خدمات

منطقة إعلانية للإيجار
 
لتوجيه أي اقتراح او تعليق عام على المدونة او محتواها؛ يسرني تلقيه من خلال هذا الرابط

خدمة جديدة. الدردشة مقدمة من المدونة لقرائها الأعزاء. إضغط هنا للدخول، و لا تنسى أن تواعد أصدقائك على دردشة المدونة.

عرض فاتورة التليفون من الشركة المصرية للاتصالات. يمكنكم عرض الفاتورة من هنا.


26 مايو 2009

فاجعة النصر للسيارات

إن لله و إن إليه راجعون، قد توفيت في ظروف غامضة شركة النصر للسيارات عن عمر يناهز الستين عاماً بعد صراع طويلاً مع المرض استمر ما يقارب الستين عاماً أيضاً. الشركة الكريمة قريبة و نسيبة جميع عائلات كفرصقر و مصر من أسوان و حتى الأسكندرية، و العشاء قاصر على من نهبوها و دمروها و استمروا بحقنها بملوثات مرضها العضال من الفساد و البيروقراطية و الإهمال.

إنه ليوم عسير في تاريخ الصناعة المصرية الهرمة، يوم إعلان قرار تصفية شركة النصر للسيارات. إنه قرار إغتيال إقتصادي لكيان أسس أصلاً لانشاء طفرة و نهضة حضارية في أحد المجالات الهامة في التصنيع و هو صناعة السيارات. إن ذلك القرار يسطر المتن الأخير من كتاب فشل ما يسمى ثورة يوليو 1952. إن ما أطلق عليه منجزات ثورة يوليو ينهار و بشكل متتابع كقطع الدومينو المتراصة؛ فيما يدل على هشاشة البنيان و ضحولة الأساس.

هذه الفاجعة تعد صيحة تحذير إلى كافة العاملين في كافة الشركات العامة لترك مبدأ انا و من بعدي الطوفان أو دع الملك للمالك، و ذلك بسكوتهم عن مظاهر الإهمال و التسيب داخل قلاع مصر الصناعية خوفاً على أعمالهم و مصالحهم المؤقتة. إن طوفان الفشل إذا هاجم أي مؤسسة؛ فإنه و بالتأكيد سوف يكتسح و لو طال الزمن كل شيء في المؤسسة بما فيه العمالة و المهارات.

25 مايو 2009

حكم التلفظ بالنية في العبادات

منقول من موقع بلغوا عني و لو آية اعلم أنه لا يشرع التلفظ بالنية في العبادات لأنه لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا فعله أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، وإنما هي بدعة حدثت في الأزمنة المتأخرة عن عصر السلف الصالح الذين زكاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . ولأن حقيقة النية : القصد مطلقاً ، وهو إرادة الفعل ، ومحل ذلك بالقلب لا اللسان ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) ولم يقل بالألفاظ ، ويؤيد ذلك عدة أمور منها :

1 ـ قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم...) الآية . يعني : إذا أردتم القيام إلى الصلاة . ولما كان محل الإرادة القلب ـ وهي كما ذكرنا : القصد إلى الفعل ـ أمر بالفعل مباشرة فقال : ( فاغسلوا وجوهكم ) ولم يأمر بشيء من التلفظ بالنية .

2 ـ قوله صلى الله عليه وسلم للسيء في صلاته : ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبّر ) الحديث . فلم يأمره بالتلفظ بالنية ، مع أنه في مقام تعليم الجاهل ، وأول لفظ أمره به : التكبير ، ولو كان التلفظ بالنية مشروعاً لبيّنه له صلى الله عليه وسلم . ولكن لما كان محل النية القلب ، و يحصل ذلك بالقصد إلى الفعل الذي عبّر عنه بقوله : ( إذا قمت إلى الصلاة ) أمره بعد ذلك بأول واجب لفظي وهو قول : الله أكبر .

ولذلك قال الإمام السيوطي رحمه الله : لا يشترط مع القلب التلفظ ، ثم قال : ولو اختلف اللسان والقلب ، فالعبرة بما في القلب ، فلو نوى بقلبه الظهر وبلسانه العصر صحّ له ما في القلب . [الأشباه والنظائر للسيوطي (47ـ48)] . ومن هنا : تعلم خطأ بعض من يتشدد في التلفظ بالنية فتجد أحدهم يقول : (نويت أن أصلي صلاة الظهر أربع ركعات لله تعالى فرض الوقت حاضراً مؤتماً).

وهذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وفي الحديث : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . [متفق عليه] ولمسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

تبليغ

روي عن الرسول الأكرم خاتم الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بني إسرائيل وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". بناءاً على هذا الحديث الشريف، رأيت أنه من المناسب افتتاح تسمية جديدة في المدونة تحت اسم تبليغ و إن شاء الله سوف أدرج فيها من حين لآخر بعض الآيات و المواعظ من جهات و نواحي متنوعة.

الحث على العلم و العمل به

أرجو أن تكونوا حصلتم استفادة مما سبق و أن يكون لكم جزاء الاتباع و لي جزاء التبليغ.

23 مايو 2009

سندويتش بالعربية

في بعض المراحل احتار الناطقين بالعربية حول ايجاد تسمية عربية لمفردة سندويتش و هو ذلك الطعام الموجود داخل اي نوع من انواع الخبز. بعض الأحيان قالوا عنه " شاطر و مشطور و بينهما طازج " و من تلك التسمية يتبين مدى تعقيد المهمة لديهم و صعوبتها. الآن توجد تسمية شطيرة و أعتقد أنها أكثر مناسبة من تلك المتحزلقة سابقاً.

إسترعى انتباهي في بائعي الفول و الطعمية في مصر مقولة شُقة - بضم الشين - و التي يطلقونها على السندويتش، و التي أعتقد أنها التسمية الأنسب لما تنطبق عليه لفظة سندويتش الإنجليزية. حيث أن الشطر يعني تمام الفصل بين شيئين، و عليه فلفظة شطيرة لا تصف وضع السندويتش بالشكل الصحيح، لأنه في النهاية تكون محتويات السندويتش كلها مجمعة في كيان واحد.

على الصعيد الآخر، إذا نظرنا إلى لفظة شُقة، سنجد وصفها الدقيق و العملي و السهل للسندويتش؛ حيث أن فعل الشق لا يؤدي بالضرورة إلى انفصال و تباعد الأجزاء عن بعضها و يحدث أيضاً في ظل تمسك الشيء بكيان واحد. عند النظر عملياً في عملية تحضير السندويتش أو ما ينتج عنها، سوف نجدها ببساطة عن عملية شق للخبز و إحلال مواد غذائية أخرى و متنوعة في هذا الشق أو الشقوق المتكونة.

بناء على ما تقدم، أقترح على مجتمعنا العربي تبني كلمة شُقة و ذلك تعريفاً للمفردة الإنجليزية سندويتش حيث أنها تمثل المرادف الأسهل و الأكثر عملية و دقة في وصف تلك الطريقة من تناول الطعام.

19 مايو 2009

حي مبارك و الهواتف المفقودة

حي مبارك هو حي جديد في مدينة كفرصقر و يتميز هذا الحي عموماً بانعدام الخدمات العامة فيه و تتجلى عليه أعراض التملص الفلوتي من أعبائه تجاه المواطنين. إليكم قائمة أو معلقة توصف لكم حياة القرن التاسع عشر التي يحياها سكان حي مبارك في كفرصقر:

  1. لا يوجد أي شارع مرصوف على الإطلاق، ويمكنكم تخيل مدى الحالة المذرية للشوارع أوقات هطول الأمطار.
  2. لا يوجد صرف صحي على الأطلاق، و يتم استخدام الطرنشات و نزحها على نفقة المواطنين، و كل ما قامت الجهات التنفيذية هو مجرد مد خطوط الصرف لمشروع هرم كفرصقر الأكبر - محطة الصرف الصحي التي بدأوا في بنائها و مد الشبكات لها منذ ما يزيد عن 12 عاماً مضت و لم تعمل حتى الآن - و التي لا يعلم متى سوف ينتهون منه إلا الله سبحانه و تعالى و هل سوف تعمل هذه الخطوط بالشكل المطلوب أم سوف تتسب في غرق الحي بالكامل!
  3. الهواتف - التليفونات - متردية لأبعد حد، ففي الغالب توجد شوشرة في أغلب الخطوط و عدم توفر " بوكسات " التوصيل إلا على مسافات بعيدة، تعيد للأزهان مناظر الأسلاك الهوائية الممتدة على البيوت و كأننا نعيش في النصف الأول من القرن الفائت. هذا يمثل تهرب من الشركة المصرية للاتصالات، و التي تبدو أنها تطلق شعار مشاكل بلا حلول بدلاً عما تدعيه أنها خدمات بلا حدود، من أداء ما عليها من واجبات و التزامات تجاه المشتركين في نطاق تغطيتها الحصرية و الاحتكارية لشبكات الاتصالات الأرضية.

كان هذا سرد لأكثر النقاط حساسية و ظهوراً لغياب حي مبارك في مدينة كفرصقر عن الاعتبارات الفلوتية و أجهزة الفلت المحلي. و أحب أن أدعوا كل الجيران من سكان حي مبارك بتقديم شكاوى لمن يستطيعون من المسئولين أو الجهات الرقابية و في هذا الصدد أحب ذكر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر و الذي يمكنكم من خلاله الشكوى في حق الشركة المصرية للاتصالات عن تقصيرها المتعمد في توفير خدمات اتصالات مناسبة للمشتركين و ذلك من خلال رقم الجهاز و هو 155

الكهرباء في كفرصقر

يأتي كل صيف و مشاكل الكهرباء و ضعفها في ركابه كمتلازمة لا يمكن الخلاص منها في مركز و مدينة كفرصقر. السؤال المحير، لما تقف شركة الكهرباء عاجزة عن حل هذه المشكلة؟ إن مشكلة ضعف التيار هذه تظهر بوضوح في ساعة ذروة الاستهلاك المسائي و تحديداً في الوقت المحصور بين صلاتي المغرب و العشاء.

التيار الكهربائي في ذلك الوقت يكون من الضعف بحيث أن جهاز موائم الـ ADSL لدي يخفق في استمرار العمل، و تحدث له إعادة تشغيل متكررة و تلقائية في هذا الوقت، و على ذلك، فلكم أن تتخيلوا كيف سوف يعمل جهاز تكييف هواء أو حتى مصباح فلورسنت و ما سوف يترتب على ذلك من أضرار لكافة الأجهزة الكهربائية سواءاً على المدى الطويل أو المدى القصير.

قد يتسائل البعض حول سبب جلاء هذه المشكلة مع مغيب الشمس، و لي تفسيري الخاص و هو أنه مع غياب الشمس تتسع دائر و حجم الاستهلاك بحيث أن أصحاب المحلات و المنازل و كذا الشوارع تبدأ في استخدام مصادر الضوء من المصابيح الكهربائية و خلافه مع استمرار الورشات و معامل النشاطات الصغرى في تشغيل ماكيناتها من ثواقب و لحام و ماكينات خياطة و ما شابه. تلك الورشات و المعامل تتوقف عن العمل عند العشاء و عليه فيرجع معدل الاستهلاك إلى الانخفاض.

كل ذلك يشير إلى تقصير شنيع من شركة الكهرباء و تقاعس سواءاً في توفير القدرة الكهربائية للازمة للاستجابة لمتطلبات الاستهلاك، أو لضعف بنية الشبكات و المحولات. نرجوا من شركة كهرباء القناة و التي تتبعها مدينة كفرصقر أن تعمل باهتمام أكبر لتغطية هذا القصور الخطير في توفير كهرباء مناسبة إلى مدينة كفرصقر و غيرها. نرجوا أيضاً من فلوتتنا العزيزة المضي قدماً في مشروع توليد الطاقة الكهربائية من المصادر النووية و ذلك حفاظاً على مستويات معيشة مناسبة للمفلوتين تحت فلتانها.

14 مايو 2009

الاحتباس الحراري. من يدفع الثمن؟

تحت نفس العنوان و جدت مقالة على موقع وكالة الأخبار الإسلامية يتفق بشكل كبير للغاية مع ورد لي في مقال سابق عن الاحتباس الحراري بعنوان أسطور الاحتباس الحراري و الذي ركزت فيه على نقض الجانب العلمي مما يقال عن الاحتباس الحراري؛ بينما لم استطع التوصل فيه إلى جوهر الأسباب التي تدفع إلى ترويج هذه الأسطورة من الجانب السياسي، بالرغم من تطرقي إليه. أترككم الآن مع محتوى المقال المقتبس من الموقع المذكور و أنصحكم أيضا بالاطلاع على المقالة المذكورة في المدونة.

لايستطيع أي متابع للإعلام العالمي أن يهرب من مصطلح الاحتباس الحراري أو أن لا يلاحظ وروده بشكل مكثف في كل وسائل الإعلام وبصورة يومية وأيضا في سياقات متعددة ومتزايدة. وإذا كان المصطلح نفسه يعود الى فترة الثمانينات وربما الى ماقبلها بقليل فإن مايلفت النظر بجانب إنتشاره الواسع هو تعدد وتوسع السياقات التي أخذ يظهر فيها. ففي البداية كان المصطلح محصوراً في دائرة ضيقة باعتباره مسألة علمية بحتة يجري البحث في إطارها حول مفهوم الاحتباس ذاته ومسبباته واجراء التجارب لمعرفة معدل وعدد هذه الأسباب وكذلك البحث في النتائج المختلفة لهذه الظاهرة على مجال محدد هو مجال المناخ لكوكب الأرض ثم مجال البيئة الأوسع والحياة النباتية والحيوانية. إلا أن السياق توسع من هذه الحدود العلمية الضيقة وأخذ يكتسب أبعاداً سياسية وإجتماعية وإقتصادية.

كان توسع السياق أمراً طبيعياً في ظل ماكشفت عنه الدراسات العلمية البحثية والتجارب والإجتهادات من أسباب الظاهرة ثم وهو الأهم من نتائجها على حياة الانسان ووجوده وأشكال وأنماط الاقتصاد والثقافة والسياسة. وماوسع نطاق وخطورة التفكير في الظاهرة ثبوت أن السبب الأساسي فيها لم يكن أية ظاهرة أو تطور أو حدث كوني وطبيعي.. مثل زيادة النشاط الشمسي أو حدوث دورات مناخية تستغرق كل منها عشرات الآلاف من السنين أو ماشابه.. وإنما كان السبب هو ماوصف بالنشاط الإنساني. لكن عبارة النشاط الإنساني هي عبارة غامضة ومبهمة إتضح بعد ذلك أنها تخفي وراءها ليس مجمل النشاط الإنساني أو ذلك النشاط على إطلاقه، وإنما نوع معين من النشاط هو النشاط الإقتصادي للغرب في مراحل الرأسمالية المتعاقبة والمتسارعة ومرحلة ترسيخ المجتمع الإستهلاكي وإستنزاف الموارد الطبيعية كلها لتحقيق ذلك.

في هذا النوع من النشاط يتحول الاقتصاد بعملياته الإنتاجية والخدمية الى محرك مثل محركات الاحتراق الداخلي تتزايد حرارته مع تزايد حركته وقوته وعزمه. وقد حدث بالفعل أن هذه السخونة الناجمة عن فرط النشاط وتسارعه تحولت الى سخونة فعلية ملموسة من خلال عملية حرق الطاقة وأشكال الوقود الأحفوري.

إذن تبين أن النشاط الإنساني المسئول عن عملية الاحتباس الحراري الخطيرة ليس هو شي مبهم وغامض أو حتى محتوم.. لأنه ليس نشاطاً عادياً أو طبيعياً وإنما نشاط خاص مرتبط بنمط معين من أنماط الانتاج والاستهلاك، هو الانتاج الضخم.. وبنوع معين من أنواع الأنظمة الاقتصادية هو الاقتصاد الرأسمالي، وبفكر معين خاص بالغرب وحضارته في أحدث تطوراتها هو فكر العلمانية المادية ومجتمع الاستهلاك الشره.

هنا تحولت قضية الاحتباس الحراري من الجانب الفني العلمي البحت الى قضية سياسية بامتياز لأنها أصبحت ناجمة عن فكر ونظام سياسي معين محدد وليس عن سبب طبيعي لايد للبشر فيه أو سبب يعود الى النشاطات الإنسانية الضرورية التي لامحيص عنها.

وهكذا وصلت القضية الى بؤرة الاهتمام العالمي وتحولت الى قضية فرضت نفسها على المحافل السياسية المختلفة وعلى اجتماعات ونشاطات وتقارير وتوصيات شتى المنظمات الدولية وغير الدولية. وتحولت القضية الى نقطة صراع بين منظمات البيئة على شتى أنواعها وبين الحكومات المعبرة عن المصالح الاقتصادية الكبرى والى قضية صراع كذلك بين شعوب أو منظمات ما اصطلح على تسميته بالعالم الثالث وحكومة ومنظمات مايسمى بالدول الصناعية أو المتقدمة.

دار جوهر الصراع ومايزال حول المتسبب في حدوث الإحتباس الحراري والمسئول عن علاج الأمور بل حول ما إذا كان يمكن علاج هذه الأمور والآثار الضارة والمدمرة الناجمة عن الظاهرة. كذلك تعلق الأمر أكثر وأشد حرجاً بقضية من الذي يتحتم عليه دفع الثمن لما يحدث. وهنا وصلت الى بؤرة الاهتمام والطرح الإعلامي الجاري بقضية الاحتباس الحراري.

قد تلاشى المعنى الفني المباشر والمحدد للمصطلح، وترك مكانه ثقباً أسود ممتلئاً بمفاهيم ومصطلحات سياسية وإجتماعية وإقتصادية وفكرية شتى. أبرز هذه المفاهيم هو إزدواجية المعايير والتي تخفي وراءها بدورها التشبث بالمصالح المادية والسياسية الى حد الاستماتة.

الدول الغربية التي كانت أول من تسبب بعملية الاستهلاك الرهيب لمصادر الطاقة التي سخنت الكوكب هي أول من يشتكي الآن من الاحتباس وتدعو لعلاجه وتجنب آثاره. لكن هذه الدول في الوقت نفسه تلقي بالمسئولية الآن على الدول التي يمكن تسميتها بالصاعدة مثل الصين والهند واندونيسيا وروسيا وبعض بلاد أمريكا الجنوبية الكبرى مثل البرازيل.

بعد إلقاء المسئولية عن الاحتباس الحراري على تلك الدول تتنصل الدول الغربية من تحمل عبء العلاج وحدها بل وتعكس الأمور لتطالب بأن يقع العبء على تلك الدول الجديدة لأنها هي بالفعل الآن المستخدم الأكبر للطاقة الأحفورية ولأنها هي التي تملك التقليل من الاحتباس الحراري من خلال تقليل إنتاجها الصناعي.

بالطبع فإن الغرب يبرر هذه الدعوة بالإشارة الى أن تحوله من الانتاج الصناعي التحويلي الى القطاع الخدمي والمالي والمصرفي لم يعد يسبب استهلاكا ضخما يتسبب بدوره في زيادة الاحتباس.. وهنا ترد الدول الصناعية الناشئة بأن الموقف الغربي مخادع وأن الغرب الذي استنفد موارد الأرض وتسبب في إنهيار البيئة يحاول الآن أن يجعل الدول الواقعة خارجه تتحمل دفع الفاتورة للبضاعة التي اشتراها هو – بل بالأحرى سرقها – واستخدمها ليحقق النهضة والرفاهية لشعوبه، لكنه الآن وقد حان دفع فاتورة الحساب فالغرب يريد من الدول الأخرى أن تدفع، ويريد فوق هذا أن يوقف تجربتها في النهضة الصناعية.

هذا السجال معروف الآن من خلال الأجهزة الإعلامية، ولكن المغزى وراءه هو أن مصطلحاً إعلامياً يبدو بريئاً أو على الأكثر ذو معنى ومضمون فني قد تحول الى مناسبة لتجلية وإظهار مفاهيم أخرى مثل إزدواجية المعايير.وحتى الدول الصناعية الناشئة ليست بمنأى عن هذه الإزدواجية فهي في تشبثها بتحقيق نمط من التنمية والمعيشة يحاكي النمط الغربي المعروف لاتبالي بإهدار المزيد من موارد البيئة والتسبب في المزيد من الأضرار التي لا يمكن علاجها.

بجانب قضية إزدواجية المعايير فإن تداعيات وأبعاد مصطلح الاحتباس الحراري تشمل مسألة حيوية هي مدى الثقة في المنهج العلمي الذي كان حتى وقت قريب يطرح باعتباره الحق المطلق والحقيقة النهائية التي يجب أن تحل محل الدين وعقيدته.. لكننا في سياق مسألة المصطلح الاحتباسي نجد أن التجارب العلمية تعطي نتائج متضاربة أو مضطربة.ونجد الأرقام التي كان البعض حتى وقت قريب يقسم بصرامتها أصبحت مفتوحة للعديد من التفسيرات المتضاربة كذلك. بل ووجدنا أن العلم بمنهاجه وتجاربه ودقته، والذي كان يؤكد البعض أنه هو الفيصل والحكم في كل النزاعات قد أصبح هو ذاته موضع الخلاف والجدل والملاحاة.

مع انكشاف الإشكاليات المتضمنة في مصطلح المنهج العلمي ذاته إنكشفت مع أبعاد وتداعيات مصطلح الاحتباس الحراري إشكاليات مصطلحات كثيرة مثل النمو والتنمية ومجتمع الرفاهية والمجتمع الإستهلاكي والتجربة العلمانية ومفاهيم البيئة والصحة حسب التعريفات الغربية لها والقائمة على مذاهب فلسفية زعمت أنها الحقيقة المطلقة.