29 يونيو 2009

ما يدعى أزمة إيران!!!

تمت الانتخابات الرئاسية الإيرانية و اعقبها ما يدعى " أزمة الانتخابات "، و الذي أشكك في كونه أزمة من الأساس، و أعتقد اعتقاداً شبه يقينياً بأنها شيء لا جذور قوية أو مبررات منطقية، و لا يعدو كونه اصطناع إعلامي متداعي الأركان بشكل مكشوف. إن دعوة ما حدث في إيران بعد الانتخابات على اعتباره أزمة يعتبر خطئاً و تقديراً بعيداً عن الواقع.

إن الدليل في ذلك، بسيطاً و واضحاً في ذات الوقت. إنه ببساطة التعاطي الإعلامي من خلال قنوات و وكالات الأنباء. عندما تلاحظ سرد الأحداث و الوقائع حول ما يحدث في إيران - مصدري الرئيسي في ذلك قناة الجزيرة - تجد هناك تساؤلات الأصل فيها إنها بديهية و لا تجد لها إجابات. مثال لذلك موقف المرشح الخاسر موسوي و الذي - حسب الروايات الإعلامية - يتسم بالغموض، فكل ما تنقله وسائل الإعلام عنه يعتبر اعتماداً لنهج التكرار المتواصل لخلق حقيقة من لا شيء - لا أعرف المصطلح بدقة - أو كما يقال بالعامية المصرية " الزن على الودان أمٌر من السحر "، أو كما ورد عن رائد الدعاية النازية جوبلز " إكذب إكذب حتى يصدقك الآخرون ". فقط ينقلون عنه مطالبته بإلغاء نتائج الانتخابات و طلبه إعادتها من جديد، دون أي سرد لتفاصيل عن أصل هذه المطالبات و التي تعتبر مادة إعلامية خصبة لإثراء الموضوع في التعاطي الإعلامي الطبيعي.

إن غياب التدقيق الإعلامي و ابتعاده عن تفاصيل جوهرية في الموضوع يشير إلى مؤامرة إعلامية خبيثة الغرض لخلق حالة معينة من الشوشرة " العيار اللي ما يصبشي يدوش - مثل عامي مصري " من خلال التعلق بالسطح و ترك الأصل توضيحاً و تقريراً.

28 يونيو 2009

نظرة في التحرش

نقصد هنا التحرش الجنسي، و الذي دعاه البعض بظاهرة خطيرة تنم عن تخلف المجتمع و اضمحلال وعي الشباب، باعتباره الشريحة الأكبر التي يدور حولها و بسببها هذا الموضوع. من وجهة نظري أعتبر قضية التحرش هذه تنبع من جهة تعاطينا - كمجتمع - الخاطئة لكافة أمور حياتنا، و ليست حكراً فقط على الأمور الجنسية و الغريزية.

نحن في العادة كمجتمع نهمل منطق و فلسفة الأمور، و نميل إلى البعد عن الفواصل و الحدود بين الأشياء، كما يميل من لا يعشق الفواكه إلى الكوكتيل. عند متابعة كافة، أو على الأقل أغلب، أمور حياتنا و تصرفاتنا فيها، قد نجد انفسنا كمن يقرأ سطر و يترك الآخر، و لا نأخذ ما ورد في صفحات كتاب الحياة و منطقها بكامل محتواه.

قد يتحدث المتحدثون عن الحرية و عن عدم تقييد المرأة و كذا الرجل، كما تتحدث عنها المجتمعات الغربية. طيات هذا الحديث تحمل قراءة لسطر و ترك لآخر؛ ففي مجتمع غربي، إذا رأى ذكر أنثى و أثيرت غرائزه بها؛ فبكل بساطة و بدون حرج أو لوم، له أن يعرض عليها و بشكل مباشر، ممارسة الجنس معه، و لها أن تقبل أو ترفض بكامل حريتها. هذا ما يحدث و لو حتى بمنظور مجرد. أما هنا في مجتمعنا، فمجرد أن تنظر إلى فتاة ارتضت أن تعرض ما يمكن النظر إليه يعد عيباً! و الأكثر من ذلك، أن جنحة هتك العرض ممكن أن تكون مصيرك المحتوم كرجل لو تقدمت، و بكل أدب و ذوق، إلى هذه العارضة بعرض ممارسة الجنس.

أتعجب كثيراً ممن يطالبون بتشريع قانوني خاص حول التحرش، و هناك تشريع قائم بالفعل- هتك العرض-، و يتركون و لا ينظرون إلى الفعل الفاضح في الطريق العام، و الذي تقدم عليه إناث كثيرة و بصفة اعتيادية، بواسطة تلك الملابس الفاضحة. أتعجب أكثر ممن يمترأون ملابس أولئك النسوة المخالفة للشرع، و ينكرون حق من يثيرونه في عرض طلب مهذب لهن بالزنا، يرفضونه أو يقبلونه بكامل حريتهن!

نحن في مجتمع مسلم محافظ، و نفخر بذلك، ومن الواجب أن نعمم أصول الأشياء و نمارسها بموضوعية، دون انتقاء أو كيل بمكاييل متعددة. قد أمر الإسلام المرأة بستر جسدها بطريقة معينة، إذا فمن الواجب الالتزام. قد أمر الإسلام الرجل بغض بصره، إذا فمن الواجب التنفيذ أيضاً؛ لكن أن نترك كل يسير على هواه، و بعد أن تخلط الأمور و تتلف التصرفات، و نرجع ذلك الأمر لفساد أو تلف شخص أو شريحة بعينها، فهذا تسطيح و بعد عن جوهر المشكلة، و هو فساد منطق المجتمع ككل.

25 يونيو 2009

كودجين كودجين

بعد أن حصلت على أول جهاز كمبيوتر خاص بي و كان ذلك في شهر سبتمبر من العام 1997 و أتذكر وقتها أجواء حادث الأميرة ديانا، المهم، هو أني عكفت على اكتشاف مشاكل هذا الكمبيوتر، و قد كان بحق خير معين لي في استكشاف عالم عتاد الكمبيوتر؛ لأنه كان عبارة عن صندوق من المشاكل، و كان أيضاً بمواصفات أساسية جداً في وقتها يعني ذلك عدم وجود امكانية تشغيل صوت او اسطوانة أقرص ضوئية او حتى موائم اتصال - مودم - إختصاراً لم يكن هناك إلا لوحة المفاتيح و الشاشة و الفأرة و نظام تشغيل ويندوز 3.11 المنطلق من دوس.

كثرة المشكلات و تعددها، حقق مقولة " الحاجة أم الاختراع " و دفعني للسؤال و الاستفسار لدى الأصدقاء و المعارف ممن يملكون كمبيوترات قبلي، و قد كانوا وقتها معدودين إلى حد بعيد، بحيث كان أقرب صديق ارتاح إليه في السؤال يسكن في أبوكبير و أنا في كفرصقر، و كان هذا الصديق و يدعى عاطف يمثل مصباح التقنية و منارة تنجدني في كثير من الأحيان من متاهات مشاكل كمبيوتري، هو الآن يعمل صيدلاني في المملكة العربية السعودية. أدى كل ذلك إلى تكون حصيلة من المعارف حول عتاد الكمبيوتر و حل مشاكلها بجانب اطلاعي و مداومتي على إصدارات مجلة بي سي مجازين العربية، جعلت مني في اعتقاد جيراني و اصدقائي في كفرصقر، خبيراً مبجلاً في الحاسب و الكمبيوتر!

طبقاً لهذا السياق، كان يسألني من يريد شراء كمبيوتر من الأصدقاء عن أفضل مواصفات يمكنه الحصول عليها و أفضل أنواع من العتاد حتى يتمكن من تجميع كمبيوتر ممتاز. حيث أني قد توصلت إلى قاعدة مفادها أن أغلب مشاكل الكمبيوتر الذي يعمل، تنبع من مشاكل مرتبطة بمصدر الطاقة Power Supply حيث أنها تؤثر مباشرة على كفائة القرص الصلب و سلامته وكذا اتزان نظام الحاسب ككل حال وجود خلل او ضعف من امدادات مصدر الطاقة إلى أجزاء الكمبيوتر. ربطاً للعديد من مشكلات أصدقائي، توصلت أيضاًأن أغلب من لديهم مشكلات في أجهزتهم و خصوصاً تلك التي يكون فيها مصدر طاقة من نوع يدعى كودجين Codegen حيث أن أغلب أقراصهم الصلبة معيبة و الأجهزة غير مستقرة، فقد اصدرت توصية حينها تنص على " اشتري لكمبيوترك أي مصدر طاقة غير كودجين "فيسألون أي مصدر طاقة افضل منه، فأجاوب قائلاً " لا أعرف، و لكن ذلك الكودجين اثبت انه سيء ".

دارت الأيام و السنون استوفى كمبوتري الأول الأجل و حانت ساعة شراء حاسب جديد. وقتها قررت أن يكون مبني على معالجات AMD و ذلك على عكس النسق السائد وقتها و الذي كان يحبذ معالجات Intel و لكني آثرت AMD لتوفر لوحاتها الأم في ذلك الوقت - الربع الأول من عام 2002 - في مصر على امكانية تشغيل ذاكرات من معيارية DDR و التي كانت حديثة في ذلك الوقت و كانت تبشر بأن مصنعي الحواسب سوف يتجهون إليها في المستقبل القريب، و بالفعل هذا قد نفعني لاحقا عندما اردت ترقية سعة الذاكرة، فلم أعاني بحثا عن المعيارية الأقدم SDRAM.

أثناء تحاورنا مع البائع في ذلك اليوم و بعد اتفاقنا على كافة أجزاء الحاسب الجديد، جاء دور مصدر الطاقة؛ و كان جالسا معي صديق يرافقني في جولة الشراء، تحدث البائع عن مصادر الطاقة المتوفرة عنده و عندما نطق بكلمة كودجين، استدعيت القاعدة التي رسمتها، و انطلق الرفض من حنجرتي سريعاً بقولي " كودجين لا لا " فرد البائع مستعجباً " لما لا ، انه نوع جيد و استخدمه في كافة الأجهوة التي أجمعها، و أشار إلى جهز يجمع حديثا لزبون آخر و يقومون بتنصيب نظام التشغيل عليه، وقال هذا مثلاً فيه كودجين " دقيقة واحدة و نحن نتحاور، و إذ بذلك الجهاز الذي قد أشار إليه تنبعث منه أدخنة كثيفة، فما كان مني و من صديقي إلا أن أشرنا إلى بعضنا صائحين " كودجين كودجين ... هها هها..." و بالطبع هرع البائع إلى ذلك الحاسب المسكين ليطفيء الحريق.

طبعاً قد تكون هذه الحكاية بمثابة صدفة بحتة حدثت، و لكنها تعكس بصدق كلمة " محاسن الصدف " و قد لا يكون سبب هذا الدخان عيب في مصدر الطاقة، بل يمكن أن يكون خطأ في التوصيلات أو ما شابه، و لكنها و بحق كانت من أظرف المواقف و الصدف التي قابلتها في حياتي، و قد تمت في نهاية عملية الشراء من ذلك البائع، و ذلك هو الحاسب الذي أكتب من خلاله هذه السطور.

سياسة العقاب الجماعي في الشرقية

كنت اليوم في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية التي يعد مركز و مدينة كفرصقر أحد مراكزها. كالعادة أصاب بالغم و الهم عندما أزور عاصمة محافظتنا الغراء بوابة مصر الشرقية و التي تشتهر بمزارتها الأثرية في صان الحجر و تل بسطة و العديد من التلال الأثرية المنتشرة في قرى و ربوع محافظة الشرقية. إن السبب الرئيسي لما يصيبني من الكدر هو مقارنة الزقازيق بعواصم محافظات أخر، و بالأحرى مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية.

إن الزقازيق مقارنة بمدينة المنصورة تعتبر بكلمة واحدة خرابة. يظهر ذلك الخراب جلياً و للوهلة الأولى من مداخل مدينة الزقازيق و خصوصاً تلك التي تربطها بقطاعها الشمالي حيث الطريق الرابط بينها و بين فاقوس و الذي يجلب الزائرين القادمين من مراكز فاقوس، أبوكبير، كفرصقر، و ههيا. إن أعمال الفحر في الشوارع و الطرقات و التي لا يتبعها رصف و تمهيد كما يجب أن يكون، و كذا المطبات الشاردة و التي أدعوها المطبات اللقيطة، التي بدون أي ارشادات او تنبيه تملئ الزقازيق متبعثرة هنا و هناك.

هل هذا يعتبر إهمال إداراي و تنفيذي من قبل محافظ الشرقية؟! مع العلم أن مثل هذه المظاهر منتشرة في و بصورة أبشع و أقبح في باقي مدن المحافظة، و مدينة كفرصقر و هرم صرفها الصحي خير برهان لإهدار المال العام و تسيب الأجهزة التنفيذية و المحلية، و تأثير ذلك على خدمات الطرق و الشوارع. أم أن هذا كله يمكن ادراجه تحت سياسة عقاب جماعي يمارسها الحزب الحاكم تجاه محافظة الشرقية، كتأديب لمواطنيها على انتخابهم لمرشحين من الإخوان المسلمين في دورات انتخابية سابقة؟!

20 يونيو 2009

حكومة مارينا

قرأت على موقع Contact Cars خبر، و قد علقت عليه هناك، مفاده أن وزارة داخلية مارينا أصدرت فرامناً بتقييد و منع حركة السير على طريق القاهرة الأسكندرية الصحراوي وذلك بخصوص السيارات النقل. بناءاً على هذا الفرمان سوف يتم تحويل حركة السيارات النقل من الطريق الصحراوي إلى الطريق الزراعي في أيام الخميس و الجمعة و السبت خلال ساعات محددة.

طبعاً هذا الفرمان ينافي مباديء الدستور و العقل و المنطق، و لا يتماشى سوى مع مصالح وزراء مارينا و أولي الحظوة من البشوات و المحاسيب ساكني الساحل الشمالي، لكي يمرحون و يهرجون عبر الطريق الحر بسيارات الجاجوار و الفيراري، دون أن تزعجهم السيارت النقل. على الجانب الآخر يتم يتم تحميل الطريق الزراعي بذلك الضغط، رغم ازدحامه و مروره خلال مناطق تجمعات سكانية و مدن عديدة. إذا فليسحق المساكين و باقي المواطنين تيسيراً على أصحاب مصر، سكان الساحل.

انا لا أنظر بحقد أو حسد لمن أنعم الله عليه بالخير و يسر له معاشه؛ لكن يجب وضع معيارية تساوي المواطنين في الحقوق و الواجبات أمام القانون و من ثم الجهاز التنفيذي في الدولة. أي حق أو أي منطق، سول لمسئولي تنظيم المرور في مصر اصدار مثل هذا القرار الخالي من أي منطق يصب في مصلحة عموم الجماهير؟ قد يكون منطق واحد، و هو تهرب و تملص فلوتة مصر من واجباتها تجاه المواطن، و ذلك خلال تسيير حملات مرورية على الطرق لضبط الالتزام بقواعد المرور و اجبار السيارات النقل السير في الحارات المخصصة لها.

يجب على رجال القانون الشرفاء من محامين، و القاطنين في مدن و قرى يمر بها طريق القاهرة الأسكندرية الزراعي، عدم تمرير ذلك الفرمان دون مسائلة و اعتراض أمام القنوات القانونية المشروعة. انا لست على خبرة بالقانون و قواعده، و لكني أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن تنظره محكمة القضاء الإداري أو حتى المحكمة الدستورية العليا.

كي يسير مثل هذا الفرمان و يكون عادلاً، يجب منع كافة السيارات النقل من السير على جميع الطرق المصرية أثناء الساعات المحددة؛ و إلا فكيف تكون العدالة و حقوق المواطنة؟!

جهاز حماية الضرائب

سابق خبراتي مع الفلوتة المصرية تفيد بأن " الحكومة مدانة حتى تثبت إدانتها "، و هذا يدفعني إلى الشك في جهاز حماية المستهلك، و إلى الغرض الحقيقي و السبب الخفي الذي دفع حكومة أطلقت عليها فلوتة من وفرة تسيبها و اهمالها العمل لصالح الوطن و المواطن سواءاً عن عمد أو عن جهل، في إقامة آلية تعمل على خدمة و حماية حقوق المستهلكين!

أضاف تدعيماً لهذا الشك، ما جاء على لسان رئيسه في برنامج" 48 ساعة " على قناة المحور؛ حيث شدد على ضرورة تمسك المستهلك بالحصول على فاتورة من البائع و ذلك ضماناً لحقه و ما شابه. سيقول البعض أن هذا الحديث منطقياً، و أنه لابد من دليل على البيع من بائع أو تاجر معين حتى يستطيع الجهاز التحرك. الواقع أن الفاتورة فقط يمكن ألا تكون بمثابة هذا الدليل الفاعل أو القطعي، و يمكن للبائع بأي شكل أو وسيلة الالتفاف عليها و التهرب منها و خصوصاً في السلع و الخدمات التي لا يمكن تحديد علامات مميزة لها كرقم مسلسل او ما شابه مثل نصف كيلو من الجبن الأبيض.

التشديد على موضوع الفاتورة هذا يأخذنا ناحية وزير الكاوتش السيد يوسف بطرس غالي، أو يمكن أن نطلق عليه وزير الجباية و آلياته في جباية الضرائب، و محاولاته لإيجاد مناخ يستطيع من خلاله ربط الدفاتر من خلال الفواتير حتى يتمكن من عصر الممول كما يشاء إلى خزانة الدولة. هذا السياق فقط يفسر كلمة الحق التي نطقت بها الفلوتة في سبيل الدفاع عن حقوق المستهلك، و هو إطار حماية الضرائب.

أرجو المعذرة، فقد يبدو تفكيري خلال هذا المقال تفكير مريض مهووس بنظريات التآمر، و لكن ما تخرج علينا به هذه الفلوتة يجعل المرء طبيعياً أن يفكر بمثل هذا الأسلوب.

19 يونيو 2009

القمح الفاسد

انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار و مصائب القمح الفاسد المستورد من الخارج بغرض تغذية المصريين برغيف الخبز المدعم الذي أزكمت رائحته أنوفهم و شوه منظره القميئ عيونهم. إن الحكومة - الفلوتة - ما انفكت إلا تداعياً و مناً على الشعب المسكين بدعم الرغيف بالملايين و ما ارتبط ذلك من إظهار الحرص على مصلحة المواطنين.

إن عباءة انفلات الفلوتة و تسيبها كشفت بما لا يدع مجالاً للشك تسيبها و تفلتها من واجباتها تجاه الوطن و المواطن، و يتجلى ذلك في زخم قضية القمح الفاسد. إن الفلوتة في سياق تفلتها و على غير المعتاد، أوكلت مهمة التعاقد و جلب القمح و استيراده من الخارج إلى ما يسمى القطاع الخاص، الأمر الذي شكل تهرب علني و صريح من توليها مسئولية أمن و سلامة غذاء المواطنين في مصر، و عملت بمبدأ تلبيس طاقية هذا لذاك. أعتقد أن ما اسموه قطاعاً خاصاً أوكلت إليه عمليات الاستيراد المشبوهة تلك، ما هم إلا عصابة من أولي الحظوة، قام بتهيئة المجال لها حفنة من المسئولين الفاسدين في الفلوتة.

من جهة أخرى، إن حكومة - فلوتة - تفشل في إدارة دكان من الدكاكين - عمر أفندي - و لا تستطيع انتشاله من دائرة الخسارة إلى مجالات الربح، و تقوم في النهاية ببيعه، و يا ليتها أرجعته إلى أصحابه الأصليين المأمم من أملاكهم، لا يستغرب في عجزها عن تأمين عذاء و قوت المواطنين و لو حتى كان هذا التأمين مجرد استيراداً للقمح من الخارج.

مسلسل الفشل هذا، لا يدع مجالاً للحديث عن ضرورة و سبل تحقيق اكتفاء ذاتي من هذا المحصول الزراعي الهام لحياة مصر و المصريين. حتى الحديث و الادعاء الباطل عن عدم توفر احتياطيات المياه الكافية لاستزراع المليون فدان قمحاً، يمكن تفسيره في اطار عجز هذه الحكومة المطلق.

17 يونيو 2009

لا تضع البيض في سلة واحدة

حكمة لا تضع البيض في سلة واحدة، حكمة نافعة و ذات أوجه استخدام متعددة، على سبيل المثال، كان والدي عندما كنت أذهب في رحلة مدرسية يؤكد علي تجاه توزيع ما معي من نقود جيوبي المختلفة، معللاً ذلك، أنه في حال فقدان النقود من جيب لأي سبب من الأسباب، فسوف تكون هناك نقود أخرى في الجيب الآخر. أيضاً ممكن استخلاص عبرة أخرى من هذه الحكمة و هي عدم توجيه كامل النفقات في منفذ واحد أو حتى عدة منافذ محددة على وجه التخصيص، و على المرء توزيع نفقاته في سبل مختلفة حتى يتحقق له التشبع بمناحي الحياة المختلفة.

إعمالاً لهذه الحكمة، و استمداداً لحكمة أنه لا يصح غير الصحيح، فقد أصررت في موسم محصول الأرز الفائت للعام 2008 على عدم توريد كافة المحصول لمحطة الإكثار، و ذلك بالرغم أن سعره و قتها تجاوز 1600 جنيه مصري للطن الواحد، و قررت ابقاء بعضاً من هذا المحصول لحين تحرك السوق أملاً في زيادة السعر عن هذا الحد. نظراً للجهود المضنية التي تبذلها فلوتة مصر في تقويض دعائم الزراعة و محاربة الفلاح بقيادة كل من وزير التموين و وزير التضامن الاجتماعي و آخرين؛ فإني اضطررت إلى بيع ما تبقى أمس بسعر 980 جنيه فقط للطن.

برغم الخسارة، فإني لازلت مقتنعاً بما فعلت، و أني لن أضع البيض كله في سلة واحدة. كما أود الاشارة إلى القراء الإعزاء الراغبين في استيراد الأرز المصري بأن يبادرو بالاتصال بي عبر رابط المقترحات الموجود في أعلى المدونة.

16 يونيو 2009

سيارة كيا - أيروسول

هي سيارة تجريبية جديدة من كيا ينتظر أن توظف قوة الرياح في تشغيلها و ذلك توفيرا لاستهلاك الوقود و تقليلاً للانبعاثات الضارة من عوادم و خلافه. من وحي هذا الخبر دار بذهني التعليق التالي و الذي افترضت فيه أن شركة كيا طورت هذا الطراز إلى طراز أحدث و سمته بيروسول:

هذا الموديل سوف يحافظ على نظافة البيئة أيضاً من خلال مكافحة الذباب و البعوض، حيث تتحول الانبعثات داخل علبة الشكمان و التي يمكنك شرائها من الصيدلي او البقال بلونها الأصفر المميز و بداخلها يتحول العادم إلى المبيد الحشري الشهري و الذي يمكنك اطلاقه من خلال ذر البخاخ المصنوع من العاج بجوار كونسول العدادات. الأمر الذي قد يهدد شركة النصر لصناعة الكيماويات و دفعها لتصفية خط انتاج بيروسول نظرا لتحول مالكي هذا الموديل لموردين نشطين لهذا النوع من المبيدات.

كما أعلنت سلسلة محلات كارفور و سبينز عن امكانة تسجيل السيارت من هذا النوع لتنضم للعمل داخل اقسام المنظفات في فروعها المختلفة. سيكون مالك هذه السيارة من الأثرياء و أولي الحظوة لأنه سوف يشتري 2 في واحد اي سيارة و مصنع في نفس ذات الوقت.

15 يونيو 2009

متعة التسوق

شيء مخالف و غريب أشعر به كلما صادف و ذهبت إلى التسوق من أحد المتاجر الكبرى مثل كارفور أو سبينز. هذا الشعور عبارة عن احساس بالبهجة و هو عكس ما اشعر به غالباً عند شرائي للحاجيات من ملبس و مأكل و ما شابه. هذا على الرغم من كون الوضع المادي أثناء قيامي بزيارة هذه المتاجر الكبيرة ينطبق عليه المثل " العين بصيرة و اليد قصيرة "، بمعنى أن ليس كل ما يعجبني استطع شراؤه؛ إلا أنني و في أثناء عملية الشراء و بعدها أكون شاعراً بالسعادة و المتعة.

لقد شككت شكاً ساذجاً بداية الأمر في هذه المتاجر و اعتقدت انهم قد يلجأون إلى خلط هواء التهوية بمواد مخدرة تثير نشوة و ابتهاج المرتاد؛ إلا أني تراجعت سريعاً عن هذا الاعتقاد الساذج، و ذلك نظراً لعدم تأكيده و كذا لخطورته و حتى لعدم وجود عوز او أعراض ادمان حقيقي تظهر على المرتادين؛ إضافة لذلك، اني ممكن أن انفعل و اغضب أثناء الزيارة و لكن الاحساس المجمل هو السعادة.

عند تدقيقي في ملابسات الزيارات لهذه المتاجر الكبرى، و جدت أن جميع الزيارات تمت خلال سفر للترفيه من اساسه و باعتبارها نوعاً من النزهة، و قد يكون هذا تفسير شعور الغبطة غير المعتاد لدي عند شراء الحاجيات، و أيضاً إلى الرفاق في هذه الأسفار و النزهات، فهم أناس أجد معهم قدر من التوافق و الوئام الذي قد يزيد الأمر بهجة و سرورا.

الطاقة الحرارية الأرضية

جوف الأرض مفعم بالطاقة الحرارية حيث قد تصل درجات الحرارة لأغلب صخور الأرض 1000 درجة سيلزيوس. يمكن استخدام هذه الطاقة في عمليات توليد قدرة كهربائية من مصدر مجاني و متجدد و غير ملوث للبيئة. منذ زمن و في البلدان التي تحتوي على ينابيع مياه حارة يتم استخدام مثل هذا النوع من الطاقة في عمليات التدفئة و توليد الكهرباء أيضاً مثل تلك الموجودة في أيسلاندا، و التي تنتشر في 250 موقع في أيسلاندا و يقدر عددها الإجمالي بحوالي 800 نبع حار.

العائق أمام استخدام مثل هذه المصادر الحرارية العملاقة و التي يقدر لها ايفاء احتياجات البشرية من الطاقة لمدة مائة ألف سنة قادمة، هو بهظ تكاليف الانشاء و التشغيل لمحطات توظيفها. هذا العائق يعتبر مزلل في مصر حيث ساحل البحر الأحمر و الذي يعتبر من المناطق المعدودة في العالم التي تتوفر فيها الطاقة الحرارية الأرضية في أعماق قريبة من سطح القشرة الأرضية حيث يؤدي هذا إلى تخفيض التكاليف اللازمة لاستخراج و تسخير هذا المورد الحراري.

السؤال الهام، لما لا نرى سعي من قبل المسئولين في مصر و المستثمرين تجاه تحقيق استفادة من هذا المصدر المجاني و العملاق للطاقة، و الذي قد يساهم في تغيير وجه الحياة إلى الأفضل في مصر و جعلها تتخذ مكانة متميزة كدولة منتجة للطاقة.

14 يونيو 2009

يحاولون غسل أدمغتنا

عمليات غسل الأدمغة من الأشياء المعروفة في الحروب النفسية و العمليات النفسية التي قد يجريها طرف على طرف آخر. إن غسل الأدمغة تهدف إلى تغيير معتقدات و أهداف راسخة في دماغ فرد أو جماعة لتتجه في اتجاه آخر عما هو متعارف عليه. إن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة أوباما يبدو تركيزها و قد يكون رهانها الأساسي على هذه النقطة و هي غسل أدمغة المسلمين بما تحويه تجاه أمريكا كنظام سياسي دولي.

أبشر بمزيد من محاولات غسل الأدمغة من خلال زخم إعلامي و إعلاني مكثف في المرحلة القادمة بجانب بعض الفاعاليات و الأحداث المفبركة التي قد تساهم إيجاباً في مثل هذا الصدد. على كل الأحوال، فإن هذه المحاولات و بالتأكيد مستقرها الأخير هو البوار.

ببساطة شديدة، السواد الأعظم ،إن لم يكن الجميع، من المسلمين ليس لديهم مشكلات أو أحقاد تجاه أمريكا في هيئة مواطنين و بشر عاديين. إن العداء و الكراهية لأمريكا تنصب على نظامها السياسي الداعم لجور الصهيوينية العالمية و الذي يمكن للمرء الاعتقاد بأنه وليد أو عبد تابع للصهيوينية. إختصاراً، إذا ما استمرت أمريكا في دعمها للصهيوينية، فإن العداء و البغضاء لها هي المحصول الوحيد الذي يمكن لأمريكا أن تجنيه من قلوب المسلمين.

الفيلم التالي واحداً من غسالات الأدمغة التي تسوقها إدارة ابو عمامة:

13 يونيو 2009

خلوها تصدي و التسطيح

قد يقع البعض من المتجاوبين مع حملة خلوها تصدي في خطأ فادح عندما يتحدثون عن وجوب تخفيض أسعار السيارات في أسواقنا بناءاً على التخفيضات التي حدثت في دول العالم الأخرى كنتيجة للأزمة الإقتصادية العالمية فقط. هذا أعتقد أنه تسطيح غير واجب لقضية و دوافع خلوها تصدي.

إن أسعار السيارت و هوامش الربح الخيالية التي يبتلعها أساطين الوكلاء ليست مرتبطة بانخفاض او حتى انهيار الأسعار في دول المنشأ أو غيرها. بمعنى آخر يمكن اعتبار بذوغ حملة خلوها تصدي في ظل تداعيات الأزمة الإقتصادية عبارة عن حدث متأخر عن ميعاده سنين، و ما كانت الأزمة الاقتصادية سوى شرارة اطلقت على برميل بارود موجود سابقاً و كان يجب نبشه من قبل.

12 يونيو 2009

ويب الأثير

في المرحلة الإعدادية و قبل معرفتي بالإنترنت و حتى بالحاسب و كان ذلك في أوائل تسعينيات القرن الماضي، كانت بدايات مرحلة المرهقة و بداية بزوغ اثبات استقلال الشخصية و البحث عن الأحلام و منبع الطموحات. ظلاً لهذا استهوتني بعض الهوايات منها ما قد يكون متعارفاً عليه ومنها ما قد يكون غريباً أو نادراً. كانت هواية التواصل مع الآخرين عبر المراسلات البريدية من هذه الهوايات، و كان لها شكل خاص بعض الشيء، حيث أني لم أكن أراسل أشخاص، و إنما أراسل إذاعات و هيئات و ذلك بغرض الحصول على مطبوعات و ملصقات و ماشابه تدور عن نشاطات تلك الجهات و البلدان التي تعمل انطلاقاً منها.

مقارنةً بما يحدث الآن، كان تغييري لموجات الأثير و الراديو عبر الترددات القصيرة و المتوسطة و محاولة التقاط إذاعات تعمل باللغة العربية، بمثابة تصفح الويب و فضاء الإنترنت عبر متصفح الويب. كان اشعر بنشوة عند سماعي لصوت بالعربية ينطلق من بلد بعيد يختلف في التوقيت أو الثقافة عن مكان تواجدي في مصر. تعمقت تلك السعادة و هذه النشوة عند قدوم ساعي البريد حاملاً خطاباً أو طرداً مكتوباً عليه اسمي و ينادي على الأستاذ سيد بكر - سعيد بكر، و لكن بعض الناس يجهلون النطق لكتابة سعيد Said بالأحرف اللاتنية - و أستلم هذا الخطاب و أقوم بفتحه و الاطلاع على ما فيه من نشرات و جداول برامج الإذاعة و المطبوعات و حتى الملصقات.

الملصقات التي كنت استلمها، مثلت لي في وقتها نياشين و مدعاة للفخر، بأنني أراسل عدد كبير من الإذاعات، و بالطبع وقتها كانت تبياناً و تأكيداً على فكرة استقلال المراهق و اثبات الشخصية. حقيبتي Samsonite كانت مرتعاً لملصقات الإذاعات المختلفة التي كنت أراسلها و التي كان من بينها صوت ألمانيا، راديو هولندا، راديو لندن، راديو أسبانيا، راديو روما، راديو فيينا، راديو كوريا، راديو كندا، صوت أمريكا و قد تخونني الذاكرة في ذكر البعض الباقي. و سنتبع ذكرياتي حول هذه الهواية في موضوع قادم إن شاء الله.

هل نحن بلهاء ؟

إذا كنت عزيزي القاريء من الراغبين في شراء سيارة أو كنت معني بسوق السيارات بأي شكل من الأشكال؛ فأرجوك، و ارجو نفسي، أن نقوم سوياً لننظر إلى المرآة لعلنا نجد فيها كائنات غريبة يبدو عليها بلاهة موسومة بالطبيعة على الجبهة أو قد تكون المفاجأة و لا نجد شيئاً مطلقاً و نكون بمثابة الأشباح المحبوسة داخل قماقم الأنفس الميتة.

لا تندهش عزيزي، عندما نسمع أن وكيل سيارات ما، قام و تنازل و تعطف ترويجاً للسوق و للمبيعات بشيء يدعونه تخفيضاً و أن سيادته خفض مبلغ ثلاثة آلاف جنيه دفعة واحدة على إحدى طرازات سياراته و التي كانت بمائة ألف جنيه لتصبح بسبعة و تسعين ألفاً من الجنيهات، أي بنسبة مقدارها ثلاثة في المائة فقط، يجب بعد سماعنا هذا أن نشك ،فيما يجب أن نشك، في أنفسنا أولاً و أن نتدارس هل نحن كمستهلكين أو حتى مستهلكين ( بفتح الكاف ) بشر طبيعين لنا أهلية و تمييز؟!!!

الأمر يا سادة لا يقتصر على حدوث ذلك كمجرد حدث عابر أو فردي، و لكنه متكرر و يتكرر من قبل الوكلاء على الدوام. كل هذا الكم من الترهات و الادعاءات الاحتيالية الحمقاء؛ لا يمكن و لا يصلح الرد عليها سوى بفعل واحد؛ ألا و هو خلوها تصدي. يجب الرد على كل هؤلاء الجشعين المحتالين من الوكلاء النهابين من خلال فعل واحد نتمسك به و نتجمع عليه كمستهلكين و زبائن نبرهن من خلاله اننا عقلاء و نملك من الإدراك ما أعمى الطمع عنه هؤلاء الوكلاء. إن هذا الفعل المنشود هو التمسك بحملة المقاطعة لشراء السيارات من خلال خلوها تصدي.

ذكريات كيميائية

عندما كنت طالباً في كلية العلوم جامعة الزقازيق بالفرقة الثانية شعبة كيمياء خاصة، درست مادة الكيمياء العضوية. كان منهج الدراسة يعتمد على دراسة المركبات العضوية مصنفة حسب مجموعاتها الوظيفية مثل دراسة الكحول و طرق تحضيرها و خواصها الكيميائية و كذا الأحماض و الأمينات وهكذا.

خلال هذه الأثناء عثرت على كتاب شغفني حباً له داخل مكتبة الكلية و هذا الكتاب باللغة الإنجليزية و تحت اسم Organic Chemistry من تأليف Marye Anne Fox الإصدارة الثانية. لقد جذبني في فهم أصول المركبات الكيميائية بشكل جذاب؛ حيث أنه يتناول دراسة المركبات الكيميائية بمنحى مختلف عما كنا ندرسه في كلية العلوم آنذاك. يركز هذا الكتاب على دراسة المجموعات الوظيفية بعينها دون التركيز على وجودها في المركبات أو تصنيف المركبات التي فيها، مما يؤدي إلى الخروج من دائرة الحفظ و التلقين إلى آفاق الفهم و الاستيعاب و القدرة على الاستقراء. بالفعل كانت النتيجة كما توقعت، ففي الامتحات النهائي للفرقة الثانية لمادة الكيمياء العضوية، و الذي يعرف تقريباً بتقسيمه إلى نصفين، نصف يخص التحويلات الكيميائية، أي كيفية الحصول على مركب معين ابتداءاً من مركب آخر و تبيان ذلك بالمعادلات الصحيحة، و الجزأ الآخر هو شرح ميكانيكيات التفاعلات و كيفية حدوثها. أغلب الزملاء كانوا يركزون على النصف الأول باعتباره الأسهل و الأكثر ضماناً، أما انا فلم أكن أعلم عن التحويلات - تقريباً - أي شيء، و تمكنت من الاجابة الكاملة على نص الميكانيكات الخاصة بالتفاعلات بأدنى قدر من المعاناة.

إليكم اقتباس من تعليق لي كنت قد كتبته على موقع أمازون منذ زمن بعيد حول هذا الكتاب و قد كتبته بالعربية مع مقدمة بسيطة تفيد أن تعليقي بالعربية، و التي تعبر عما شعرت به تجاه هذا الكتاب الذي اعتبره كتاباً رائعاً في الكيمياء العضوية.


كتاب الكيمياء العضويةThis Review in Arabic, Because I have alot of good feelings about this book, which I can not describe it,clearly, without my native langauage, However, it will be hard to decribe it in Arabic too. it's a flood of good impressions. هذا الكتاب له معي ذكريات مفعمة بالفهم والادراك لاساسيات الكيمياء العضوية. فهو بالفعل كتاب سهل اللغة مبدع في الاسلوب بالاضافة للاسطوانة المدمجة المرفقة معه والتي توفر افق اوسع لادراك التفاعلات والصيغ البنائية لها. يقدم هذا الكتاب شرح غير تقليدي للكيمياء العضوية، فلا يتناولها كفئات مثل الكحولات و الاحماض الخ؛ ولكنه يتناولها بتفاعلات المجموعات الوظيفية بعينها مم يعطيك فهما اوسع وادراك اشمل عند التعامل مع المركبات التابعة لفئتهاالخلاصة انه خير كتاب للمبتدأين، وللاسف لم تتاح الظروف لكي اكمل قراءة باقي اجزائه المتقدمة.

08 يونيو 2009

أنفلوانزا الخنازير و لحمه

هل هناك علاقة بين أنفلوانزا الخنازير و تناول لحم الخنزير؟ سؤال قد يكون بديهي و منطقي، كما قد يكون محل بحث بعض العلماء. خلال أزمة أنفلوانزا الخنازير الحالية، قد لا يغيب عن أي متابع لها عدم انتشارها ،بالشكل المريع الموجودة عليه في أمريكا و المكسيك و الدول الغربية عموماً، في الدول الإسلامية و الأفراد المسلمين عموماً.

كما يعلم الجميع فإن لحم الخنزير من ضمن الأطعمة المحرمة تحريماً قطعياً في الشريعة الإسلامية و أن كافة من ارتضوا الإسلام ديناً لا يتناولونه عن عمد مطلقاً. يجوز لنا الاعتقاد بأن من لا يأكلون لحم الخنزير في مأمن من هذا الوباء الخبيث، و ذلك بناءاً على ما تقدم و على المثل الأمريكي الدارج انت ما تأكله You are what you eat . أعتقد سوف ننتظر بعض الوقت للتأكد من صحة اعتقادي أو خطئه.

خلوها تصدي و السياسة

رغماً عن كون حملة خلوها تصدي تحرك شعبي عفوي بدوافع من المنطق في ظل عصر المعرفة؛ إلا أن الحديث عنها و في سياقها لا يمكن أن يخلو أو يفصل عن السياسة و أساليب الحكم المتبعة في البلدان التي تتبنى شعوبها مثل هذه الحملة و ما شابهها. إن وصول حالة الأسواق إلى مثل هذا الوضع المتردي من استغلال و جشع الوكلاء و من يدعون بهتاناً أنهم مصنعي سيارات محليين، يعكس من زاوية ما قدر لا بأس به من الفساد الإداري و الهيكلي للحكومات المعنية، أدى إلى حجب الشفافية عن الأسواق و عزلها في زمان عز فيه ذلك.

أعتقد لولا غياب دور الحكومة و سلطة الدولة الحقيقة، ما كان لهؤلاء الوكلاء التمادي في استغلالهم المفرط للمستهلكين. إن هؤلاء المستهلكين، ما هم إلا شعب هذه البلد أو تلك، و مقدراتهم جزأ لا يتجزأ من مقدرات الوطن و موارده.

إثباتاً لارتباط ما تقدم بالسياسة، فإننا لم نسمع عن حملة خلوها تصدي في أمريكا أو ألمانيا مثلاً. حتى حال سماعنا عن حملات مقاطعة مستهليكن لمنتجات معينة في تلك البلدان ذات الحكومات و الديموقراطيات الشفافة، فإنها لا تستمر طويلاً دون أن تحقق أهدافها، كما لا يجرأ فيها التجار تحدي و مجابهة المستهليكن بالشكل الذي يظهر خلال حملة خلوها تصدي في بلداننا. المبرر الوحيد و المنطقي لكم التحدي السافر من قبل التجار لرغبات المستهلكين - من وجهة نظري - هو استنادهم و احتمائهم بسد و حائط عال منيع من التراخي و الفساد الحكومي، الذي بدوره يمكن أن يكرس لهم سياسات بل و يسن قوانين تخدم مصالح فئة التجار الجشعين. مثال على ذلك، مشروع التاكسي، و الجمارك المفرطة على السيارات بالرغم من عدم وجود صناعة وطنية تحميها هذه الجمارك، و إذا اعتبرنا تجميع السيارات صناعة، فيمكن للحكومة دعمها بطرق أخرى تسمح بوجود المنافسة البناءة و ليس الاحتكار البغيض.

إطلع على كتاب التجارة العادلة (نظرة إلى أحوال العالم اليوم) كي تحصل على معلومات أوفر عن التجارة و تأثيراتها على العالم.

07 يونيو 2009

أسطورة عن لوحة الشطرنج

مقتبس و بتصريف من كتاب الرياضيات المسلية، تأليف ياكوف بيريلمان، ترجمة الدكتور ابراهيم محمود شوشة. نشر دار مير، الاتحاد السوفييتي، موسكو.

رقعة شطرنجلعبة الشطرنج واحدة من أقدم الألعاب. توجد هذه اللعبة منذ عدة قرون و ليس من المستغرب أنه ترتبط بها أساطير كثيرة لا يمكن اختبار صحتها نظراً لوجودها في قديم الزمان. سوف نورد لكم الآن أسطورة متعلقة بهذه اللعبة و لكي تتفهمها لا يشترط إطلاقاً أن تكون ملماً بقواعد و أصول لعبة الشطرنج. يكفيك فقط معرفة أنها تلعب على لوحة أو ما يسمى رقعة مقسمة إلى 64 مربعا يتبادلون اللون الأبيض و الأسود على التوالي. تم ابتكار هذه لعبة الشطرنج في الهند، و عندما علم الملك الهندي شيرام أمرها و تعرف عليها؛ اندهش لذكائها و اختلاف الأوضاع الممكنة فيها. لما عرف الملك أن مخترع لعبة الشطرنج من رعاياه؛ فقد أمر باحضار المخترع إليه لكي يكافئه شخصياً على فكرته العبقرية. حضر المخترع، و كان اسمه سيتا، إلى عرش الملك شيرام. كان هذا المخترغ عالماً بسيط الهيئة، و كان يكسب قوته بتعليم تلاميذه.
  • قال الملك: انني أريد أن أكافئك يا سيتا على هذه اللعبة العظيمة التي اخترعتها، و انحنى سيتا للملك، و أضاف الملك: انني غني بما فيه الكفاية لكي انفذ اشجع رغبة لديك، قل المكافئة التي ترضيك و سوف تحصل عليها.
  • لزم سيتا الصمت؛ فشجعه الملك قائلاً : لا تخجل، اذكر رغبتك. لن أضن عليك بشيء لكي احققها لك.
  • أجاب سيتا قائلاً: إن كرمك عظيم ايها الملك، و لكن اعطني مهلة لأفكر في الإجابة. غداً سوف أخبرك، بعد أن يختمر تفكيري، برغبتي.
  • عندما جاء سيتا في اليوم التالي إلى بلاط العرش ثانية، اُدهش الملك بتواضع طلبه.
  • قال سيتا: أيها الملك، أؤمر أن يعطى لي من أجل أول مربع من لوحة الشطرنج حبة قمح.
  • دُهش الملك و قال: هل هي حبة قمح عادية؟!
  • رد سيتا: نعم أيها الملك، و تابع، و عن المربع الثاني اؤمر اعطائي حبتين، و عن الثالث 4 حبات، و عن الرابع 8 حبات، و عن الخامس 16 حبة، ...
  • قاطعه الملك متضايقاً: يكفي، ستأخذ الحبات عن جميع الـ 64 مربعاً في لوحة الشطرنج تبعاً لرغبتك، عن كل مربع بمقدار ضعف ما أخذته عن المربع الذي يسبقه. تابع الملك، إعلم أن رغبت هذه غير جديرة بكرمي. إنك بطلبك مثل هذه المكافئة التافهة تتجاهل كرمي بما ينم عن عدم الاحترام. الأوقع لك و أنت معلم أن تكون قدوة حسنة في احترام كرم ملكك. اذهب و سيحمل لك خدمي كيس القمح.
  • ابستم سيتا و خرج من قاعة البلاط، و ظل منتظراً عند بوابة القص.

تذكر الملك أثناء الغداء أمر مخترع الشطرنج؛ و بعث يسأل هل أخذ سيتا الطائش مكافئته أم لا؟!، و كانت الإجابة بالنفي و أن أمر الملك جار تنفيذه؛ حيث أن رياضيو القصر يقومون بحساب عدد الحبوب اللازمة للمكافئة. عبس الملك لأنه لم يتعود أن يتأخر تنفيذ أوامره بهذا البطء من قبل. مساءاً و عند انصراف الملك للنوم سأل: هل أخذ سيتا كيس القمح الذي طلبه أم لا، و أجيب أن الرياضيين ما زالوا عاكفين حساباً لطلب سيتا و يأملوا الانتهاء من هذا الحساب قبل الفجر. ثار الملك غاضباً، و قال، لماذا يبطئون هكذا؟! يجب أن يعطى سيتا آخر حبة من القمح الذي طلب قبل استيقاظي غداً، و أردف، إنني لا أعيد استصدار أوامري.

في الصباح قيل للملك أن كبير رياضي القصر يرجو منه سماع شيء هام، فأمر الملك بادخاله.

  • قال الملك: قبل أن تقول ما تريد، اني أريد سماع إعطائك سيتا مكافئته التافهة أولاً.
  • قال الشيخ: من أجل ذلك يا مولاي تجرأت بالمثول بين يديك في مثل هذه الساعة المبكرة. قد حسبنا بإمعان كل عدد الحبوب التي يريد أن يحصل عليها سيتا، و أن هذا العدد ضخم...
  • قاطعه الملك: مهما كان ضخماً، فلن تفتقر خزائني، و لابد و أن تسلم المكافئة التي وعدت بها.
  • رد الشيخ: ليس في سلطتك أيها الملك تنفيذ هذه الرغبة، ففي كل خزائنك لا يوجد هذا العدد من الحبوب الذي طلبه سيتا. لا يوجد هذا العدد في كل خزائن المملكة و لن يوجد في الأرض جميعها، و لو أردت اعطائه المكافئة الموعودة فلتأمر بأن تتحول ممالك الأرض كلها إلى أرض زراعية و أن تجفف البحار، و أن يزال الجليد الذي يغطي الصحاري الشمالية، و ليكن كل ذلك مزروعاً قمحاً و امر بأن يعطى انتاج كافة هذه الحقول إلى سيتا، عندئذ ممكن أن يأخذ مكافئته.
  • استمع الملك مندهشاً و هو غارق في التفكير و طلب من الشيخ العالم أن يذكر له هذا الرقم، فقال الرجل إنه ثمانية عشر كوينتليوناً و اربعمائة و ستة و اربعون كوادرليوناً و سبعمائة و اربعة و اربعون تريليوناً و سبعمائة و ثلاثة بليوناً و سبعمائة و تسعة ملايين و خمسمائة و واحد و خمسون الفاً و ستمائة و خمس عشر حبة يا مولاي!

هكذا كانت الأسطورة و كان العدد 18,446,744,073,709,551,615 إذا أردت تخيل ضخامة هذا العدد، فلنحسب حجم مخزن الحبوب اللازم لاستيعاب مثل هذه الكمية من الحبوب، و ذلك علماً بأن المتر المكعب من القمح يحتوي على ما يقارب 15 مليون حبة، هذا يعني أن مكافئة سيتا من الحبوب سوف تشغل حجماً مقدار 12 الف كيلومتر مكعب، يعني مكعب طول الضلع الواحد فيه 12 الف كيلومتر، و إذا كان عرض و طول ارضي المخزن هي 4، و 10 أمتار على الترتيب فإن ارتفاع المخزن سوف يصل إلى مسافة 300 مليون كيلومتر أي أكبر بمرتين من المسافة بين ألرض و الشمس.

مخالفة الدورة الزراعية و الدستور

بعد صيف العام الماضي 2008 فوجيء العديد من فلاحي مصر بمواجهات قضائية من قبل الزراعة و أخرى من قبل الري. كانت تلك القضايا المرفوعة ضد الفلاح المسكين خصوص مخالفته الدورة الزراعية و قيامه بالجرم المشهود و زراعته لمحصول الأرز، ذلك الأرز المصري لمن لا يعرف هو الشيء الوحيد أو على الأقل من الأشياء المعدودة التي فلحت فيها مصر و نجحت و له سوقه و طالبيه حول العالم أجمع، و تعتبر مصر فيه - على غير عادة - من كبار منتجيه و مصدريه. أما ري فقد أقام دعاوى غريبة من نوعها و أكاد أن أؤكد أنها لم تحدث لأي فلاح مصري منذ عهد الهكسوس المحتلين أو قبله أو حتى بعده، و هي قضايا تبديد مياه وذلك في إطار ارتكابهم الخطيئة المخرجة من جحيم القطن و زراعتهم الأرز.

نحن هنا لم نتناول قضايا حرق قش الأرز و محاضره و التي تنضم في سياق أخوتيها السابقتين في سلسة نهش و تمزيق الفلاح المهلهل أساساً، لدرجة أن أحد فلاحي السنبلاوين و قد كان واقفاً أمام القاضي القاهري الذي حكم عليه بمبلغ ثلاثة ألاف جنيه غرامة على حرقه قش الأرز، قال للقاضي " إسجني يا بيه...!!! "، و لولا تدخل جمهرة من المحامين لدى القاضي و ايضاحهم له أن ذلك الفلاح و إخوانه من الفلاحيين تحتار حيلهم و تخور عزائمهم في سبيل التخلص من قش الأرز و لا يجدون مفراً و لا سبيلاً إلا حرقه في حقولهم، فقد تعطف القاضي و خفض الغرامة إلى ألف جنيه واحد.

لم يكتفي مسئولي فلوتة مصر عند هذا الحد الشنيع، بل تمادوا تنكيلاً بفلاحي مصر، و ذلك من خلال فرضهم للقيود و المعوقات على صادرات الأرز المصري، و التي تعد حرباً صريحة على الفلاح المصري و مقدراته و عرقه. إن مناوشات عابرة من مثل هذه الحرب، لو تم تطبيقها على الفاسدين أولي الحظوة من المحتكرين؛ لتطهرت البلاد و العباد من فسادهم و نهبهم المنظم لمقدرات هذا البلد. الكيل - ليس بمكيالين - بمكاييل متعددة بين كبار " رجال الأعمال " و الفلاح البسيط هو أساس من أسس التلف و البوار. فلهم يكون الاقتصاد حراً و سياسات السوق و العرض و الطلب و الاعفاءات و السماحات و حتى تفصيل القوانين لتناسبهم، أما للفلاح فلا لاح له صباح او براح، و يضيق عليه من كل جانب و تسدد في وجهه الأبواب و يدهس بل يسحق.

السؤال هل أمثال تلك القضايا تتعارض مع الدستور المصري؟ أين هي المساواة بين المواطنين؟ أين هم محاموا مصر؟ ألا يعرفون إلى المحكمة الدستورية طريقاً؟ أم فلاحي مصر في حاجة إلى تنظيم نقابي قوي و فعال للزود عن آمالهم و مقدراتهم؟

06 يونيو 2009

هل توجد علاقة بين الموز و الكوسة؟

على الموسوعة الحرة ويكيبيديا يوجد مقال يعرف مصطلح جمهورية الموز، جاء فيه ما يلي:

"جمهورية الموز" هو مصطلح ساخر يطلق للانتقاص من أو ازدراء دولة غير مستقرة سياسيا، معتمدة اقتصاديا على الزراعة (الموز مثلا)، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة. المصطلح شائع الاستخدام لدول وسط أمريكا...

المصطلح ابتُكر في بادئ الأمر بواسطة الكاتب الأمريكي أو. هنري ليطلق على الحكومات الدكتاتورية التي تسمح ببناء مستعمرات زراعية شاسعة على أراضيها مقابل المردود المالي. أما الاستخدام الحديث للمصطلح فجرى ليوصف به أي نظام غير مستقر أو دكتاتوري "رجعي"، وبالأخص عندما تكون الانتخابات فيه مزورة أو فاسدة.

في بلادنا نعرف المحسوبية و الفساد و ما شابها من سلوكيات و تصرفات بأنها كوسة، فهل يمكننا أن نحور تعريف الكاتب الأمريكي المشهور و مصطلحه جمهورية الموز إلى جمهورية الكوسة أو القرع؟!!

باي بال و مصر!

باي بالخدمة دفع و استلام النقود الإلكترونية عبر الإنترنت من PayPal و التي تعتبر من أكثر الخدمات في هذا السياق انتشاراً عبر العالم، إذ يبلغ عدد المتعاملين معها حتى الآن أكثر من 153 مليون مشترك في 190 بلداً حول العالم مستخدمة 18 عملة، و قد ظهرت إلى الوجود منذ العام 1998 من القرن الفائت. إنها خدمة تسهل عمليات الشراء و البيع و ما تتضمنه من تجارة إليكترونية للأفراد و الشركات و تجعل عمليات نقل الأموال تلك أكثر أمناً.

رغماً عما تحويه هذه الخدمة من مميزات و خصائص تسهيلاً لإجراءات التجارة الإليكترونية، و رغماً عن مشروعات الحكومة الذكية في مصر، و رغماً عن وجود هذه الخدمة في كافة البلدان العربية الأخرى عدى السودان و ليبيا و العراق؛ إلا أنها لا تزال متاحة في مصر! هل هذا تقصير من فلوتة مصر؟ أم أنه عدم وعي من البنوك المصرية لدعم هذه الخدمة؟ أم أن فلوتة مصر الذكية ترى ما لا يراه الآخرون في الـ 190 دولة الموجود فيها هذه الخدمة، من وجود شياطين و أخطار على الاقتصاد القومي جراء استخدام مثل هذه الخدمة، بالرغم ما تنعق به ليلاً و نهاراً عن حرية السوق و الاقتصاد؟! أم أن باي بال رجس من عمل الشيطان؟

05 يونيو 2009

هامر الصيني

كان من المنطقي لدي عند سماعي عن مشاكل جنرال موتورز الأمريكية و عن نيتها بيع علامتها التجارية هامر، توقع أن يكون المشتري إحدى الشركات الصينية العاملة في مجال السيارات. فعلاً صحت توقعاتي و تم بيع علامة هامر إلى شركة سيشوان تينجزونج Sichuan Tengzhong الصينية، و ذلك بقيمة مالية لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

أغلب الجدل يدور الآن من المنظور المتشائم، أو لنقل حول النصف الفارغ من الكوب، وذلك بالتكهن حول التأثيرات السلبية على سمعة و جودة العلامة التجارية هامر في الأسواق، و عن ماليكها الذين سوف يضطرون مستقبلاً إلى شراء قطع غيار صينية لسيارة كانت في الأصل أمريكية.

يجب علينا في مثل هذه الظروف أن نكون أكثر تفائلاً، و نستشرق مدى التطور الذي سوف تجنيه صناعة السيارات الصينية بالاطلاع على تقنيات التصنيع و الخبرات الفنية المتقدمة لدى هامر في سبيل تصنيع حقيقي و فعال لسيارات أكثر كفاءة و اعتمادية. من جانب آخر لما نغفل فرصة انتاج مثل هذه السيارت بطرق أقل تكلفة و بأساليب تتناغم مع متطلبات أزمة الطاقة و ما يواكبها من حتمية و ضرورة توفير استهلاك الوقود، الذي كانت فيه هامر و ببراعة قمة و علامة الاهدار فيه.

حتمياً علينا ألا نجعل السمعة السيئة للمنتجات الصينية أن تغطي على عبقرية الحدث و معانيه. إن سوء سمعة المنتجات الصينية ما هو إلا نتيجة سلوكيات و سياسات رديئة من قبل تجار و وكلاء جشعين يستوردون فقط ما هو رديء ليبيعونه بأغلى الأسعار لتحقيق أرباح خيالية. إن أمريكا و كندا و أوروبا حبلى بالعديد و المديد من المنتجات الصينية دون أن يظهر لديهم ما نتحدث عنه سوء المنتج الصيني، هذا فقط لأن تلك الدول بها حكومات بحق، و ليست فلوتات ماسخة المعنى و اللون، كتلك المبلاة بها بلادنا و التي عندنا تسمح بل قد تشجع خداع المستهلك و الاحتيال عليه دون أي رادع أو حماية، دون حماية المستهلك لنفسه بشيء من قبيل خلوها تصدي و أخواتها.

صلة الأرحام

مقتبس من مقال بنفس العنوان من موقع أهل السنة و الجماعة

الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البرّ الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين.

اعلم رحمك الله أن قطيعة الرحم من الكبائر بالإجماع وهي من معاصي البدن وهي تحصل بإيحاش قلوب الأرحام وتنفيرها، إما بترك الإحسان بالمال في حال الحاجة النازلة بهم أو ترك الزيارة بلا عذر، والعذر كأن يفقد ما كان يصلهم به من المال، أو يجده لكنه يحتاجه لما هو أولى بصرفه فيه منهم.

المراد بالرحم الأقارب كالجدات والأجداد والخالات والعمات وأولادهم والأخوال والأعمام وأولادهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ليس الواصل بالمكافىء ولكن الواصل من وصل رحمه إذا قطعت" رواه البخاري والترمذي وقال حديث حسن صحيح، رواه أبو داود وأحمد. ففي هذا الحديث إيذان بأن صلةَ الرجل رحمَه التي لا تصله أفضلُ من صلته رحمه التي تصله لأن ذلك من حسن الخلق الذي حضَّ الشرع عليه حضًّا بالغا.

قطيعة الرحم تكون بأن يؤذيهم أو لا يزورهم فتستوحش قلوبهم منه، أو هم فقراء محتاجون وهو معه مال زائد عن حاجته ويستطيع مساعدتهم ومع ذلك يتركهم. قال الله تعالى :{واتقوا اللهَ الذي تساءلون به والأرحام} (سورة النساء/1) أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها. وقال سبحانه وتعالى :{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} (سورة محمد/23.22).

روى الطبرانيّ والبزار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصلْ رحمَه". وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من أحبّ أن يُبسطَ له في رزقه وأن يُنسَأ في أثرِه فليصل رحمه". وروى البخاري ومسلم من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يدخل الجنة قاطِع" يعني قاطع رحِم، أي لا يدخلها مع الأولين. واعلم أن رحمك إن كان بحيث تستطيع أن تزوره فلا بدّ أن تزوره ولا يكفي أن ترسل السلام إليه من غير أن تزوره، إنما لوقت من الزمن يكفي إرسال السلام له، أما أن يظل هو وإياه في بلد واحد ثم لا يزوره في السنة ولا في السنتين ولا في الثلاث سنوات مع إمكانه أن يزوره فهذا قطيعة الرحم.

أما إن كان ذلك الرحمُ لا يحبّ دخولَ هذا القريب بيتَه ولا يرضى وكان هذا القريب يعلم أنه لا يرضى ليس عليه أن يدخل لأنه لا يرضى، سقط عنه، لكن بقي أن يرسل إليه السلام أو يرسل إليه مكتوبًا.

أما إن كان رحمه هذا يحبّ دخوله بيته وقعوده عنده فلا يكفي إرسال السلام للمدة الطويلة، أما للمدة القصيرة فيكفي، أما في بيروت إذا زار القريب قريبه في أحد العيدين لا يعتبر ذلك قطيعة، لأنه في بيروت إذا زار القريب قريبه مرة في السنة وزاره في الأفراح والأحزان لا يعتبرون ذلك قطيعة، هذا في حال لم يكن للشخص عذر، أما إن كان له عذر كأن كان في بلد بعيدة ولا يسهل عليه أن يذهب لزيارة أقربائه لو غاب مثلاً خمس سنين وهو يرسل لهم سلامًا من وقت إلى وقت ما عليه شىء.

من الأعذار في عدم زيارة الرحم أن يكون سمع من قريبه هذا ردَّة كَسبِّ الله أو الأنبياء أو الملائكة أو الاستهزاء بالقرءان وما أشبه ذلك، فإن هذا لا صلة له.وكذا يجوز له قطعه إن كان فاسقًا يشرب الخمر أو يترك الصلاة أو يزني وما أشبه ذلك ولكن هذا لا يقطعه إلا بعد إعلامه بالسبب ليزجره عن مثل هذه الأفعال.قال الله تعالى: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} [سورة الرعد/25].

روى البخاري من حديث أنس بن مالك: "من أحبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقهِ وأن يُنسأَ له في أثرِهِ فليصلْ رَحِمَه" قوله: "وأن ينسأ له في أثره" معناه أن يطوَّل عمرُهُ من حيث المعنى، الذي يوفَّق للخيرات في معنى كأنه زيد في عمره.وأخرج القضاعيُّ في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلة الرحم تزيد في العمر". يعني كان في علم الله تعالى أنه لولا هذه الصلة ما كان عمره كذا، ولكنه علم تعالى بعلمه الأزلي أنه يصل رحمه فيكون عمره أزيد من ذلك بمشيئة الله، فيكون المعلوم المحكوم أنه يصل رحمه ويعيش إلى هذه المدة.وروى البيهقي في كتاب القضاء والقدر من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سرّهُ أن يمدَّ الله في عمره ويُوسع له رزقه ويدفعَ عنه ميتة السُوءِ فليتق الله وليصل رحمه".

قطيعة الرحم من أسباب تعجيل العذاب في الدنيا قبل الآخرة، فقد روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ما من ذنبٍ أجدرُ بأن يُعجَّلَ لصاحبه العقوبةُ في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة من البَغي وقطيعة الرحم" والبغي معناه الاعتداء على الناس. والله سبحانه وتعالى أعلم.

معرض أوتوماك

معرض أوتوماك هو معرض سنوي تحت رعاية جريدة أخبار اليوم يهتم بشئون السيارات و تسويقها في مصر. يأتي المعرض هذا العام في ظل موجة الركود الاقتصادي العالمي و أجواء حملة خلوها تصدي من قبل المستهلكين في مواجهة جشع الوكلاء المحليين. قد حاول البعض افتعال قضية و دور لهذا المعرض في سبيل انعاش سوق السيارات في مصر و اخراج الوكلاء من كبوتهم و ثني الزبائن عن قيمة و تجمع خلوها تصدي.

معروف أن المعارض و التجمعات التي على سياقها لا يمكن أن تقدم وحدها حلولاً لأزمات السوق و المبيعات. حتى من اسمه " معرض "؛ فإن كل دوره هو عرض و تبيان الوضع الحالي و السائد للسوق. إن آلاف المعرض لا يمكنها أن تحرك ساكن السوق أو تخرج كامن المستهلكين دون وجود خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، دون أي تحايل أو تدليس، من قبل الوكلاء و ما يسمون أنفسهم مصنعي السيارات - في الحقيقة هم مجمعين و ليسوا مصنعين - تتلخص في خفض حقيقي للأسعار و بنسب لا تقل عن 30% من قيمها الحالية.

إن حملة خلوها تصدي لم تنشأ، و يكون من الخطأ فهمها على أن دورها هو، محاربةً أو تحطيماً للوكلاء المحليين؛ إنما نشأت لإيجاد نوعاً مما يسمى التجارة العادلة ذات هوامش ربح معقولة و في إطار منطقي. تخفيض الوكلاء للأسعار بالنسبة المقترحة لا يمكن أن يؤدي إلى إفلاسهم أو خرابهم، إنما فقط يؤدي إلى زيادة المبيعات و رواج السوق مع تقليل الربح دون تحول تجارتهم إلى الخسارة. إنه من الخطأ أيضاً ربط ما يحدث من خلال حملة خلوها تصدي بما يجري من تطورات أزمة مالية عالمية، بل يجب مداومته و متابعته؛ حتى و لو انقضت الأزمة المالية، لا نريد نسيان المبدأ في زخم الأحداث الطارئة. المبدأ هو أن الوكلاء يبالغون في الربحية بحد جنوني لا يمكن لمجتمع مستهلكين واعي أن يصمت أو يقف مكتوف الأيدي إذائه.

نقول إلى وكلاء السيارات في مصر، و فروا أموالكم و مجهوداتكم و كفوا أيديكم عن محاولات خداع المستهلكين بواسطة حملات دعائية مأجورة أو من خلال معارض هشة لا تعدو كونها مسرحية مبتذلة سخيفة. تنازلوا عن بعض الطمع و تذكروا أن الطمع يقل ما جمع.

02 يونيو 2009

زيارة أبوعمامة

السيد أبوعمامة - أوباما -زيارة الرئيس الأمريكي أوباما القادمة إلى القاهرة يوم الخميس الموافق الرابع من يونيو 2009 و الاجراءات الأمنية المكثفة المصاحبة لها و التي لم يسبق لها مثيل من قبل، قد تمثل وضع أمني حرج لمسئولي الأمن في عاصمة مصر القاهرة. إن حبس أكثر من ثمانية عشر مليون شخص اختيارياً داخل منازلهم يعد شيء بالغ الخطورة حال حدوث طاريء أو شيء غير متوقع.

إن تلك الزيارة للرئيس أوباما و التي لن تدوم أكثر من ثمانية ساعات و تتضمن إلقاء خطاب، لما يدعوه صاحبه أوباما، إلى العالم الإسلامي إنطلاقاًُ من مدينة الألف مإذنة، كان سكان القاهرة المساكين في غنى عنه و كان يكفي السيد أوباما في سياق حملة علاقته العامة تلك، الإشارة إلى القنوات التليفيزيونية و دعوة من يريد من الشخصيات العالمية إلى إحدى استوديوهات يونيفرسال في هوليوود؛ حيث يمكنه إلقاء خطابه المصون هناك دون أن يتكبد هو المخاطرة أو يكبدنا نحن الشقاء.

على كل حال؛ فإذا أمر الملك فعلى الجميع الطاعة، و التعامل مع الوضع المفروض، ومن ذلك الباب وجب على المسئولين المصريين في فلوتة مصر المحروسة دراسة إعلان ذلك الخميس يوم إجازة عامة، حتى يرفع الحرج على الموظفين و أصحاب الأعمال من جراء خوض جحيم شوارع القاهرة، المستعر أصلاً، في ذلك اليوم. أوصي أيضاً أصحاب الأرجوحات و الحواة و بائعي الخردوات الذين يمارسون أعمالهم في الموالد، اتخاذ هذا اليوم مولداً كل عام، و أن تقام الاحتفالات تخليداً لذكرى خطاب سيدي أبوعمامة، و ذلك إما في حرم جامعة القاهرة التي ألقي فيها الخطاب، أو في ساحة حديقة الحيوان المقابلة للجامعة حيث من المتوقع ألا يتم فهم هذا الخطاب سوى داخلها.

01 يونيو 2009

كسر الزيرو و خلوها تصدي

منذ بداية حملة خلوها تصدي، تنبه بعض المنظرين للحملة؛ و نظراً لاشتداد عناد الوكلاء و جشعهم الطاغي و موجة التضليل الاعلامي التي يصنعونها دوماً دون كلل، إلى أن هؤلاء الوكلاء سوف يلجأون في النهاية إلى بعض الحيل التي من خلالها يتجاوبون مع أصول السوق و توجهاته مع اصطناع قناع لحفظ بعضاً من ماء الوجه الذي أراقوه هدراً في سبيل وئد وعي و نضوج المستهلك في عصر انتشار المعرفة و المعلومات.

كسر الزيرو كان من ضمن الفرضيات المطروحة ضمن اطار تمثيلية حفظ ماء الوجه، و يعرف كسر الزيرو عموماً، بأنها تلك السيارات الحديثة التي لم تقطع سوى عدد محدود من الكيلومترات، قد لا يتجاوز العشرة ألاف كيلومتر، و تكون في حالة ممتازة و تحت نطاق تغطية الضمان. قد قيل من قبل أن الوكلاء سوف يلجأون إلى هذه الحيلة من خلال اعطاء سيارات لمنتسيبيها لكي يستعملونها فترة محددة من الزمن و على إثر ذلك تتحول من سيارات جديدة زيرو إلى ما يمكن تسميته سيارات مستعملة. عند هذه النقطة يمكن أن يتم تسويق هذه السيارات بأسعار مخفضة دون التصريح عن ضرورة اتباعهم لسياسة تسعيرية جديدة.

مثال قد يشير إلى ذلك ما هو معلن على موقع سوبارو مصر و وكيلها أبوغالي موتورز، و الذي يعلن عن توفر سيارات مستعملة من ماركة سوبارو اليابانية من موديلات تبدأ من سنة 2003 و حتى سنة 2008 و كذا امكانية استبدال العملاء لسياراتهم القديمة بأخرى جديدة ضمن ذلك العرض.

كما قدمنا سابقاً حول تضليل الوكلاء و حملات التشويش المبتذلة من قبلهم؛ فقد يلاحظ المتابع للعرض المذكور أنه بالفعل توجد سيارات يمكن أن يقال عنها أنها مستعملة و بحق، فمثلاً سيارة موديل 2003 و قطعت مائة و ستين ألف كيلومتر حتى الآن لا يعقل أن تندرج تحت نطاق ما ادعيناه حول كسر الزيرو! الواقع مما بدر من هؤلاء الوكلاء حتى الآن يؤكد سوء نيتهم و استحلالهم لأموال الناس بالباطل و تفانيهم في الخداع دون أي رقابة أو ردع من الدولة؛ بل أكثر من ذلك؛ فإن فلوتة مصر تساعدهم و تدعمهم ضد المواطن الكادح، و من المنطقي أن يمعنوا في الخداع بواسطة ادراج بعض السيارات ذات الوضع الحقيقي، بل على الأكثر من ذلك، فقد يعطون لمستبدل سيارته المستعملة سعراً يتجاوز قيمتها الحقيقة و الذي في الواقع سوف يكون بمثابة التخفيض الذي يتملصون منه على السيارات الجديدة و هذا سوف يؤدي في النهاية إلى ما يسمى في لغة التجار " فرش السوق "، بمعنى أنك تشتري سلعة عندك منها مخزون متوفر بأسعار أكبر من قيمتها، حتى تحرك السوق بناءاً على هذه الأسعار و من ثم تبدأ في بيع مخزونك.