30 يناير 2010

رسائل من صديق

لي بعض الأصدقاء يقومون بإرسال رسائل إلى بريدي الشخصي بصفة دورية، و هذه الرسائل تتنوع ما بين تلك المعاد توجيهها و أخرى يكونوا قد قاموا بإنشائها من الأساس، و غالباً ما تكون تلك الرسائل من النوعية الأولى المعاد توجيهها.

بطبيعة الحال فإن أي رسالة تصل من صديق أقوم دوماً بفتحها و الاطلاع سريعاً على محتواها؛ و إذا ما شدني المحتوى قمت بقراءتها بالتفصيل، و غذا ما تفاعلت معه أكثر قمت بالرد على الصديق مرسل الرسالة معلقاً عليها.

من جهة أخرى أنتظر من هذا الصديق أو ذلك في حال ما إذا قمت بالرد على رسالته، أن يعتني و يقرأ ردي و يقوم بالاستجابة له. لكن للأسف هناك بعض الأصدقاء يتكرر منهم عدم الاكتراث و الرد و لو على رد واحد من ردودي. هذا يدفعني و بشكل مباشر و احتراماً لقيمة الوقت بأن أقوم بتحويل رسائلهم إلى قائمة البريد التطفلي، بحيث لا يضيع مني مجرد وقت لمتابعة عناوين الرسائل في صندوق الوارد. لأنه كما لايجد وقتاً لمتابعة حتى بعض من ردودي عليه؛ فأنا لست على استعداد لإضاعة أي وقت في متابعة رسائله، و ذلك مع الاحتفاظ بكامل الود و الاحترام لشخص الصديق المعني.

21 يناير 2010

الدورات و المنح التدريبية

عندي إعتقاد، و لا أدري إن كنتم تشاركونني إياه، أن الدورات التعليمية و التدريبية التي تهتم بمجالات متسعة المجال مثل البرمجة و الحاسب خصوصاً، لا يمكنها أن تقدم للمتدرب كل النقاط أو المناحي التفصيلية التي تمكنه من مزاولة مهنة معينة يختص بها مجال الدورة أو المنحة التي التحق من أجلها المتدرب.

الاعتقاد الراسخ لدي أن مثل هذه الدورات و التدريبات في حال تحقيقها قدراً معتبراً من النجاح؛ فهي فقط تنير الدرب و توضح معالم الطريق للمتدرب حتى يعلم ماذا يريد أن يتعلم بالضبط و كيف يمكنه ذلك. بمعنى آخر أنها تتيح القول المأثور " السؤال هو نصف العلم، و الإجابة هي النصف الآخر ". الحقيقة هي إن استطاع الفرد المتدرب تكوين مجموعة من الأسئلة المفيدة ذات المغزى حول موضوع تدريبه؛ لكان ذلك بمثابة إنجاز ضخم يماثل وضع حجر الأساس و ما تبقى سوف يكون مسألة وقت و مثابرة.

CIWتذكرت هذا الأمر في خلال حديث ودي مع صديق عن الدورات التي يجب أن ينضم إليها و يدرس من خلالها لكي يطور مهاراته في الحاسب الآلي و البرمجة، و تذكرت تجربتي مع دورات IBM و وزارة الاتصالات و التي كانت في وقتها منحة دراسية موجهة إلى شباب الخريجين، و التي كانت تهدف إلى منح المتدرب في النهاية شهادات معتمدة و معترف بها عالميا من قبيل CIW. عند انتهائي من هذه الدورة أكاد أن أجزم بأن معلوماتي حول تطوير تطبيقات الويب كانت ضحلة إلى بعيد، و لكني اكتسبت ما أوردته سابقاً، و هو السؤال عما يجب أن أعلمه و كيفية الوصول إليه، و بالفعل بالمزيد من المثابرة و التعلم الذاتي، قد تحسن الوضع بشكل كبير نسبياً.

عشرون مهارة تجعلك محبوباً

المحتوى الأصلي لهذا الموضوع وصلني عبر البريد الأليكتروني و هو مقتبس من منتديات عودة و دعوة، و قد قمت بتنقيح و تعديل بعضه

قد لا نبالغ إذ نقول أن كون الفرد محبوباً و مقبولاً من المحيطين به قد يعتبر أحد الكنوز الثمينة التي يتمناها أي إنسان عاقل ذو خبرة و حكمة في مقتضيات الحياة، و لكن في كافة الأحوال فمن الصعب أو المستحيل محاولة إرضاء الجميع و ذلك لاختلاف مشارب الناس و ميولهم، و رأيت أنه من المناسب أن أقوم بعرض هذه القائمة بالمهارات العشرين التي قد تجعل منك محبوباً على وجه العموم و هي كما يلي:-

1- إبدأ الآخرين بالسلام والتحية ففي السلام تهيئة وتطمين للطرف الآخر.
2- ابتسم فالابتسامة مفعولها سحري وفيها استمالة للقلوب.
3- إظهر الاهتمام والتقدير للطرف الآخر وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك .
4- شارك الناس في أفراحهم و أتراحهم.
5- اقض حاجات الآخرين تصل إلى قلوبهم فالنفوس تميل إلى من يقضي حاجاتها.
6- عليك بالعفو عن الزلات وتغليب نفسية التسامح.
7- تفقد الغائب والسؤال عنه ضمان لكسب الود واستجذاب القلوب.
8- لا تبخل بالهدية ولو قلّ سعرها فقيمتها معنوية أكثر من مادية.
9- اظهر الحب وصرّح به فكلمات الود تأسر القلوب.
10- تفنن في تقديم النصيحة ولا تجعلها فضيحة.
11- حدث الآخرين بمجال اهتمامهم فالفرد يميل إلى من يحاوره في مدار اهتمام.
12- كن ايجابياً متفائلاً وابعث البشرى لمن حولك .
13- امدح الآخرين إذا أحسنوا فالمدح أثره في النفس ولكن لا تبالغ.
14- انتقِ كلماتك ترتفع مكانتك فالكلمة الحسنه خير وسيلة لاستمالة القلوب.
15- تواضع فالناس تنفر ممن يستعلي عليهم.
16- تجنب تصيُّد عيوب الآخرين وانشغل بإصلاح عيوبك.
17_تعلم فن الإنصات فالناس تحب من يصغي لها.
18- وسع دائرة معارفك واكسب في كل يوم صديق.
19- اسع لتنويع تخصصاتك واهتماماتك؛ تتسع دائرة معارفك وصداقاتك.
20- لا تنتظر رد المعروف أو مقابل له.

13 يناير 2010

سياسة الحزب الوطني و نائب القمار

منذ فترة طرحت على المدونة استبيان رأي بخصوص سياسة الحزب الوطني، و الذي كان محوره ينصب حول الدافع الذي يحفز مواطن مصري صاحب أهلية و تمييز لكي يطبل و يهلل لذلك الحزب و فلوتته. كان من الواضح أن هذا الاستبيان من النوعية الموجهة التي تهدف لاستطلاع حقيقة واحدة، و هي تتمحور حول اعتقاد المشارك بأن مصر أو ما يمت لها بصلة يصلح لأن يستفاد منه أو يكون له عائد في ظل هذه الحكومة المتخبطة و تلك السياسات العرجاء.

للأسف الشديد؛ فقد جاءت نتيجة الاستبيان النهائية مخيبة لتوقعاتي و آمالي، و تنم - على حسب اعتقادي الشخصي - عن خطر داهم في أسلوب تعاطي المشاركين و انطباعاتهم عن الحزب الوطني و سياساته هو و حكومته.

الاستفتاء يطرح ثلاثة خيارات قد تكون دافعاً للتهليل و التطبيل لا رابع لهم، و هي المنصب و النفوذ داخل الحزب او الحكومة، و الحمد لله فقد حقق هذا الخيار أقل نسبة تصويت و هي 30% من مجموع المصوتين. قد خدع المال الوفير الكثيرين حين كانت الأغلبية توافق على الحصول على مبلغ مالي قد يصل إلى عشرة مليون جنيه و الذي شكلت نسبته 36%. الذي جعلني آسفاً هو فشل الخيار الأخير في تحقيق الأغلبية و قد اقتصر فقط على 32% من المصوتيين أيدوا فرصة الهجرة المؤكدة خارج مصر لأي بلد حسب الرغبة.

نرجع إلى وجهة نظري الشخصية، و التي كانت تتبنى فكرة الهجرة أي الخيار الثالث و الأخير، و التي أعتقد أنها أنسب خيار لأي شخص يرغب في النجاة من تخبط و عبث هذه الحكومة و تكون دافع له للتهليل و التطبيل لها رغماً عن بوار تصرفاتها و فسادها في أغلب الأمور. يرجع ذلك إلى أن منصب قيادي في سفينة تغرق - أو غرقت بالفعل - أمر لا يمكن أن يقبله عقل أو أن يمثل ثمناً يمكن قبوله لكي تدفع المجني عليه لتحية الجاني. أما المبلغ المالي الكبير، فماذا سوف يحقق حال حدوث انهيار شامل للاقتصاد و ارتفاع نسب التضخم لمقاييس خيالية، فيجوز أن يتحول العشرة مليون جنيه إلى مجرد عشرة مليون ليرة إيطالي مثلاً أو أدنى من ذلك.

من جانبي اعتقدت أن الهروب الكبير من هذه المعضلة، قد يمثل الحل الأمثل، و قد يكون هو الدافع المثالي للمهللين و المطبلين، عند ذلك فقط قد يستطيع الفرد أن يجد بيئة أفضل للعيش بتطور و رخاء دون استنذاف مثل هذه الحكومة لمقدراته و قدراته. بناءاً على ذلك فقد أثارت إعجابي الشديد، بالرغم عن سوء تصرفه و الذي يعتبر قطرة في محيط فساد حزبه و سياساته، القضية التي طرحتها صحيفة المصري اليوم حول نائب القمار، و الذي يعد واحداً من نواب الحزب الوطني داخل البرلمان. الذي أعجبني هو حمله لجواز سفر دولة أجنبية - غينيا - مما اعتبرته دليلاً و بمثابة شهد شاهد من أهلها على نجاعة و فلاح خيار الهجرة الذي طرح في الاستبيان حتى و لو كان ذلك المهرب هو دولة متواضعة الحال مثل غينيا!

10 يناير 2010

24 عاماً على سليمان خاطر

الشهيد سليمان خاطر منذ 24 عاماً بالتمام و الكمال، و تحديداً يوم 7 يناير 1986 استشهد جندي الأمن المركزي سليمان محمد عبدالحميد خاطر، الشرقاوي بن قرية أكياد التابعة لمركز فاقوس محافظة الشرقية نتيجة لما ترتب على آدائه واجبه نحو حماية الوطن و سلامة حدوده بتفانِ و إخلاص.

ترجع بداية أحداث ملحمته، إلى يوم 25 أكتوبر عام 1985، أي قبل ذكرى ملحمة العبور الثانية عشر و كأن تلك الدولة الأجنبية تأبى علينا الاحتفال بأيام المجد و الفخار دون أن تمعن في أن تثبت لنا العكس، عندما قام رعايا دولة أجنبية بإختراق النقطة الحدودية التي كان ساهراً على حراستها، و بالتحديد في منطقة رأس برقة في جنوب سيناء، و رغم اصداره التحذيرات المعمول بها في مثل هذه الظروف إليهم بالرجوع و العودة، إلا أنهم تمادوا و توغلوا إلى داخل حدود الوطن، و ما كان منه إلا تنفيذ التعليمات و قام بإطلاق نيران سلاحه صوبهم تنفيذاً للتعليمات و دفاعاً عن حدود الوطن، و سلامة أراضيه.

ما كان من السلطات المعنية و قتها إلا أن حولت الجندي إلى محاكمة عسكرية، و بالرغم من حالة التعاطف الشعبي مع هذا البطل و التظاهرات التي خرجت تأييداً له و لموقفه البطولي؛ فلم يشفع تأديته لواجبه أو شفاعة الشافعين له، من أن يحكم عليه بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً، مع محاولات إعلامية وقتها، بتشويه سمعته و التقليل من قيمة عمله، بوصفه بأنه مختل عقلياً او مريضاً نفسياً!

في اليوم التاسع لحبسه و الذي يوافق اليوم السابع من عام 1986 أعلن أن المجند سليمان خاطر انتحر شنقاً في محبسه. تلك الرواية التي يضيف، رفض السلطات طلب ذوي المجند تشريح جثمانه، علامات تعجب كبيرة و معاول نقض ثقيلة حول صحتها و مدى صدقها. أرجو ألا ننسى هذا الشهيد و التي تمثل محاكمته و سجنه و حتى وفاته سواءاً بصدق الرواية الرسمية أو عدمها، صفعة ملطخة بالعار على جبين الكرامة الوطنية و منجزاتها الأبية.

بحث عن إدمان الإنترنت 2

في موضوع سابق تحت عنوان بحث عن إدمان الإنترنت 1 قد أوردنا الجزء الأول من بحث حول موضوع الإنترنت و إدمانه، و إليكم الآن تكملة هذا البحث فيما يلي:

4: أسباب إدمان الإنترنت سنتناول في هذا الجزء النظريات والفرضيات التي تعزي إصابة شخص ما ووقوعه في إدمان الإنترنت من خلال النظر إلى أسباب الإدمان عموماً، وذلك بناء على ما ورد في الجزء السابق من البحث.

  1. السيكوديناميكية و المواصفات الشخصية

    هذه الفرضية تعزي الإدمان وترجعه الى الصدمات في مراحل الطفولة المبكرة و العلاقة بسمات شخصية معينة والاختلالات الأخرى بالإضافة إلى الصفات النفسية الوراثية[6]. النموذج النزعوي أو النموذج الإجهادي للإدمان ربما يساعد في فهم إدمان الإنترنت. أشخاص معينين، كنتيجة للعديد من العوامل، يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لإدمان شيء ما، على سبيل المثال إدمان الكحوليات أو الهروين أو المقامرة أو ممارسة الجنس أو إدمان الشراء أو إدمان استخدام خدمات الإنترنت. يجب ملاحظة أن هؤلاء ربما يقضون حياتهم طبيعيين دون التعرض لإدمان أي شيء. لكن ومن ناحية أخرى، في حال تعرض هؤلاء الى نوع ملائم من الضغوط أو تشكيلة من الضغوط، حيث يكون ذلك التعرض للضغوط يكون في فترة أو وقت حرج من فترات حياتهم؛ فعندئذ يكون الفرد أكثر عرضة أو ميول للوقوع تحت وطأة الإدمان. على سبيل المثال، في حال كون شخص ما يشرب الكحوليات، ولو حتى بصفة عرضية وليس دوماً، ولكنه استمر وحافظ على زيادة استهلاكه أو تعاطيه للمشروبات الكحولية؛ فإنه ربما يكون قد حدثت له حالة من الاعتماد على الكحوليات أي إدمان عليها. بالقياس على ما سبق، فإن ما سبق عن الكحوليات يمكن أن يعتبر ويطبق على إدمان الإنترنت. حال توفر المجموعة المناسبة من الشخص و الوقت و الأحداث؛ عندها ممكن أن يحدث إدمان. الفكرة انه ليس فقط الممارسات هي المهمة لحدوث الإدمان ولكنه الشخص الذي يمثل العامل الفصل في المعادلة.

  2. مفهوم الثقافة الاجتماعية

    يمكن تفسير أسباب وقوع شخص تحت وطأة الإدمان من منظور الثقافة الاجتماعية. الإدمان يتنوع حسب النوع (ذكر أو أنثى) و العمر و الحالة الاقتصادية و الوضع العرقي و الديني و الموطن. بعض أنواع الإدمان تكون منتشرة خلال أفراد ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة. على سبيل المثال، إدمان الخمور والكحوليات يكون منتشراً خلال الطبقات الاجتماعية المتوسطة في الدخل المادي، وذلك بين السكان الأصليين و الأمريكيين من أصل أيرلندي وأيضاً الكاثوليك. البيض يكونون أكثر عرضة لتعاطي عقاقير الهلوسة ولكن يكونون أقل عرضة لتعاطي الهروين مقارنة بالسود وذوي الأصول اللاتينية[6]. حتى الآن ليست هناك بيانات كافية لتحديد كون الأشخاص الذين يدمنون الإنترنت ينتمون إلى شريحة اجتماعية معينة في أغلبهم أم لا. بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يوجد تنوع كاف بين مستخدمي الإنترنت للحكم النهائي من هذا المنظور. بزيادة تنوع مستخدمي الإنترنت وزيادة الأبحاث في هذا الصدد فإنه ربما يمكن ذلك.

  3. المفهوم السلوكي

    هذا المفهوم يرتكز على دراسات بي إف سكيننر على التشغيل المشروط. الشخص يقوم بسلوك ما، ثم يحصل إما على مكافئة أو عقاب على سلوكه. لتمثيل ذلك، نفترض أن طفلاً خجولاً جداً يخشى من مقابلة الناس الغرباء. وقتما يكون هناك فرصة للتراجع، فإنه ينطوي على نفسه ولا يلعب مع الأطفال الآخرين. هكذا فإن ذلك الطفل يتجنب الحوار و الحديث مع أي شخص غريب وبهذا فإنه يتجنب القلق الناشئ عن المقابلات الجديدة. تجنبه لهذا القلق يعد مكافئة له، ويحفزه على مواصلة هذا السلوك. هذا يعني انه مرتبط بهذا السلوك وان يحتمل ان يعود له في حال مقابلته لأشخاص غرباء مرة أخرى وذلك من خلال هروبه من المشكلة. هذا مرتبط بالإدمان وخصوصاً إدمان الإنترنت وذلك لأن المخدرات والمقامرة والكحوليات و التسوق والإنترنت تقدم مكافئات. إنها تقدم الحب و الإثارة والعاطفة و الراحة المادية والوسيلة للهروب من الواقع. لو أن الفرد شعر بأنه في حاجة الى الهروب من واقع أو انه في حاجة إلي الحب أو العاطفة أو متعة أكثر فانه سيذهب إلى الإنترنت هذا يكون إجباري بالنسبة له وهكذا يقع في دائرة إدمان الإنترنت.

  4. المفهوم الطبي

    هذا المفهوم يركز على العوامل الوراثية و الخلقية والاختلال الكيميائي في المخ والمستقبلات العصبية كمسببات للإدمان. يمكن أن يكون هناك كروموسومات معينة أو هرمونات او نقص أو زيادة في كيماويات معينة ومهمة و التي من شأنها تنظيم أنشطة في المخ وباقي الجهاز العصبي. من هذا المنظور يمكن أن يكون شخص ما عرضة للإدمان. هناك بحث يشير الى ان بعض العقاقير تملئ فراغات نقاط الاشتباك العصبيSynaptic لأعصاب المخ وتؤدي الى خداع المخ لإرسال معلومات خاطئة وهذا يعتقد انه السبب في جعل شخص أكثر عرضة لإدمان أو للارتباط بأنشطة مثل العدو وتعاطي العقاقير والمقامرة. هذا يمكن تطبيقه على الإنترنت حيث توجد من خلالها نشاطات تمثل المتعة والإثارة.

  5. المفهوم البديل

    المفاهيم و الفرضيات التي تم مناقشتها سالفاً افتقرت الى تحديد اكثر تبياناً لخصوصية الإنترنت. فيمكن ان يكون من يوصفوا بمدمني إنترنت من المستخدمين الجدد الذين يبهرون بما تقدمه الإنترنت من خدمات، ولذا فهم ينجذبون اليها في بادئ الأمر على غير هدى، إلى أن يحددوا أولوياتهم في إستخدامها وما هي مناحي الإستفادة منها. يوجد نموذج يوضح علاقة وتدرج استخدم الأفراد للإنترنت وخدماتها. هذا النموذج يراعي النشاطات وتقسيمها الى مراحل كما في الشكل التالي: نموذج جرول للاستخدام المرضي للإنترنت يوضح ذلك النموذج التدرج المنطقي من قبل شخص ما في استخدام خدمة او القيام بنشاط جديد مستخدما الإنترنت. من يوصفون بمدمني الإنترنت يبقون قابعين في المرحلة الأولى وهي مرحلة الانبهار ولا يستطيعون المرور الى المرحلتين التاليتين. المستخدم الطبيعي بعد انبهاره بنشاط معين، يبدأ في الدخول الى مرحلة الإجتناب حيث يكون هناك بعض من خيبة الأمل بناء على ما توقع من ان تقدمه له هذه الخدمة من معطيات، ولكن بمارسته لها تعرف على نقاط قصورها ومحدوديتها. ينتهي المطاف بالمستخدم الطبيعي الى الوصول الى مرحلة الاتزان والتي عندها يكون قد حدد ماذا يريد من هذا النشاط وما الذي يمكن ان يقدمه اليه فعليا وعلى هذا فيصل الى الاتزان في الاستخدام دون إفراط.[8]

5. نتائج إدمان الإنترنت بما لا يدع مجالاً للشك فإن استخدام خدمات الإنترنت قد يصل إلى درجة الإدمان، وذلك بالرغم ممن يشككون في ذلك. فكأي نوع من اإدمان يوثر عل وضعية المدمن السلوكيو واليكم بعض من الروايات عن أناس وقعوا فريسة لإدمان الإنترنت.

قد وصل الحد بامرأة آلي حد الطلاق وذلك بسبب إهمالها مستلزمات بيتها وعيشة أطفالها من جراء قضائها الوقت مديدة على الإنترنت بدون شعور بالمتغيرات من حولها.

أيضا يمكن لإدمان الانترنت في يسبب مشاكل صحية وذلك ما ورد عن تعريف وتعرف الدكتورة سبيكة يوسف الخليفي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة قطر إدمان الانترنت بأنه إستغراق الإنسان لكل او معظم وقته في التعامل مع الانترنت بحيث ينسى القيام بواجباته وأمور حياته العادية ويصبح هاجساً بالنسبة له أينما كان ولايستطيع الإستغناء عنه، وقد أعزت السبب الرئيسي له إلى أنه شغف بهذا الشيء الجديد «الانترنت» وهو مماثل تماماً لشغف البعض ركوب السيارات او القيام بالرحلات بشكل مستمر وبالتالي تصبح العملية مبرمجة ولكن بطريقة عشوائية وبلا حدود فيما أفترضت أن يكون هناك أسباب أخرى لهذا الإدمان مثل ان يعاني الشخص من مشكلات نفسية او عاطفية مما يدفع به الى الدخول على الانترنت بهذه التسلية والإمتاع والراحة دون ان يتعب ذهنه بالتفكير لأنه يكون مجرد متلقي صامت دون تركيز او معالجة، كما ذكرت انه لمعرفة ما إذا كان الشخص مدمنا ً فلا بد من قياس عدد ساعات جلوسه على الانترنت فكلما زاد عدد الساعات أمكن القول بأنه مدمن، وأوضحت أن إدمان الانترنت يؤدي الى مشاكل صحية أكيدة مثل التلفزيون تماماً، فهناك أشخاص أصيبوا من جرائه بآلام في العظام والظهر والرقبة وتعرضوا إلى التهاب العينين إضافة إلى السمنة.[7]

وقد أشار الدكتور عبد المنعم محمود عبدالحكم المستشار النفسي بمؤسسة حمد الطبية الى ان الدخول على الإنترنت له أهداف مختلفة ومتعددة فهناك من يبحث من خلاله عن معلومة وهناك من يبحث عن إثارة وهناك من يبحث عن استثمار- إلخ من الأغراض المتنوعة، فهو عرضة للاستخدام من قبل مختلف الشخصيات بتعدد سماتهم لكن المدمن هو من يقع أسيراً له، فإدمان الإنترنت من وجهة نظر الدكتور هو الاستعمال الخاطئ والغير مبرر في بعض الأحيان وأكد أن أغلب مدمني الانترنت يفقدون القدرة على التواصل الإنساني المواجه ويعانون من خجل وخلل في الشخصية مما يدفعهم الى الإدمان على الإنترنت لتلبية تلك الرغبات، أما عن تأثير الإدمان على فعالية الشخص في المجتمع فيرى الدكتور أنه إذا خدم العمل الذي يقوم به صاحبه مثل الدراسة أو الاستثمار فلا شك أنه سيكون مفيداً ولكن إذا كان على حساب أدائه لأعماله فإنه سيؤثر سلباً على حياته الوظيفية وفقدانه للمهارات الاجتماعية مثل القدرة على التواصل مع الآخرين من حوله لأن جهاز الكمبيوتر مهما حقق له من رغبات يبقى آلة جامدة تعجز عن التعبير وبالتالي تتحول العملية الى نوع من الميكانيكية في التعبير عن عواطفه وصعوبة استخدام حركات الوجه والإيماءات وما شابه ذلك.

نبذة عن العلاج و الوقاية من إدمان الإنترنت أكد الدكتور عثمان علي أستاذ الشريعة بجامعة قطر أن الوازع الديني له دور كبيرفي التحكم بالإرادة عند الدخول على مواقع الانترنت وأن ما يدفع الشباب على إدمانه وخاصة من الناحية السلبية هو عدم تقدير منهم بقيمة الوقت مما يجعلهم يدمنون على مواقع معينة لاسيما إذا كانت مسفة وغير أخلاقية وخاصة أنها في حالة تجرد مستمر مما ينعكس سلباً على حياتهم سواء الدراسية او المعيشية وعلى سلوكهم وعلاقاتهم لأنه حتماً ستنحصر في أصحاب هذه الأهتمامات فقط. كما يرى الدكتور ان الإنسان صاحب رسالة في الحياة يسعى الى تحقيقها لذلك يجب على كل من يستخدم الانترنت ان يعتني بوقته وألا يقع في براثن أعداء الأمة،أما إذا خدمت الفترة التي يجلسها المستخدم على الانترنت هذه القضايا الهامة فلا مانع لكن مع ضرورة إستخدامه بصورة معقولة .

لهذا وجب توفير حلول بديلة وعنها نقتبس ما ورد في مجلة جميلة الوطن القطرية "أما عن الحلول البديلة التي يمكن إتخاذها للحد ممن هذه المشكلة يؤكد الدكتور على أهمية دور الأسرة في المقام الاول من خلال التوجيه للطفل اوالشاب، والتربية الدينية والمناخ العام الذي يعيش فيه الشخص هو الذي يشكل الإطار العام لتوجهاته الى جانب دور التثقيف المدرسي لتنمية المهارات العلمية كما يجب على الدولة ان تقوم بتنويع مصادر الثقافة من خلال الإهتمام بالصحافة والكتب ووسائل الاتصال الأخرى لأن كل وسيلة تتمتع بمذاق خاص يصعب على الإنترنت وحده تلبيته."

7. الخلاصة للتعرف على إمكانية كونك مدمناًً للإنترنت من عدمه لاحظ السلوكيات التالية وهل أنت تقوم بها أو ببعضها أم لا: 1) استخدام خدمات الإنترنت يومياً دون أي انقطاع.
2) فقد الإحساس بالزمن بعد الاتصال بالإنترنت.
3) الخروج في النزهة أو المشي مع الأصدقاء يصبح قليلاً.
4) قضاء وقت اقل و اقل لتناول الغذاء في البيت او العمل والقيام بذلك أمام شاشة الحاسب.
5) انك تنفي قضائك أوقاتا كبيرة على الإنترنت.
6) الآخرين يلومونك على قضائك أوقات كبير على الإنترنت.
7) فحص صندوق بريدك الإلكتروني مرات متعددة يومياً.
8) اعتقادك في احياناً كثيرة، بأنك قد توصلت لأفضل موقع او صفحة إنترنت وتحاول إعطاء عنوانها لكل من تعرفه.
9) تقوم بالولوج على الإنترنت في حال كونك مشغولاً بعملٍ كثير.
10) تدخل سراً على الإنترنت في حال عدم تواجد أفراد الأسرة وذلك يشعرك بالارتياح.

إذا كان الأمر كذلك؛ فعليك فوراً استشارة إحصائي نفسي، للخروج من هذه الحالة، فأنت عندئذ تكون مدمن إنترنت او على الأغلب تكون كذلك.

المراجع
[1] Internet Fundamentals CIW Foundations/i-Net+ Series Vol. [1-2], 2000
[2] Jennifer Ferris, 1996, psychology Virginia Tech jferris@vt.edu
[3] Egger & Rauterberg, 1996
[4] 1985؛ In Freeman,1992
[5] Young, 1996
[6] Sue, 1994
[7] سبيكة يوسف الخليفي، أستاذ علم النفس التربوي جامعة قطر، موقع جميلة الوطن
[8] John M. Grohol,Psy.D., 1999

07 يناير 2010

خواطر حول الجدار

أغنية تركية

أولاُ و قبل كل شيء؛ فمن حق أي كيان بما في ذلك الدول و الجمهوريات و حتى الإقطاعيات من تعيين و حماية حدودها. من هذا المنطلق لا يمكن لوم مصر أو حكومة مصر أو أي شيء في مصر على إقامة جدار على حدودها و بالذات تلك الحدود الشرقية التي دوماً تصيب منها مصر و أي شيء في مصر المصائب و الوخيم من الأمور. السؤال هو، لما لم يبدأ بناء هذا الجدار ابتداءاً من الجزء الجنوبي من حدود مصر الشرقية، أي انطلاقاً من محاذات أم الرشراش - إيلات حالياً - وصولاً حتى الشمال مع رفح؟!

ثانياً الأخوة الفلسطينيين يجهدون أنفسهم بانتقاد هذا الجدار، و بالأصالة عن نفسي و عن كافة المصريين الذين يعلمون كيف تسير الأمور في مصر و خصوصاً أمور المقاولات، أنه و بالتأكيد فإن ذلك الصلب المكون لهذا الجدار سوف يكون مغشوشاً أو بالعامية - مضروباً - إضافة إلى ذلك - تهليب - أو غش المقاول الذي لن يجتهد في شيء سوى في ضبط أموره مع اللجنة التي سوف تستلم منه الجدار، و بالتأكيد لن يكون مطابق للمواصفات من حيث الأبعاد و السماكة و ما شابه. هذا كله يصب في اتجاه أن ذلك الجدار سوف ينهار من تلقاء نفسه قبل مرور عام على اكتماله، و الأهم من ذلك أنه سوف يكون سهل الفتح أو النقب.

من الأشياء التي تثير إعجابي بإخواننا الفلسطينيين، هي قدرتهم الفذة و عبقريتهم المتناهية في حفر الأنفاق. بالرغم من أعداد الأنفاق التي تتحدث عنها الجهات الرسمية؛ إلا أننا لم نرى مشهد يشابه مشهد إنهيار النفق في فيلم الهروب الكبير، كالذي حدثت أشباهه في القاهرة نتيجة لحفر مترو الأنفاق!

أخيراً أترككم مع تلك الأغنية التركية المفعمة بالشجن. بصراحة شديدة لا أعرف معانيها، و لكن على ما يبدو سمعت فيها شيء شبيه بكلمة وعد و مكتوب، كما أعتقد أنها تناسب ذلك الوضع المؤسف على حدود مصر الشرقية.

05 يناير 2010

كل عام و أنتم بخير

عام جديد يأتي و عام قديم فات و كل عام و أنتم بخير و إلى رقي و ازدهار قادمين متقدمين. هذه تهنئة رأيت أنه من المناسب أن أستهل بها موضوعات عام 2010 على هذه المدونة، في الوقت الذي يبدو لي و أني أعاني جفافاً كتابياً و تعبيرياً؛ و ذلك بالرغم عن غزارة الموضوعات و أوجه القصور التي نلاقيها يومياً.

عادة أقوم بالكتابة هنا عندما يستفزني أمر ما أو يثير إعجابي أمر آخر، و عندها إما أتناول ذلك الموضوع من وجهة نظري الخاصة، أو حتى أقوم باقتباسه مع تعليق بسيط. الذي يدفعني إلى وصف حالتي الآن بالجفاف الكتابي، هو وجود العديد و الغزير من مثل هذه الدوافع و المحفزات، دون أن أقوم بكتابة أي موضوع جديد!

على كل حال يكفي الآن أن أقوم بمثل هذه التهنئة البسيطة و المباشرة بمناسبة حلول العام الجديد، و على أمل أن يفتح نهر الحروف علي و أقوم بري هذه الموضوعات اشباعاً لرغبتي في عرض أفكاري و وجهات نظري.