منذ فترة طرحت على المدونة استبيان رأي بخصوص سياسة الحزب الوطني، و الذي كان محوره ينصب حول الدافع الذي يحفز مواطن مصري صاحب أهلية و تمييز لكي يطبل و يهلل لذلك الحزب و فلوتته. كان من الواضح أن هذا الاستبيان من النوعية الموجهة التي تهدف لاستطلاع حقيقة واحدة، و هي تتمحور حول اعتقاد المشارك بأن مصر أو ما يمت لها بصلة يصلح لأن يستفاد منه أو يكون له عائد في ظل هذه الحكومة المتخبطة و تلك السياسات العرجاء.
للأسف الشديد؛ فقد جاءت نتيجة الاستبيان النهائية مخيبة لتوقعاتي و آمالي، و تنم - على حسب اعتقادي الشخصي - عن خطر داهم في أسلوب تعاطي المشاركين و انطباعاتهم عن الحزب الوطني و سياساته هو و حكومته.
الاستفتاء يطرح ثلاثة خيارات قد تكون دافعاً للتهليل و التطبيل لا رابع لهم، و هي المنصب و النفوذ داخل الحزب او الحكومة، و الحمد لله فقد حقق هذا الخيار أقل نسبة تصويت و هي 30% من مجموع المصوتين. قد خدع المال الوفير الكثيرين حين كانت الأغلبية توافق على الحصول على مبلغ مالي قد يصل إلى عشرة مليون جنيه و الذي شكلت نسبته 36%. الذي جعلني آسفاً هو فشل الخيار الأخير في تحقيق الأغلبية و قد اقتصر فقط على 32% من المصوتيين أيدوا فرصة الهجرة المؤكدة خارج مصر لأي بلد حسب الرغبة.
نرجع إلى وجهة نظري الشخصية، و التي كانت تتبنى فكرة الهجرة أي الخيار الثالث و الأخير، و التي أعتقد أنها أنسب خيار لأي شخص يرغب في النجاة من تخبط و عبث هذه الحكومة و تكون دافع له للتهليل و التطبيل لها رغماً عن بوار تصرفاتها و فسادها في أغلب الأمور. يرجع ذلك إلى أن منصب قيادي في سفينة تغرق - أو غرقت بالفعل - أمر لا يمكن أن يقبله عقل أو أن يمثل ثمناً يمكن قبوله لكي تدفع المجني عليه لتحية الجاني. أما المبلغ المالي الكبير، فماذا سوف يحقق حال حدوث انهيار شامل للاقتصاد و ارتفاع نسب التضخم لمقاييس خيالية، فيجوز أن يتحول العشرة مليون جنيه إلى مجرد عشرة مليون ليرة إيطالي مثلاً أو أدنى من ذلك.
من جانبي اعتقدت أن الهروب الكبير من هذه المعضلة، قد يمثل الحل الأمثل، و قد يكون هو الدافع المثالي للمهللين و المطبلين، عند ذلك فقط قد يستطيع الفرد أن يجد بيئة أفضل للعيش بتطور و رخاء دون استنذاف مثل هذه الحكومة لمقدراته و قدراته. بناءاً على ذلك فقد أثارت إعجابي الشديد، بالرغم عن سوء تصرفه و الذي يعتبر قطرة في محيط فساد حزبه و سياساته، القضية التي طرحتها صحيفة المصري اليوم حول نائب القمار، و الذي يعد واحداً من نواب الحزب الوطني داخل البرلمان. الذي أعجبني هو حمله لجواز سفر دولة أجنبية - غينيا - مما اعتبرته دليلاً و بمثابة شهد شاهد من أهلها على نجاعة و فلاح خيار الهجرة الذي طرح في الاستبيان حتى و لو كان ذلك المهرب هو دولة متواضعة الحال مثل غينيا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق