كان من المنطقي لدي عند سماعي عن مشاكل جنرال موتورز الأمريكية و عن نيتها بيع علامتها التجارية هامر، توقع أن يكون المشتري إحدى الشركات الصينية العاملة في مجال السيارات. فعلاً صحت توقعاتي و تم بيع علامة هامر إلى شركة سيشوان تينجزونج Sichuan Tengzhong الصينية، و ذلك بقيمة مالية لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
أغلب الجدل يدور الآن من المنظور المتشائم، أو لنقل حول النصف الفارغ من الكوب، وذلك بالتكهن حول التأثيرات السلبية على سمعة و جودة العلامة التجارية هامر في الأسواق، و عن ماليكها الذين سوف يضطرون مستقبلاً إلى شراء قطع غيار صينية لسيارة كانت في الأصل أمريكية.
يجب علينا في مثل هذه الظروف أن نكون أكثر تفائلاً، و نستشرق مدى التطور الذي سوف تجنيه صناعة السيارات الصينية بالاطلاع على تقنيات التصنيع و الخبرات الفنية المتقدمة لدى هامر في سبيل تصنيع حقيقي و فعال لسيارات أكثر كفاءة و اعتمادية. من جانب آخر لما نغفل فرصة انتاج مثل هذه السيارت بطرق أقل تكلفة و بأساليب تتناغم مع متطلبات أزمة الطاقة و ما يواكبها من حتمية و ضرورة توفير استهلاك الوقود، الذي كانت فيه هامر و ببراعة قمة و علامة الاهدار فيه.
حتمياً علينا ألا نجعل السمعة السيئة للمنتجات الصينية أن تغطي على عبقرية الحدث و معانيه. إن سوء سمعة المنتجات الصينية ما هو إلا نتيجة سلوكيات و سياسات رديئة من قبل تجار و وكلاء جشعين يستوردون فقط ما هو رديء ليبيعونه بأغلى الأسعار لتحقيق أرباح خيالية. إن أمريكا و كندا و أوروبا حبلى بالعديد و المديد من المنتجات الصينية دون أن يظهر لديهم ما نتحدث عنه سوء المنتج الصيني، هذا فقط لأن تلك الدول بها حكومات بحق، و ليست فلوتات ماسخة المعنى و اللون، كتلك المبلاة بها بلادنا و التي عندنا تسمح بل قد تشجع خداع المستهلك و الاحتيال عليه دون أي رادع أو حماية، دون حماية المستهلك لنفسه بشيء من قبيل خلوها تصدي و أخواتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق