خدمات

منطقة إعلانية للإيجار
 
لتوجيه أي اقتراح او تعليق عام على المدونة او محتواها؛ يسرني تلقيه من خلال هذا الرابط

خدمة جديدة. الدردشة مقدمة من المدونة لقرائها الأعزاء. إضغط هنا للدخول، و لا تنسى أن تواعد أصدقائك على دردشة المدونة.

عرض فاتورة التليفون من الشركة المصرية للاتصالات. يمكنكم عرض الفاتورة من هنا.


‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شخصية. إظهار كافة الرسائل

25 أغسطس 2009

مسجد مكيف الهواء

بالأمس و انا ذاهب في طريقي إلى مسجد السلام في كفرصقر بغرض صلاة العشاء و القيام، قابلت صديقاً متجهاً في اتجاه آخر غير مسجد السلام، و بسؤاله إلى أين سوف يذهب أخبرني أنه ذاهب ليصلي في مسجد آخر، و شجعني للذهاب معه إلى ذلك المسجد بقوله أنه مكيف الهواء!

حيث أني من الأشخاص الذي يتعرقون بشدة في الجو الحار، و حرصاً مني على خوض تجربة الصلاة في المسجد دون عرق؛ استجبت لدعوته بشكل مباشر و غيرت اتجاهي صوب المسجد المكيف الهواء. كانت بالفعل تجربة ثرية و ممتعة حيث صليت العشاء و القيام في أجواء رمضان الشتوي، حيث كنت مقارباً لجهاز التكييف الوحيد في هذا المسجد الصغير لدرجة اشعرت نصف جسدي بالبرودة. إضافة لذلك و في خطوة لم أشاهدها من قبل، قام أحد فاعلي الخير بتوزيع أكياس عصير باردة في منتصف صلاة القيام.

اليوم و بعد علمي وجود مسجد آخر مكيف في كفرصقر و تحديداً في حي النهضة؛ كان علي رد الجميل لصديقي هذا، و اتصلت به بعد الافطار و اتفقنا أن نتقابل في ذلك المسجد، و الذي تميز بوجود عدد أكبر من أجهزة التكييف و توزيع ممتاز للهواء البارد في أرجاء المسجد، و لكن دون عصير!

حقيقة الأمر؛ فإن الصلاة في مسجد مكيف الهواء في مثل هذه الأوقات من العام و التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة و الرطوبة النسبية، تعد نعمة عظيمة و شيء يوجب الدعاء و الثناء لمن قاموا على تنفيذه في هذه المساجد و لا يمكن أن نضيف سوى أن نقول لهم بظاهر الغيب، و أنا لا أعرف شخصياتهم، جزاهم الله خيراً.

23 أغسطس 2009

صوم رمضان و المادة

أول يوم من صوم شهر رمضان الكريم لابد وأن يترك أثر و يعلم درس. الدرس الذي أتلقاه كل عام مع أول يوم صوم هو كيف أن ترقى بنفسك فوق مستوى المادة و الانغماس في الاحتياجات المادية. قبل أذان فجر يوم الصيام الأول و انا كالعادة استعد للصيام بتناول كميات وفيرة من المياه؛ حيث أن الصوم يأتي هذا العام في أجواء حارة تتطلب بعض الاستعداد بالمباه.

بعد الفجر و عند دخولي إلى الفراش تذكرت طبق حلويات، و رائحة الخبز المسخن؛ حيث جرت العادة عندما أسهر و قبل نومي أن أتناول بعضاً من الطعام، و قد كسرت هذه العادة اليوم و نمت دون طعام أو تدخين و ما شابه. هذا الأمر الذي اعتبره بمثابة تقوية و ارتقاء للإنسان ليعلوا فوق غرائزه المادية، و أن يثبت لنفسه أنه أقوى بقدر ما من المادة.

ما تبقى هو وجوب تسخير و تعظيم نتائج هذا الدرس الصيامي؛ لنصل إلى مبتغى الصيام الأساسي و هو التقوى و صدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "

14 أغسطس 2009

عمر سعيد بكر

عمر سعيد بكرإنه في يوم الثلاثاء 11 أغسطس 2009 رزقني الله بمولود و قد سميته عمر. تمت عملية الولادة في مستشفى التيسير بالزقازيق حوالي الساعة الثانية ظهر ذلك اليوم. جائت تسمية عمر على نقيض الآراء المطروحة من خلال الاستبيان الموجود على المدونة، حيث أن كريمتنا كنزي قد أصرت على عمر و ذلك رغماً عن كافة محاولاتي في اقناعها بأن اسم بكر أفضل من عمر. على كل حال الخيرة فيما اختاره الله، و سوف أتوجه يوم السبت الموافق 15 أغسطس 2009 إلى مكتب صحة كفرصقر لتسجيل المولود الجديد إن شاء الله.

الوثائق اللازم توفرها عند تسجيل المولود

يجب توفر صورتين من بطاقة الرقم القومي للأب و مثلهما للأم، و كذا صورتين من قسيمة الزواج و التقرير الطبي من المستشفى، و في بعض الأحيان يطلبون ضرورة مناظرة او حضور المولود! يفضل عند احضار المولود أن يكون في أيام التطعيمات المحددة اسبوعياً، و في مكتب صحة كفرصقر يحددون يومي الثلاثاء و السبت من كل أسبوع، حيث يتم أخذ عينة دم من المولود بغرض تحليلها و استخراج كراسة التطعيمات و المتابعة الخاصة به.

10 أغسطس 2009

هرطقة شركات الإنترنت

هرطقة عن الإنترنت
يبدو أن الهرطقة سادت و انتشرت في مصر، و لم تقتصر فقط على هرطقة وزارة الري. وصل إلي اليوم و بشكل مؤكد أن شركات تقديم خدمة الإنترنت في مصر تنوي تحديد سقف كمية البيانات المسموح تنزيلها إلى حد 25 جيجا بايت و ذلك لمشتركي سرعات 512 كيلوبت و سوف يرتفع ذلك السقف بازدياد سرعة المشترك. تم التأكد من نية تطبيق هذا الحد من خلال برنامج تسعين دقيقة على قناة المحور الفضائية، حيث استضاف الاعلامي معتز الدمرداش السيد احمد أسامة العضو المنتدب لشركة تي إي داتا؛ حيث هرطق الأخير هرطقةً يحير لها الحمقى قبل العقلاء، و ذلك في مجمل تناوله قضية ذلك التحديد حيث أني لا أجد لكلامه سوى أنه مجرد استخفاف بالعقول و لا يعدو إلا هرطقة في عالم الاتصالات و الإنترنت.

جاء على لسان السيد هِرطيق الإنترنت، أن سقف 25 جيجابايت كاف تماماً لمن يستخدم الإنترنت بغرض التصفح و فحص البريد الأليكتروني و تنصيب تحديثات نظام التشغيل حيث أن ذلك يومياً لا يستهلك أكثر من 100 ميجابايت! هل يريد هؤلاء الهراطقة أن يخرجوا مصر من عصر ويب 2 Web 2.0 المعتمد على المواقع التفاعلية و الغنية بمحتواها من الوسائط السمعية و البصرية. ألا يعقل أو يحسب أولئك كم يحتاج من يشاهد 10 أو 15 فيلم على موقع مثل Youtube؟!

لمز الباطل بالحق جاء واضحاً عندما غالط و ادعى أن ذلك التحجيم يأتي لمواجهة ما افتراه كذباً و ادعى مصطلح الشبكات غير الشرعية، و التي تؤثر على جودة الشبكة لما أسماهم الأعضاء الشرعيين. ماذا يقول سيادته للشركات و البنوك و الجامعات؟! هل يريد و للمرة الثانية أن يخرج مصر من عصر الشبكات؟!، و هل تناسى سعادته أن المشاركة في الموارد هي من أساسيات و فوائد الشبكات و هي الأصل الذي جعل للشبكات فائدة أساساً، و على أي أساس أقر و أحد شرعية الشبكات من عدمها؟ أعتقد أنه من أساسيات الحرية الشخصية أن يحدد الأشخاص الوسائل و الطرق التي يتصلون و يتواصلون من خلالها دون أن يحدد لهم أياً من كان وسيلة ذلك الاتصال و التواصل، ما دام ذلك غير مخالفاً لشرع، و أن شبكات الحاسب بين الجيران و الأصدقاء ليست استثناءاً من هذا.

إنهم يسرقون ليلاً و نهاراً و يطالبون بالعدلتمادى سيادته هرطقةً، يبدو أن الهرطقة أصبحت كنز النشوة هذه الأيام، إذ ذكر سياسة الاستخدام العادل و أدمجها مع مغالطة الشبكات غير الشرعية، و إليه أقول و لكم أطلب، فقط اذهبوا و وزورا موقع إحدى شركات الاستضافة العالمية في بلاد الناس العقلاء مثل Hostmonster لتعلموا أنهم يقدمون خطط استضافة لمواقع غير محدودة السعة التخزينية و غير محدودة في كمية البيانات المارة Bandwidth و ذلك كله بحوالي 7 دولارات شهرياً، يعني هذا لو فرضنا أن الدولار أصبحت قيمته 6 جنيهات مصرية؛ فإن الشهر الواحد يكلف في تلك البلاد 42 جنيهاً مصرياً. نحن نتكلم هنا عن شركة استضافة تشغل أجهزة خوادم في منطقة العمود الفقري للإنترنت The backbone of the Internet، مما يعني عرض حزمة عريض و لا يقارن بهراء الـ 512 كيلوبايت او 1 ميجابايت التي نعبث حولها في مصر المفترسة من قبل هرطقة المتهرطقين. يوضح ذلك أن السياسة الحالية دون تطبيق ذلك الحد الشئوم لا يعدوا كونه سياسة استخدام ظالمة لكافة المستخدمين، و أن تطبيقه سوف يوغلها ظلماً لتصبح جائرة.

هل سوف تنطبق سياسة الاستخدام العوجاء هذه على السيد جمال مبارك أثناء حضوره ندوة شارك التي سوف يقيمها من خلال فيديو تفاعلي على موقع ويب؟! و إن حدث ذلك، فكيف سيتمكن الرجل من مناقشة جماهير الشباب و المصريين الذين يودون الحوار معه؟! هل مؤتمرات الفيديو التي تستخدمها الوزارات سوف ينطبق عليها هذا العبث؟ الإجابة لكافة التساؤلات السابقة هي النفي بالطبع، و عليه فإن تلك السياسة المزعومة سياسة غير دستورية لأنها تفرق بين حقوق و واجبات المواطنين.

وقفة في المنصورة احتجاجاً على تحديد الإنترنتإلى الفلوتة " الحكومة " المسئولة عن جهاز تنظيم الاتصالات و التي أوعزت إليه و دفعته لاتخاذ مثل هذه الخطوة الرعناء أقول: " كفى عبثاً مع المصريين و استنزافهم و التضييق عليهم؛ لقد أوشك الكيل أن يفيض... لقد أوشك الكيل أن يفيض... انتبهوا إن النار تبدأ من مستصغر الشرر، فما بالكم إن ذلك ليس بمستصغر، و متابعة وقفة هؤلاء الشباب في الشارع قد تحمل رسالة لأي عاقل!"

تحنيك المولود

تحنيك المولود هو إدخال مادة سكرية ممضوغة جيداً كالتمر إلى فم المولود فور ولادته و تدليكها في سقف فمه. التحنيك سنة نبوية مشرفة فقد ورد ما يلي:

أن أسماء بنت أبى بكر حين حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت: «فخرجت وأنا متم (أى أكملت الشهر التاسع من الحمل)، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدت بقباء، ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فوضعته فى حجره، ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل فى فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له، فبرك عليه، وكان أول مولود وُلد فى الإسلام، ففرحوا به فرحًا شديدًا، لأنهم قيل لهم: «إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم». المصدر: موقع إسلام ويب

إن تحنيك المولود ينطوي على فوائد هامة منها إمداده بكميات سكر جلوكوز يكون في حاجة ماسة إليها لتنشيط العضلات، و كذا تحفيذ القناة الهضمية و تنبيهها. تجربتي الشخصية مع التحنيك، كانت مع مولودي الأول " كنزي " حيث قلمت أظافري و غسلت يدي جيداً بالماء و الصابون و تمضمضت بمحلول ماء أكسجين H2O2 فوق أكسيد الهيدروجين، و من ثم مضغت تمرة جافة جيداً في فمي ثم وضعت مقدار منها على سبابتي و أدخلتها داخل فم المولودة و مسحت في سقف حنكها بهذه العجينة، و قد لاحظت أثنائها شدة تعلق المولودة بالأصبع و مصها إياه مصاً شديداً! الحمد لله لم يحدث لها أعراض الصفراء و ما شابه.

09 أغسطس 2009

الدور و المهمة

لا شك أن دور الفرد في المجتمع أو الوسط الذي يتعاطى معه يشكل اللبنة الأساسية في إتمام حركة و نمو ذلك الوسط بشكل صحيح متعاف. يمكن تعميم ذلك لأبعاد أوسع للتتعدى العلاقات الاجتماعية المجرة لتصل إلى علاقات أكثر خصوصية من قبيل نظم الإدارة و تسيير الأعمال في المؤسسات و ما على شاكلتها.

كنت في زيارة لأحد الأصدقاء، حيث يقيم في كفرصقر، يعمل بإحدى المؤسسات الإقتصادية في مدينة المنصورة و أثناء تجاذبنا أطراف الحديث، تطرق إلى حكايته من الماضي و الحاضر حول مشاكل و صعوبات العمل التي يواجهها بصفة متكررة. حكى لي عن مديره السابق الذي اضطهده و غبنه حقه في التقارير السنوية؛ رغماً عما وصفه بإدائه المتميز و اجتهاده، كما أورد عن مواقف حرجة تعرض لها بسبب إهمال الساعي المسئول عن نقل المراسلات ، و عرج نحو ذكر بعضاً من ضغوط العمل المتزايدة و بشكل خرافي على عاتقه، و العديد من الحكايات المشابهة.

أثناء استماعي له تذكرت فحوى كلمات العالم المصري احمد زويل أثناء إحدى مرات حديثه عن اكتشافاته العلمية و جائزة نوبل التي حصل عليه، و إقراره أن تلك الاكتشافات ليست ثمرة خالصة مخلصة له وحده؛ و إنما هي نتاج عمل فريق عمل متكامل من أول رئيس مركز الأبحاث الذي جرت فيه تجارب و دراسات تلك الاكتشافات مروراً بالعلماء الآخرين و مساعديهم و انتهاءاً بعمال النظافة و ما شابههم، و أن كل عضو من هذا الفريق يعلم و بوضوح الدور و المهمة التي على عاتقه و يؤديها على أكمل وجه و بكل دقة ممكنة.

كانت هذه الفحوى هي تعليقي الوجيز على ما ذكره صديقي من مشاكل عمله، و هي باختصار فقدان الدور و المهمة؛ فلو أن الساعي على علم بالدور و المهمة التي على عاتقه و حرص على تنفيذها دون تراخ او كسل لما حدث ما ترتب عليه من احراج، و لو توفر من قادة الإدارة في مؤسسته على علم بالدور و المهمة التي على عاتقهم؛ لقاموا بتوزيع مهام و أدوار العمل بشكل منطقي و عقلاني و ما عانى صاحبي مما يعانيه من ضغوط فوق العادة في وقت يجد له زملاء آخرين لا يجدون ما يعملونه. للأسف نحن في مصر و بصفة عامة في مختلف مناحي حياتنا نفتقد إلى الدور و المهمة!

08 أغسطس 2009

كارثة شركات الأدوية

الدواء به سمٌ قاتل

أغلب شركات الأدوية العاملة في مصر، و أكرر أغلب و ليس الكل، بمنظور مجرد للأشياء ما هي إلا شركات تعبئة و تغليف، و هذا في حد ذاته ليس عيباً أو سبة. الكارثة هي الموبقات التي تقع فيها أغلب تلك الشركات في إطار تعاملها مع سلعة هامة و حيوية مثل الدواء، و ما يترتب عليه من أمن و أمان الناس في صحة و سلامة أجسادهم. خلال خبرتي، المتواضعة جداً، من العمل لدى مصنعين من مصانع الدواء في مصر؛ استخلصت أن أغلب شركات الأدوية تقع في أو ترتكب واحدة أو أكثر من الموبقات الثلاث التالية:

  1. الإهمال أو الانحراف المتعمد عن تطبيق معايير التصنيع، عموماً، و الدواء خصوصاً، بشكل صارم و حاذق مما يشكل مخاطر عن مطابقة المنتج للمواصفات السليمة و يجعله أكثر عرضة لسوء أو عدم الفاعلية. يتضمن ذلك عدم تقيد المصانع بخطط و جداول انتاج واضحة، استجلاب خامات دون المستوى، التخبط الإداري، و العديد من مثل هذه الأمور التي قد تهدد أي صناعة في جودتها و سلامتها.
  2. الغش و التدليس المتعمد سواءاً باستخدام خامات رديئة أو حتى منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى التلاعب في تركيزات المواد الفعالة أو حتى كميات المنتج النهائي، و سواءاً ذلك عن عمد أو كنتيجة لعدم تطبيق معايير التصنيع الجيد.
  3. سوء و عدم مناسبة أساليب تخزين و تداول المنتج النهائي؛ فلكم أن تتخيلوا نقل مضادات حيوية و فيتامينات خلال صيف مصر الحار و المشمس من القاهرة إلى صعيد مصر على سيارات مكشوفة و إذا تم تغطيتها فيكون بواسطة غطاء من القماش أو حتى داخل صناديق معدنية غير معزولة حراراياً، لو قدر لشخص أن يترك فيها و هي مغلقة طوال فترة الرحلة لا نعلم إن كان سوف يخرج حياً أم لا؟!
الحق يقال، فإن وزارة الصحة لا تدخر جهداً في الرقابة و التفتيش على مصانع الدواء في مصر، و لكن للأسف ذلك الجهد مآله إلى بوار، لأن أي لجنة تفتيش يكون ميعاد وصولها معلوماً من قبل و لا تعدم الشركات الوسائل لتضليل و خداع المفتشين، هذا إن افترضنا حسن النية في المفتشين و المراقبين، و عليه فإن عمليات التفتيش و في الغالب لا تحقق المراد منها بشكل مرضي.

أعتقد أنه على وزارة الصحة تفعيل وسيلة رقابية جديدة في مصانع الدواء، هذه الوسيلة أدعوها، الرقيب المقيم و هي تتلخص في وجود رقيب دائم الحضور و التواجد داخل المصنع و له حرية التجول و الاطلاع على كافة الأمور الانتاجية و ما يتعلق بها داخل المصنع في أي وقت؛ على أن تكون هذه الوظيفة اعتبارية و ليست اسمية، بمعنى أن الشخص الرقيب يجب تغييره في المصنع الواحد بشكل عشوائي ، سواءا في المكان أو الزمان، و دون علمه و يمكن تواجد أكثر من رقيب في ذات الوقت؛ على أن تكون مسئولية تغيير و تحريك هؤلاء الرقباء أو المفتشين من المسئوليات المباشرة لوزير الصحة شخصياً. أعتقد أن إضافة مثل هذه المهمة إلى عاتق وزير الصحة، لا تمثل شيئاً مهولاً أو مستحيلاً و خاصة و نحن نعيش عصر الثورة التقنية و المعلوماتية، حيث يمكن لبرنامج حاسب بسيط تعيين انتقالات و تحركات هؤلاء الرقباء بواسطة السيد الوزير.

07 أغسطس 2009

هرطقة وزارة الري

الأرز المصريوثيقة مشبوهة موجودة على موقع وزارة الري المصرية بعنوان مشكلة الأرز في مصر و لا يمكن وصفها بأبلغ من أن تكون هرطقة حول الأرز و زراعته في مصر. تخوض هذه الوثيقة في أمر الأرز المصري على بنيان من المغالطات و لا نبالغ إذ نقول ، أكاذيب باطلة، و تعتمد في هذا على استهلاك محصول الأرز من المياه للازمة للري.
صورت تلك الدعاية الباطلة نبات الأرز على أنه وحش مخيف يتحفز ليقضي على مصر و يهدد أمنها و سلامتها من خلال إهداره مياه النيل، و زعم من لفق تلك الأساطير أن العائد الاقتصادي للأرز أقل من عائد الذرة بانيا حسابه على مغالطة كبرى في حساب كلفة مياه الري و تناسى أموراً أخرى يجب حسبانها أيضاً.
قبل أن نمعن النظر حول تلك الهرطقات ونفندها؛ يجب علينا تبيان نقطة هامة حول محصول الأرز المصري، حيث يعتبر من الأشياء القليلة، في زمان عز فيه الفلاح، التي فلحت مصر في إنتاجه و توفير فوائض منه يتم تصديرها، و هذا التصدير ليس تصديراً و حسب، و إنما يشكل توفيراً لسلعة مطلوبة عالمياً نظراً لجودتها و خواصها المتميزة. لا زلت أذكر قصة حكاها لي صديق يعمل في دولة الإمارات العربية و التي كانت عن زملائه في العمل من الفلبين، و الذين يتناولون الأرز في غذائهم بصورة تكاد تشبه تناولنا الخبز في غذائنا نحن المصريين، و عند عدم عثورهم على صنف الأرز الذي كانوا معتادين عليه، و أضطروا أن يشتروا صنفاً من الأرز المصري عوضاً عنه، و بعد أن طهوه شغفوه حباً و ما انفكوا من ساعتها إلا طهياً و أكلاً للأرز المصري، و ذلك عندما يرغبون في تناول وجبة من الأرز.
نعود الآن إلى هرطقة الوزارة حول الأرز في ذلك الكتاب المشبوه، و التي تؤكد على أن الشغل الشاغل لفلوتة مصر "حكومة" هو الاحتيال على المواطن و تدليس الحقائق عليه. تتمادى الهرطقة إلى منتهاها حين وصفت زراعة الأرز بأنها فاشلة من الناحية الاقتصادية، و ذلك بالرغم من اعترافها أن حساب تكلفة زراعة الأرز مقارنة بالذرة و كذا أسعاره تعد أفضل من الذرة، و لكنها سرعان ما عالجت ذلك الاعتراف بضربة قاتلة حين بدأت بالمغالطة و أضافت تكلفة مياه الري، و التي افترضوها جزافاً بحوالي 7 آلاف متر مكعب للفدان دون أن تبين الحاجة المناظرة لفدان الذرة، و ذلك باعتبارها دراسة وافية بدأوها بخرائط كنتورية و كلام عريض حول مصلحة مصر، و الأدهى أنهم وضعوا قيمة المتر المكعب للمياه تساوي 3 جنيهات و ذلك باعتبار تكلفة تحلية مياه البحر.
لن أقوم بالتشكيك في أرقام و حسابات وزارة الري، و لو أن الفلوتة علمتنا أنها كاذبة حتى يثبت العكس، و أقول ما يلي:
  1. لما لا يقوم السادة في وزارة الري بعمل دراسة مشابهة عن حمامات السباحة الخاصة بمنازل الأعيان و الحيتان أولي الحظوة سواءاً في داخل مصر أو على السواحل الشمالية منها و الشرقية و تقول لنا كم يستهلك حمام سباحة يلهو فيه فردين أو ثلاثة من المياه سنوياً؟ و كم هي أعدادها؟ ما دامت حريصة على المصلحة العامة بهذا الشكل. أيضاً تتفضل و تخبرنا كم ينفق من موارد مياه على ملاعب الجولف الخاصة بهؤلاء و على النوافير التي لا معنى لها؟ في بلد قد قامت بوصفه على أنه محدود الموارد المائية.
    مكانة مصر في حمامات السباحة
  2. أين هو دور الوزارة في تطوير نظم الري داخل الحقول، و خاصة حقول الأرز، لحماية مياه الري من الهدر و زيادة مدخولات الري من المياه الجوفية؟
  3. مشروعات تطوير أعالي نهر النيل عند منطقة السُد جنوب السودان و التي سمعنا عنها منذ أن كنا في مراحل التعليم الأولى و التي كانت الحجة آنذاك لعدم تمامها هي الحرب الأهلية في جنوب السودان، و التي و إن تمت لزادت واردات النهر من منابعه الإستوائية. أين هي؟
  4. على المسؤلين في تلك الوزارة سؤال السادة في وزارة الصناعة، أين هي مشروعات الاستفادة من قش الأرز و سرس الأرز، و ذلك قبل أن يتمادوا و يجحدوا نعمة الله علينا في نبات الأرز. لمن لا يعرف سرس الأرز هو القشور التي تنتج من عملية نزع القشرة المحيطة بحبة الأرز و تسمى تلك العملية تبييض الأرز و تكون في المتوسط نسبة الخرج فيها 65% أرز أبيض و الباقي سرس، و بارك لنا الله في أستاذنا الدكتور حمدي الديداموني أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة الزقازيق عندما أخبرنا أن سرس الأرز يحتوي على 20% سيليكا و التي تستخدم في البلدان غزيرة الانتاج في صناعة الأسمنت Rice Ash Cement، و لن نتكلم هنا عما يسمى الحمرا و هي تلك القشور الإضافية التي تستخدم علفاً للدواجن. أعتقد أن هذه المنتجات يمكن أن تعدل من الحساب المشبوه الذي تم احتسابه لأرباح الأرز، و يمكن إضافة دور الوزير الرشيد شهبندر التجار في ألا يترك الفلاح فريسة لحيتان التصدير و أن يساهم في تأمين أفضل أسعار للأرز المصري.
يبدو أن السادة الكبار قد اختنقوا بغبار و دخان قش الأرز، و نظراً لانفلات الأمر من الحكومة – الفلوتة – و التي كانت سبب وراء تخريب الصناعات الوطنية للورق، المستهلك الأكبر للقش، و عجزها عن تدبير وسائل فعالة للاستغلال هذه النعمة؛ فقد رأت أن تحاربها بوسائل متعددة منها ما هي أشباه القوانين من قبيل تبديد مياه الري ( حيث كيف يبدد شخص شيء لم و لا يمكن أن يؤتمن عليه ) و منها ماهو بخس أسعار الأرز و ما يترتب عليه من هضم و اهدار لشقاء و عرق الفلاح، حتى ينفروا الفلاح من زراعة الأرز.
إنه من العار الشديد بل من الخزي المريع أن نجحد نعمة أنعم الله علينا بها و أن نغالط في سبيل بخس قدرها. هذا يعرف ببساطة معنى الهرطقة. أضف إلى ذلك ماذا يزرع الفلاح في ظل قلة الأيدي العاملة و انهيار زراعة القطن و شراهة الذرة للمخصبات. هل ترغب الفلوتة في تبوير أرض مصر؟ أعتقد أنه حال توفر إجابات صادقة و محايدة حول ما طرحناه من تساؤلات لن يكون هناك مصير لتلك الدراسة المشبوهة سوى مزبلة التاريخ، و ذلك باعتبارها نقطة سوداء دنسة في تاريخ الري المصري العريق. صدق الله العظيم إذ يقول " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ "

نرجوا مراجعة مقالة إقتصاديات السوق العرجاء و ذلك لوجود موضوع ارتباط بينها و بين هذه المقالة.

05 أغسطس 2009

الوقت و الكلام في مصر

كثيرة هي الأوقات الضائعة في بلادنا، و كثيرون هم الناس الذين يعيشون و لا يحتسبون للوقت أدنى حساب و لا يكترثون بدوران عقارب الساعة المستمر. توجد في مصر مجموعة من السلوكيات و الأقوال الشائعة تدل على ذلك الواقع المرير؛ فمن قبيل ذلك مقولة " تعالى نضيع وقت " أو أن يقول شخص لآخر متفقاً على ميعاد أو مقابلة " أقابلك العصر ". تظهر تلك العبارات و العمل بها مقدار غير قليل من عدم الاكتراث بقيمة الوقت و دوره الفعال في حياة و تقدم الفرد و مجتمعه فيما يشبه حالة من التجمد و اللامبالاة.

حين لا يحترم الناس الوقت و المواعيد التي يلتزمون بها، و حتى تلك الفضفاضة التي في وقت العصر مثلاً، تجد لديهم تقدير و اهتمام غريب الشأن بالكلام و بالكلام فقط دون الخوض في تفاصيل الأفعال المترتبة و اللازمة لتحويل هذا الكلام إلى موجودات حقيقة على أرض الواقع. يظهر ذلك أننا شعب " بتاع كلام " و أعتقد أن المفردة العامية " بتاع " ترجع إلى الأصل الفصيح يبتاع أي يشتري، أي أن سلعتنا و حرفتنا التي نتناولها بجد و اهتمام هي الكلام فقط، لا أكثر و لا أقل.

أعتقد أن حالة عدم تقدير الوقت و العناية به، هي من إحدى الأسباب الرئيسية لتحول أي شعب إلى شعب يبتاع الكلام و يتاجر فيه، و يقتصر فقط في حياته على الكلام الفارغ من أي مضمون أو منهج للعمل الفعال.

الدليل الدامغ على هذه المتلازمة المزمنة في سلوكياتنا، و لا أستثني نفسي كلية منها، هو قدوم عصر الهواتف المحمولة وما تحمله من شركات تقديم خدمات التجوال بالهاتف و حمله و الاتصال و التواصل مع أي من كان و أينما كان في أي مكان. إذا رجعتم معي بالذاكرة عن الأشخاص الذين كنتم تقابلونهم قبل قدوم الهاتف المحمول؛ فسألوا أنفسكم كم منهم كان يضع ساعة يد على معصمه؟ و حتى بتخصيص هذا السؤال على الفئات المتعلمة من المجتمع، فكم سوف تكون هذه النسبة؟ أما بعد هبوب رياح المحمول و الجوال، فإنك سوف تندهش من أشخاص ،قد لا يستطيعون القراءة بالإضافة إلى بساطة حالهم الشديدة و تواضع أوضاعهم المادية و تدنيها، يحملون هاتف محمول، بل و يعلمون تفاصيل عن أنواعه و طرازاته و يجيدون التحدث و الاتصال من خلاله بمهارة شديدة.

إن المقارنة بين كل من رمز الوقت و هو ساعة اليد، و رمز الكلام و هو الهاتف المحمول و وضعية كلا من الرمزين في المجتمع و من خلال تعاطي الناس معهما، يمثل دليل واضح و بين على أننا شعب يبتاع الكلام و لا يكترث بالوقت و لا يقدره. إن تغيير ذلك الوضع لن يحدث سوى بالبداية الصحيحة و هي استشعار الوقت و قيمته و عمل الحساب الكامل و الواعي له.

02 أغسطس 2009

موقع تنسيق الثانوية العامة

حظيت هذا العام بفرصة استخدام موقع تنسيق الثانوية العامة في مصر، و ذلك لقيامي بمساعدة أحد أقربائي في تسجيل رغباته. كانت تجربة جديرة بالملاحظة و ذلك حول تطبيق الموقع ذاته، و نظراً لأهمية الأمر، حيث كانت أول مرة احتك فيها شخصياً مع مكتب تنسيق القبول للكليات و المعاهد دون الحاجة للوقوف و الانتظار في طوابير أمام مكاتب التنسيق.

الخدمة و الموقع الذي يقدمها و بشكل عام تعتبر مقبولة و لكن ينقصها بعض التطوير و التعديل حتى تتحسن إلى الأفضل و ذلك من خلال الملاحظات التالية:

  1. يفتقر الموقع إلى عامل و صفة أساسية من صفات تطبيقات ويب ألا و هي عدم الاعتماد على المنصة Platform Independent ، حيث أنه من المفترض لكافة تطبيقات الويب و خصيصاً تلك المخصصة لمستخدمين في فضاء شبكة الإنترنت و ليست في شبكات محلية أو ما شابه، ألا تكون معتمدة على منصة واحدة لكي يتثنى للمستخدم التفاعل معها، و نعني بالمنصة هنا نظام التشغيل و متصفح الويب. عند محاولتي للتعامل مع الموقع من خلال متصفح فايرفوكس 3.5 لم أتمكن من اتمام الجلسة بشكل صحيح و اضطررت لاستخدام متصفح مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر 8 لاتمام العملية.
  2. حدث إغراق و بشكل غير مبرر لاستخدام تقنية أجاكس Ajax في عمليات تحميل بعض البيانات و قد يكون هذا السبب الرئيسي في عدم الاستقلالية المذكور في البند السابق، و الذي كان يتوجب مجهوداً أكبر في التطوير لتفاديه.
  3. جزئية إدراج الرغبات و تعديلها تعمل بأسلوب غير مريح؛ فعلى سبيل المثال، لو حدث خطأ و اخترت كلية أو معهد و كان ترتيبه في الاختيارات - لنقل - رقم 27 و أردت ترقيته هو و من بعده او حتى هو فقط إلى رقم 10 ، فلسوف تضطر إلى الضغط على سهم الترقية لأعلى مرات متتالية لترقيه صفاً صفاً و ايضاً سوف تضطر إلى تكرار ذلك بخصوص الرغبات التي تليه. إضافة إلى ذلك، كان من المفترض أن يظهر جدول إعداد الرغبات هذا بصفوف متبادلة لون الخلفية لتسهيل تمايزها دون أن تخطئها العين و كذا بتأثير تغيير لوني للخلفية عند مرور مؤشر الفأرة عليه onmouseover .
  4. اشتراط وجود طابعة للحصول إيصال التسليم و قائمة الرغبات يعتبر خللاً واضحاً، فليس من الضروري أن يكون لديك طابعة حتى تسجل، يمكن أن تقوم بذلك من خلال هاتف محمول مثلاً، و عليه و جب اضافة خاصية حفظ هذه الأمور كملف pdf أو حتى صورة، و من ثم يمكن للمستخدم طباعتها لاحقاً فور توفر طابعة.
نستخلص أنه يجب مراعاة استقلالية تطبيق الموقع عن أي منصة تشغيل، فيمكن لمن يعمل من خلال حاسوب يعمل بنظام تشغيل لينوكس و متصفح فايرفوكس ان يتعامل معه مثل من يتعامل معه من خلال هاتف محمول يعمل بنظام سامبيان و متصفح أوبرا موبايل او اي شيء آخر، فالعبرة في النهاية هو ان تكون لديك فقط وصلة بالإنترنت و متصفح ويب قياسي. نود لفت انتباه الأخوة القائمين على تطوير هذا الموقع إلى استخدام مكتبة jQuery الخاصة بـ JavaScript و ذلك لتسهل واجهة المستخدم و الوظائف الخاصة بناحية العميل Client side دون تعقيدات إضافية بالنسبة للمطورين، حيث يمكنها توفير امكانات افضل في عمليات السحب و الافلات و ذلك فيما يخص بتعديل ترتيب الرغبات.

28 يوليو 2009

بقرة السودان

أحد أقربائي عاد من رحلة عمل في السودان، و قد قابلته بعد عودته و لاحظت عليه زيادة في الوزن؛ فخاطبته ممازحاً " هل كانوا يزبحون لك بقرة كل يوم في السودان لتأكلها؟!" ، فرد علي و أدهشني إذ قال فيما معناه، أن كلامي لا يخلوا من بعض الحقيقة، و ضرب مثلاً أن سعر كيلوجرام الطماطم - البندورة - يبلغ 15 جنيهاً سودانياً في حين أن كيلوجرام اللحم لا يتجاوز 14 جنيهاً، و أن أغلب طعامه هناك يعتمد على اللحوم!

بعد برهة وجيزة، زالت دهشتي؛ و ذلك عند تذكري دراستي في المرحلة الثانوية لجغرافية السودان، و معرفة مساحتها الكبيرة و التي تصل إلى أكثر من إثنين مليون و نصف المليون كيلومتر مربع و تتبوء بذلك المرتبة العاشرة بين أكبر دول العالم مساحةً. تشكل أغلب هذه المساحات أراضي خصبة موفورة المياه و تشكل مراعي سافانا شاسعة يمكنها تشكيل مورد غني لتربية حيوانات الرعي من ماشية و أغنام و خلافه.

تذكرت أيضاً وجوب تضافر كافة رؤوس الأموال العربية، و التي في أغلبها مهدر فيما لا قيمة و لا نفع حقيقي له، في المساهمة في تغيير وجه الحياة على أرض السودان الواعدة بالخير. بدلاً من أن يهتم أغلب رجال الأعمال بمحاولات الاحتيال و التدليس أو رعاية نشاطات هدامة للمجتمعات؛ عليهم النظر إلى السودان و اغتنام الفرصة الذهبية في هذا البلد تأميناً لغذاء و كساء أجيال المستقبل، و ذلك افضل من تأمين المراقص و الدفوف للراقصين و الراقصات.

22 يوليو 2009

خصائص شاشة اللمس في ويندوز 7

أتذكر أول مرة اطلعت فيها على حاسب يحتوي على شاشة لمس Touch Screen كانت منذ حوالي عامين، و كانت في أحد فروع كمبيومي المتواجد في مركز سيتي ستارز التجاري بمدينة نصر في القاهرة. كانت بالفعل تجربة مدهشة و ممتعة، و كان الحاسب من نوع HP و على حد علمي كان ثمنه آنذاك حوالي 16 الفاً من الجنيهات المصرية.

اليوم اطلعت على ملف فيديو يعرض لخواص شاشة اللمس المرتقب توفرها مع نظام تشغيل مايكروسوفت الجديد ويندوز 7 و التي سوف تتيح للمستخدمين الذي لديهم شاشات تدعم هذه الخاصية من استخدامها و الاستفادة منها. الملف مقدم باللغة الإنجليزية، و لكن موضوع اللغة هذا ليس بذلك القدر من الأهمية و لا يمنع أي شخص من الاطلاع و الاستفادة من عرضه و محتواه. أترككم مع العرض:

21 يوليو 2009

المانجو و الصيف

يفقد جسم الإنسان كميات كبيرة من الأملاح في أجواء الصيف الحارة من خلال العرق. يؤدي فقد الأملاح هذا إلى الشعور بالوهن و الهبوط و عدم القدرة على التركيز. تأتي هنا أهمية ثمرة و فاكهة المانجو، و التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح تعمل عند تناولها على تعويض ذلك النقص في الأملاح، و من ثم تقلل أو تمحوا آثاره السلبية على النشاط العام للفرد.

ثمرة المانجوأصل شجرة المانجو هو شبه القارة الهندية، فهي شجرة تنمو و تزدهر في المناخ المداري، و بالرغم من ذلك، فهناك مناطق في مصر تشتهر بزراعة المانجو مثل الإسماعيلية، ومن الجدير بالذكر، ونطقها بالعامية المصرية "مانجة" هو النطق المطابق لأصل تسميتها البرتغالية و المشتقة من لغة الملايا. قد ساهم الاستعمار البرتغالي في نشر هذه الشجرة في أنحاء متفرقة من العالم، و يذكر أن صنف الألفونس منها سمي على اسم القائد البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك.

عن تجربة شخصية، و عند شعوري بالهبوط و عدم التركيز في الصيف؛ فإن تناولي لثمرة مانجو واحدة يحول هذا الشعور و بشكل شبه فوري، من 5 إلى 10 دقائق بعد التناول، إلى النقيض، حيث استعيد حيويتي و نشاطي مجدداً. هذا يدفعني إلى وضع قاعدة خاصة بي، و قد توفقكم هذه القاعدة أيضاً، أن تناول ثمرة واحدة من المانجو صيفاً و خصوصاً في فترة الظهيرة، يعتبر أمر أساسي لحيوية و نشاط الجسم. هذا يدفعنا إلى الـتأكيد على أن الإسراف في تناولها له مخاطره و خصوصاً على المدى الطويل فيما يتعلقك بمشكلات المسالك البولية و الحصوات و ما شابه.

أتذكر رحلات شراء المانجو الصيفية ( نعم رحلات ) حيث لي أحد الأقرباء يمتلك مزرعة مانجو في زمام سنجها، و التي تشتهر بيساتين المانجو، التابعة إلى مركز كفرصقر، و عند قدومنا عليه يقدم لنا واجب الضيافة ما لذ و طاب من أصناف المانجو الشهيرة في مصر مثل الهندي، العويس، الألفونس، الزبدة، و إلخ و يتحول اليوم إلى ما يشبه كرنفالاً للمانجو حيث أصل إلى درجة التشبع منها و التلذذ بها.

19 يوليو 2009

الأسطى عبده النجار

خلال السنة الماضية تلقيت العديد من المكالمات الخاطئة على هاتفي المحمول يسأل أصحابها عن الأسطى عبده النجار. بالطبع انا لست عبده و لست نجاراً، و لا أدري إن كان ذلك الرجل قريناً لي في فودافون أم ماذا؟! وصل بي الشك لدرجة أن ذلك الأسطى عبده و السؤال عليه يمكن أن يكون شيفرة تبع عصابة لتهريب المخدرات أو للجريمة المنظمة.

القصد أعلن لكل الراغبين و الطالبين للسيد الأسطى عبده النجار بأني لست عبده النجار و أن يتحروا الدقة في طلب رقم المحمول حيث أن رقمي يبدأ ب 63 و ينتهي ب 63 و ليس 36 .

06 يوليو 2009

ثقافة استخدام الطريق

يبدو أن مصر تعاني بوضوح شديد انعدام ثقافة و عادات استخدام الطريق بالشكل أو الأسلوب المناسب. المعروف بديهياً و منطقياً في كافة أنحاء العالم - أعني هنا العالم الذي يدعي الحضارة و المدنية في القرن الحادي و العشرين و ليست أدغال الأمازون في البرازيل أو أحراش السافانا في أفريقيا - حيث توجد تجمعات إنسانية ذات حقوق و واجبات، أن الطرق ما هي إلا قنوات اتصال و انتقال من مكان ما إلى مكان آخر؛ حيث يفترض فيها سهولة و أمان الانتقال و كذا سرعته.

في مصر تجد تعامل السواد الأعظم من الناس مع الطريق تعاملاً غريباً مضطرباً قد يرقى إلى درجة موغلة في الجهل و انعدام الوعي بتعريف ماهية الطريق و وظيفته الحيوية في حياة كل فرد في المجتمع. تجد الأصدقاء و الأحباء عند التقائهم بعد غياب، يحتضنون بعضاً في قارعة الطريق غير مكترثين بما هو آت من سيارت أو حافلات. ترى الأم تترك أطفالها الصغار أو طيورها سارحة في أرجاء الطريق، غير مكترثة بالمار من السيارت أو مقدرة الخطر من ذلك. تشاهد العاطلين و المختلين، و خصوصاً في الأرياف و الأقاليم، يقيمون مطبات عشوائية في كل مكان غير معنيين بما قد يسببونه من أضرار و حوادث للسيارات المارة.

كل ما سبق من مظاهر و غيرها كثير يدل دليلاً قاطعاً على غياب ثقافة استخدام الطريق في مصر. إن وجود ثقافة مثل تلك تخص الطريق قد تمثل أحد أوجه حل مثل هذه الأزمات. إذا علم هؤلاء تعريف الطريق الصحيح، لاستخدموه بشكل أفضل. بالتأكيد أن ذلك العاطل الذي يقطع طريق بواسطة مطب عشوائي غير مرخص و ليس مطابق للمواصفات و المعايير الفنية المرعية، و يقوم بذلك بمباركة من يدعون أنفسهم كباراً و حكماءاً في مناطقهم، لو يعلمون جميعاً أن ذلك الفعل فيه تعطيلاً لمصالحهم و مصالح أبنائهم؛ لما اقدموا على هذا الفعل الشنيع. إن وقفة منطقية للحساب و المراجعة تثبت أن هذه المطبات العشوائية تعود بهدر للوقت و الموارد، و ذلك لمن يعد للوقت الحساب و للزمن قيمة، و نحن في مثل هذه الأيام أشد حاجة لتقييم الزمن و الوقت.

قد يقول البعض أن هذه الأمور فيها ضرورة لحماية أرواح المشاة من السائقين المتهورين، و إليهم أقول، لو أن كل من يستخدم الطريق بما فيهم المشاة قدروا الطريق حق قدره و علموا ثقافة الطريق و استخدامه، لتجنبنا عديداً و مريراً من الحوادث المؤسفة و المؤلمة. أريد أن يجاوبني أحد عن رأييه في أم تترك ابنها الصغير الذي لم يتجاوز الخمسة سنين يلهو في عرض الطريق لتأتي سيارة لتصدمه! هل في هذه الحالة يكون قائد السيارة محقاً و مسئولاً؟ أم تلك الأم التي تجهل ثقافة الطريق و تجهل تعريفه على أنه قناة انتقال لقضاء حاجات الناس و مصالحهم. قد لا أبالغ إذ أقول، لو حسبنا الأوقات التي تضيع جراء جهل ثقافة استخدام الطريق، لوجدناها أوقاتاً قد تلاحف أعماراً! منذ أكثر من 1400 عام روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث التالي:

إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ " ، فَقَالُوا : مَا لَنَا بُدٌّ ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، قَالَ : " فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا " ، قَالُوا : وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟ قَالَ : " غَضُّ البَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ

وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم : " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا ، فَ أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "

لا يمكن و بالرغم مما تقدم، إغفال مسئولية تقصير الدولة في هذا السياق، هذا التقصير يتجلى في عدة نواحي يمكننا ذكرها كما يلي:

  1. غياب مجهود منظم من حملات التوعية للمواطنين بدور و أهمية الطريق و سلوكيات التعامل معه، و قد سبق للدولة القيام بحملات توعية تخص أمور أخرى مثل البلهارسيا و تنظيم السكان و خلافه، و السؤال هنا لما يتركون الطريق و يركزون الآن على الجباية من خلال حملات الإعلانات على الفضائيات عن الضرائب؟! إنه غياب دور الدولة في خدمة المواطن و تحول الحكومة إلى فلوتة
  2. الاستهزاء بالقوانين من خلال عدم تنفيذها و ما يطلق عليه تفعيل القوانين. إن قانون المرور يحتوي على نصوص واضحة و عقوبات خاصة للمتعدين على الطرقات بالمطبات العشوائية غير المرخصة و كذا نزع او اتلاف العلامات الإرشادية و خلافه. ذلك الاستهزاء يؤكد على أن الهاجس الأهم في نظام عمل تلك الفلوتة هو كيفية الاحتيال على المواطن و جباية الأموال لتنفق هدراً خدمة لمصالح الأحباب و المحاسيب من أولي الحظوة.
  3. فساد و تلف منظومة المرور في مصر، الأمر الذي جعل أغلب بلدان العالم لا تعترف برخصة قيادة السيارات المصرية، و الذي عملياً يقود إلى سائق غير مسئول و غير متمكن بآداب و قواعد المرور. إن افترضنا غياب الفساد و الرشوة، فسيبقى لنا التلف مبتسماً متهكماً؛ فاختبارات القيادة التي يفترض أنها تعطي الإجازة بالترخيص لقيادة سيارة، اعتبرها من وجهة نظري، حمقاء و لا تعكس أي قدر من توفر آداب و سلوكيات قيادة سليمة على الطريق. بالله عليكم، ما هي حكمة أن يدور طالب الترخيص حول نفسه في زيجزاج إلى الأمام و إلى الخلف، قد يكون هناك حكمة لا أعرفها، و لكن من المنطق ألا يقتصر الأمر على ذلك فقط. أيضاً يشترط في المتقدم للترخيص الإلمام بالقراءة و الكتابة، و عند اختبار المتقدم بما يسمى اختبار الكمبيوتر، و هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة ذات الاختيارات المتعددة للأجوبة، تجد أن ذلك الاختبار اختباراً منطوقا بالصوت للأسئلة المطروحة! و يطلبون من المتقدم إن لم يكن من حملة المؤهلات، تقديم شهادة تفيد عدم الأمية! إنها الجباية ياسادة! كان يكفي فقط أن يغلقوا سماعات الحاسب ليعرفوا إن كان المتقدم يقرأ أم لا.

نرجوا من "حكومتنا" الموقرة أن تفكر و لو يوماً واحداً في مصالح الرعية، و ألا تجعل جل همها و اهتمامها في كيفية الاحتيال على المواطنين من أجل تمرير سياسات يكون أغلبها غير نظيف و غير رشيد، و تكون فقط من اجل خدمة جشع حفنة من المنتفعين ذوي القربى من أمثال قانون التاكسي الذي قدموه خدمة إلى وكلاء السيارات حتى ينعشوا حالهم المتردي من جراء وعي المواطنين و مقاطعتهم الشراء و تفاعلهم مع حملات مثل خلوها تصدي. في بعض الأحيان، يكون كيد الحكومة ضد مصالح المواطنين و خدمتها للأحباب من أولي الحظوة، غير رشيد و غير محقق لأهدافه، مثل ذلك المشروع المشبوه و المدعوا مشروع التاكسي.

25 يونيو 2009

كودجين كودجين

بعد أن حصلت على أول جهاز كمبيوتر خاص بي و كان ذلك في شهر سبتمبر من العام 1997 و أتذكر وقتها أجواء حادث الأميرة ديانا، المهم، هو أني عكفت على اكتشاف مشاكل هذا الكمبيوتر، و قد كان بحق خير معين لي في استكشاف عالم عتاد الكمبيوتر؛ لأنه كان عبارة عن صندوق من المشاكل، و كان أيضاً بمواصفات أساسية جداً في وقتها يعني ذلك عدم وجود امكانية تشغيل صوت او اسطوانة أقرص ضوئية او حتى موائم اتصال - مودم - إختصاراً لم يكن هناك إلا لوحة المفاتيح و الشاشة و الفأرة و نظام تشغيل ويندوز 3.11 المنطلق من دوس.

كثرة المشكلات و تعددها، حقق مقولة " الحاجة أم الاختراع " و دفعني للسؤال و الاستفسار لدى الأصدقاء و المعارف ممن يملكون كمبيوترات قبلي، و قد كانوا وقتها معدودين إلى حد بعيد، بحيث كان أقرب صديق ارتاح إليه في السؤال يسكن في أبوكبير و أنا في كفرصقر، و كان هذا الصديق و يدعى عاطف يمثل مصباح التقنية و منارة تنجدني في كثير من الأحيان من متاهات مشاكل كمبيوتري، هو الآن يعمل صيدلاني في المملكة العربية السعودية. أدى كل ذلك إلى تكون حصيلة من المعارف حول عتاد الكمبيوتر و حل مشاكلها بجانب اطلاعي و مداومتي على إصدارات مجلة بي سي مجازين العربية، جعلت مني في اعتقاد جيراني و اصدقائي في كفرصقر، خبيراً مبجلاً في الحاسب و الكمبيوتر!

طبقاً لهذا السياق، كان يسألني من يريد شراء كمبيوتر من الأصدقاء عن أفضل مواصفات يمكنه الحصول عليها و أفضل أنواع من العتاد حتى يتمكن من تجميع كمبيوتر ممتاز. حيث أني قد توصلت إلى قاعدة مفادها أن أغلب مشاكل الكمبيوتر الذي يعمل، تنبع من مشاكل مرتبطة بمصدر الطاقة Power Supply حيث أنها تؤثر مباشرة على كفائة القرص الصلب و سلامته وكذا اتزان نظام الحاسب ككل حال وجود خلل او ضعف من امدادات مصدر الطاقة إلى أجزاء الكمبيوتر. ربطاً للعديد من مشكلات أصدقائي، توصلت أيضاًأن أغلب من لديهم مشكلات في أجهزتهم و خصوصاً تلك التي يكون فيها مصدر طاقة من نوع يدعى كودجين Codegen حيث أن أغلب أقراصهم الصلبة معيبة و الأجهزة غير مستقرة، فقد اصدرت توصية حينها تنص على " اشتري لكمبيوترك أي مصدر طاقة غير كودجين "فيسألون أي مصدر طاقة افضل منه، فأجاوب قائلاً " لا أعرف، و لكن ذلك الكودجين اثبت انه سيء ".

دارت الأيام و السنون استوفى كمبوتري الأول الأجل و حانت ساعة شراء حاسب جديد. وقتها قررت أن يكون مبني على معالجات AMD و ذلك على عكس النسق السائد وقتها و الذي كان يحبذ معالجات Intel و لكني آثرت AMD لتوفر لوحاتها الأم في ذلك الوقت - الربع الأول من عام 2002 - في مصر على امكانية تشغيل ذاكرات من معيارية DDR و التي كانت حديثة في ذلك الوقت و كانت تبشر بأن مصنعي الحواسب سوف يتجهون إليها في المستقبل القريب، و بالفعل هذا قد نفعني لاحقا عندما اردت ترقية سعة الذاكرة، فلم أعاني بحثا عن المعيارية الأقدم SDRAM.

أثناء تحاورنا مع البائع في ذلك اليوم و بعد اتفاقنا على كافة أجزاء الحاسب الجديد، جاء دور مصدر الطاقة؛ و كان جالسا معي صديق يرافقني في جولة الشراء، تحدث البائع عن مصادر الطاقة المتوفرة عنده و عندما نطق بكلمة كودجين، استدعيت القاعدة التي رسمتها، و انطلق الرفض من حنجرتي سريعاً بقولي " كودجين لا لا " فرد البائع مستعجباً " لما لا ، انه نوع جيد و استخدمه في كافة الأجهوة التي أجمعها، و أشار إلى جهز يجمع حديثا لزبون آخر و يقومون بتنصيب نظام التشغيل عليه، وقال هذا مثلاً فيه كودجين " دقيقة واحدة و نحن نتحاور، و إذ بذلك الجهاز الذي قد أشار إليه تنبعث منه أدخنة كثيفة، فما كان مني و من صديقي إلا أن أشرنا إلى بعضنا صائحين " كودجين كودجين ... هها هها..." و بالطبع هرع البائع إلى ذلك الحاسب المسكين ليطفيء الحريق.

طبعاً قد تكون هذه الحكاية بمثابة صدفة بحتة حدثت، و لكنها تعكس بصدق كلمة " محاسن الصدف " و قد لا يكون سبب هذا الدخان عيب في مصدر الطاقة، بل يمكن أن يكون خطأ في التوصيلات أو ما شابه، و لكنها و بحق كانت من أظرف المواقف و الصدف التي قابلتها في حياتي، و قد تمت في نهاية عملية الشراء من ذلك البائع، و ذلك هو الحاسب الذي أكتب من خلاله هذه السطور.

17 يونيو 2009

لا تضع البيض في سلة واحدة

حكمة لا تضع البيض في سلة واحدة، حكمة نافعة و ذات أوجه استخدام متعددة، على سبيل المثال، كان والدي عندما كنت أذهب في رحلة مدرسية يؤكد علي تجاه توزيع ما معي من نقود جيوبي المختلفة، معللاً ذلك، أنه في حال فقدان النقود من جيب لأي سبب من الأسباب، فسوف تكون هناك نقود أخرى في الجيب الآخر. أيضاً ممكن استخلاص عبرة أخرى من هذه الحكمة و هي عدم توجيه كامل النفقات في منفذ واحد أو حتى عدة منافذ محددة على وجه التخصيص، و على المرء توزيع نفقاته في سبل مختلفة حتى يتحقق له التشبع بمناحي الحياة المختلفة.

إعمالاً لهذه الحكمة، و استمداداً لحكمة أنه لا يصح غير الصحيح، فقد أصررت في موسم محصول الأرز الفائت للعام 2008 على عدم توريد كافة المحصول لمحطة الإكثار، و ذلك بالرغم أن سعره و قتها تجاوز 1600 جنيه مصري للطن الواحد، و قررت ابقاء بعضاً من هذا المحصول لحين تحرك السوق أملاً في زيادة السعر عن هذا الحد. نظراً للجهود المضنية التي تبذلها فلوتة مصر في تقويض دعائم الزراعة و محاربة الفلاح بقيادة كل من وزير التموين و وزير التضامن الاجتماعي و آخرين؛ فإني اضطررت إلى بيع ما تبقى أمس بسعر 980 جنيه فقط للطن.

برغم الخسارة، فإني لازلت مقتنعاً بما فعلت، و أني لن أضع البيض كله في سلة واحدة. كما أود الاشارة إلى القراء الإعزاء الراغبين في استيراد الأرز المصري بأن يبادرو بالاتصال بي عبر رابط المقترحات الموجود في أعلى المدونة.

15 يونيو 2009

متعة التسوق

شيء مخالف و غريب أشعر به كلما صادف و ذهبت إلى التسوق من أحد المتاجر الكبرى مثل كارفور أو سبينز. هذا الشعور عبارة عن احساس بالبهجة و هو عكس ما اشعر به غالباً عند شرائي للحاجيات من ملبس و مأكل و ما شابه. هذا على الرغم من كون الوضع المادي أثناء قيامي بزيارة هذه المتاجر الكبيرة ينطبق عليه المثل " العين بصيرة و اليد قصيرة "، بمعنى أن ليس كل ما يعجبني استطع شراؤه؛ إلا أنني و في أثناء عملية الشراء و بعدها أكون شاعراً بالسعادة و المتعة.

لقد شككت شكاً ساذجاً بداية الأمر في هذه المتاجر و اعتقدت انهم قد يلجأون إلى خلط هواء التهوية بمواد مخدرة تثير نشوة و ابتهاج المرتاد؛ إلا أني تراجعت سريعاً عن هذا الاعتقاد الساذج، و ذلك نظراً لعدم تأكيده و كذا لخطورته و حتى لعدم وجود عوز او أعراض ادمان حقيقي تظهر على المرتادين؛ إضافة لذلك، اني ممكن أن انفعل و اغضب أثناء الزيارة و لكن الاحساس المجمل هو السعادة.

عند تدقيقي في ملابسات الزيارات لهذه المتاجر الكبرى، و جدت أن جميع الزيارات تمت خلال سفر للترفيه من اساسه و باعتبارها نوعاً من النزهة، و قد يكون هذا تفسير شعور الغبطة غير المعتاد لدي عند شراء الحاجيات، و أيضاً إلى الرفاق في هذه الأسفار و النزهات، فهم أناس أجد معهم قدر من التوافق و الوئام الذي قد يزيد الأمر بهجة و سرورا.

12 يونيو 2009

ويب الأثير

في المرحلة الإعدادية و قبل معرفتي بالإنترنت و حتى بالحاسب و كان ذلك في أوائل تسعينيات القرن الماضي، كانت بدايات مرحلة المرهقة و بداية بزوغ اثبات استقلال الشخصية و البحث عن الأحلام و منبع الطموحات. ظلاً لهذا استهوتني بعض الهوايات منها ما قد يكون متعارفاً عليه ومنها ما قد يكون غريباً أو نادراً. كانت هواية التواصل مع الآخرين عبر المراسلات البريدية من هذه الهوايات، و كان لها شكل خاص بعض الشيء، حيث أني لم أكن أراسل أشخاص، و إنما أراسل إذاعات و هيئات و ذلك بغرض الحصول على مطبوعات و ملصقات و ماشابه تدور عن نشاطات تلك الجهات و البلدان التي تعمل انطلاقاً منها.

مقارنةً بما يحدث الآن، كان تغييري لموجات الأثير و الراديو عبر الترددات القصيرة و المتوسطة و محاولة التقاط إذاعات تعمل باللغة العربية، بمثابة تصفح الويب و فضاء الإنترنت عبر متصفح الويب. كان اشعر بنشوة عند سماعي لصوت بالعربية ينطلق من بلد بعيد يختلف في التوقيت أو الثقافة عن مكان تواجدي في مصر. تعمقت تلك السعادة و هذه النشوة عند قدوم ساعي البريد حاملاً خطاباً أو طرداً مكتوباً عليه اسمي و ينادي على الأستاذ سيد بكر - سعيد بكر، و لكن بعض الناس يجهلون النطق لكتابة سعيد Said بالأحرف اللاتنية - و أستلم هذا الخطاب و أقوم بفتحه و الاطلاع على ما فيه من نشرات و جداول برامج الإذاعة و المطبوعات و حتى الملصقات.

الملصقات التي كنت استلمها، مثلت لي في وقتها نياشين و مدعاة للفخر، بأنني أراسل عدد كبير من الإذاعات، و بالطبع وقتها كانت تبياناً و تأكيداً على فكرة استقلال المراهق و اثبات الشخصية. حقيبتي Samsonite كانت مرتعاً لملصقات الإذاعات المختلفة التي كنت أراسلها و التي كان من بينها صوت ألمانيا، راديو هولندا، راديو لندن، راديو أسبانيا، راديو روما، راديو فيينا، راديو كوريا، راديو كندا، صوت أمريكا و قد تخونني الذاكرة في ذكر البعض الباقي. و سنتبع ذكرياتي حول هذه الهواية في موضوع قادم إن شاء الله.

ذكريات كيميائية

عندما كنت طالباً في كلية العلوم جامعة الزقازيق بالفرقة الثانية شعبة كيمياء خاصة، درست مادة الكيمياء العضوية. كان منهج الدراسة يعتمد على دراسة المركبات العضوية مصنفة حسب مجموعاتها الوظيفية مثل دراسة الكحول و طرق تحضيرها و خواصها الكيميائية و كذا الأحماض و الأمينات وهكذا.

خلال هذه الأثناء عثرت على كتاب شغفني حباً له داخل مكتبة الكلية و هذا الكتاب باللغة الإنجليزية و تحت اسم Organic Chemistry من تأليف Marye Anne Fox الإصدارة الثانية. لقد جذبني في فهم أصول المركبات الكيميائية بشكل جذاب؛ حيث أنه يتناول دراسة المركبات الكيميائية بمنحى مختلف عما كنا ندرسه في كلية العلوم آنذاك. يركز هذا الكتاب على دراسة المجموعات الوظيفية بعينها دون التركيز على وجودها في المركبات أو تصنيف المركبات التي فيها، مما يؤدي إلى الخروج من دائرة الحفظ و التلقين إلى آفاق الفهم و الاستيعاب و القدرة على الاستقراء. بالفعل كانت النتيجة كما توقعت، ففي الامتحات النهائي للفرقة الثانية لمادة الكيمياء العضوية، و الذي يعرف تقريباً بتقسيمه إلى نصفين، نصف يخص التحويلات الكيميائية، أي كيفية الحصول على مركب معين ابتداءاً من مركب آخر و تبيان ذلك بالمعادلات الصحيحة، و الجزأ الآخر هو شرح ميكانيكيات التفاعلات و كيفية حدوثها. أغلب الزملاء كانوا يركزون على النصف الأول باعتباره الأسهل و الأكثر ضماناً، أما انا فلم أكن أعلم عن التحويلات - تقريباً - أي شيء، و تمكنت من الاجابة الكاملة على نص الميكانيكات الخاصة بالتفاعلات بأدنى قدر من المعاناة.

إليكم اقتباس من تعليق لي كنت قد كتبته على موقع أمازون منذ زمن بعيد حول هذا الكتاب و قد كتبته بالعربية مع مقدمة بسيطة تفيد أن تعليقي بالعربية، و التي تعبر عما شعرت به تجاه هذا الكتاب الذي اعتبره كتاباً رائعاً في الكيمياء العضوية.


كتاب الكيمياء العضويةThis Review in Arabic, Because I have alot of good feelings about this book, which I can not describe it,clearly, without my native langauage, However, it will be hard to decribe it in Arabic too. it's a flood of good impressions. هذا الكتاب له معي ذكريات مفعمة بالفهم والادراك لاساسيات الكيمياء العضوية. فهو بالفعل كتاب سهل اللغة مبدع في الاسلوب بالاضافة للاسطوانة المدمجة المرفقة معه والتي توفر افق اوسع لادراك التفاعلات والصيغ البنائية لها. يقدم هذا الكتاب شرح غير تقليدي للكيمياء العضوية، فلا يتناولها كفئات مثل الكحولات و الاحماض الخ؛ ولكنه يتناولها بتفاعلات المجموعات الوظيفية بعينها مم يعطيك فهما اوسع وادراك اشمل عند التعامل مع المركبات التابعة لفئتهاالخلاصة انه خير كتاب للمبتدأين، وللاسف لم تتاح الظروف لكي اكمل قراءة باقي اجزائه المتقدمة.