26 أغسطس 2009

تعريف السفه

يمكنني تعريف السفه من منظوري الشخصي على أنه : الانطلاق من دون هدى أو وعي تجاه شيء أو عمل دون التقديم له بحساب. هذا ما يرد على خاطري عندما أقوم بوصف فعل ما او شخص ما على أنه سفيه. إن تكرار الأفعال السفيهة من الشخص يوغل به في مرتبة أعلى، ألا و هي الحماقة. بشكل منطقي يمكننا أن نصف كل حماقة على أنها سفه و ليس كل سفه حماقة؛ فلكي يكون السفه حماقة يستوجب التكرار و المتابعة على الأفعال السفيهة.

السفه يعتبر شيء نسبي في بعض من جوانبه. على سبيل المثال، إذا كان هناك مجموعة من الأصدقاء في جلسة أو زيارة حميمة و فجأة و دون سابق مقدمات، قرر هؤلاء السفر في ظلمات الليل طالبين وجبة عشاء أو طبق حلوى في بلد يبعد عشرات الكيلومترات - أو حتى قريب - عن محل إقامتهم بحجة أن مطعماً فريداً يقدم هذه الوجبة؛ فهذا يعتبر نوعاً من السفه. حقيقة الأمر يعتبر أم السفاهة و عينها. في هذه الأثناء، يمكن لفرد من هذه المجموعة أن تكون راودته هذه الفكرة من قبل و أعد لها عدتها و حسب لها حسابها، و عليه فلا يمكن وسم هذا الفرد بطابع السفاهة الذي لحق بالمجموعة؛ لأنه خرج عندئذ من دائرة الانطلاق دون هدى أو وعي، و سبق فعله بالحساب و التفكير.

إذا شعرت يوماً بإقدامك على فعل سفيه، فراجع نفسك و حاسبها و احترس من مغبة الوقوع في دائرة الحماقة بتكرار السفاهة و الدعوة لها. لا عيب أن يمتع المرء نفسه بمظاهر النعمة المتاحة، و لكن في دائرة الحساب و الاعداد و لا ينطلق المرء في دنياه بدون تروي أو وعي و كأنه يسير في قطيع. صدق المثل الشعبي المصري القائل " من حسب الحسابات، في الهنى بات "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بحث مخصص