق لأوقات كبيرة يؤدي إلى استنفاذ الطاقة النفسية و الدخول إلى حالة مرضية يمكن فيها صعوبة التمييز بين الواقع و الخيال.
شخصياً انا أعتبر نفسي من الأشخاص الذين يتناوبون دورياً على عالم أحلام اليقظة، و قد تكون كتاباتي على هذه المدونة جزءاً من هذا العالم. الظريف في الأمر، و طبقاً للتعريف فإن أحلام اليقظة و سيلة لتقليل الضغط و التوتر من خلال أحلام إيجابية - كأن تتخيل أثناء إنتظارك للحافلة في يوم صيف حار امتلاكك لسيارة فارهة مكيفة الهواء -، أنه في بعض الأحيان تعتريني أحلام يقظة ذات بعد سلبي؛ كأني أتشاجر مع أحدهم أو كأني أقف أمام قاضي التحقيق، و عليه فإن نتيجتها تكون سلبية و قد تزيد التوتر لدي!
أعتقد أن الكتاب و المفكرين يغرقون كثيراً في أحلام اليقظة. إن تأليف رواية من عدة فصول يستوجب أن خيال و تعايش مع أحداثها و شخوصها بدرجة لا يمكن وصفها سوى بحلم يقظة. إن عملية التفكير ذاتها يمكن اعتبارها حلم يقظة، و لكن كل هذه الأشياء تفرق عن عن حلم اليقظة المعهود، بإمكانية التحكم الواعي في بدايته و نهايته و إدراجه تحت بند أن هذا عمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق